اعلم عزيزي القارئ أن مجرد التعاطف مع الخائن خيانة.. وممارسة كل ما يخدم مقاصد الخونة خيانة.. والتشكيك في كل ما نخطوه نحو خدمة الوطن خيانة.. وعدم احترام مؤسسات الدولة والتطاول علي رموزها المحترمة خيانة.. وتخوين المسئولين عن الأمن بلا سند أو دليل خيانة.. وعدم مراعاة الظروف بالغة السوء التي تمر بها بلادنا خيانة.. والمطالبة بالحقوق دون القيام بالواجبات خيانة . إن الخيانة لفظ قبيح.. مفزع ومقزز بمختلف أشكاله وألوانه وتعدد دركاته وليس درجاته لأن الدرك يستخدم في كل ما هو قبيح ومرذول وسيئ.. والدرج يستخدم في كل ما هو جميل وحسن. والخيانة كلمة فضفاضة لها معان كثيرة تطلق علي العديد من الأفعال ولعل أولي دركاتها خيانة الكلمة أو خيانة اللفظ والتعبير فيقال خانه التعبير أي أخطأ في استعمال لفظ لا يقصده ثم تأتي خيانة الله ورسوله وخيانة الوطن في الدرك الأسفل من بئر الخيانات.. وبين القمة والقاع في ظلمات الخيانة تأتي خيانة الوعد وخيانة الأمانة وخيانة الزوج لزوجته والزوجة لزوجها وخيانة الحب والصديق لصديقه والأخ لأخيه إلي آخر ما يحدث في دنيا البشر من جرائم في حق الإنسانية. ونحن مأمورون بعدم الخيانة عموماً . والله أخبرنا أنه لا يحب الخائنين في آية قرآنية صريحة محكمة لا تحمل لبثاً ولا تحتمل تأويلاً: "وَإِمَّا تَخَافَنَّ مِن قَوْمي خِيَانَةً فَانبِذْ إِلَيْهِمْ عَلَي سَوَاء إِنَّ اللَّهَ لاَ يُحِبُّ الْخَائِنِينَ" 58 الأنفال. إن خيانة الوطن جريمة ما بعدها جريمة وهي تسمي الخيانة العظمي في كل مكان في الدنيا وبمختلف لغات العالم وكلما زاد عدد الخونة في وطن ما.. ازدادت معاول هدمه وكان إلي الخراب أقرب من العمار. في مصر.. بعد ثورة 30 يونيو 2013 تكشفت لنا خيوط المؤامرة علي الوطن العزيز الغالي من قبل جماعة خائنة لله وللرسول قبل أن تخون هذا البلد الأمين . وإذا كانت قيادات هذه الجماعة الخائنة وأفرادها المتورطون في العمليات الإرهابية خلف القضبان الآن ويخضعون لمحاكمات عادلة ويتمتعون بما لا يستحقون من حقوق كفلها لهم قانون لا يشفي الغليل فإن أذنابهم ما زالوا بيننا أحراراً طلقاء يروجون الشائعات والأكاذيب التي تخدم خيانة الوطن سواء بعلم وسوء قصد أو بجهل وعدم قصد والنتيجة واحدة وعنوانها الكبير "خيانة الوطن". أرجو أن ننتبه جميعاً ونراجع مواقفنا ونختار لأنفسنا المكان الذي يليق بنا . فإما أن نكون في خدمة الوطن والحفاظ عليه ونتشرف بانتمائنا له والدفاع عنه ونفخر بأننا وطنيون ونفرح بكل إنجاز يقوم به المخلصون من أبناء مصر لإقالتها من عثرتها ونتصدي للشائعات المغرضة التي تصب في مصلحة أعداء الخارج أو خونة الداخل.. وإن شئت وبئس ما تشاء فاحجز لنفسك مكاناً في الطابور الخامس الذي يتهاوي ويتساقط وحتماً سيتحطم علي صخرة الوطنية المصرية الخالصة المخلصة التي طالما سطر التاريخ انتصاراتها علي كل معتد أثيم.