يتعرّض تلاميذ بريطانيا لإرهاب يمارسه أطفال ومراهقون بعضهم ضد بعض، ما يحوّل حياة الكثيرين من الصغار إلي جحيم، أوصل البعض منهم إلي الانتحار وتشير دراسة، نُشرت في أبريل/ نيسان 2014، إلي أنّ 10% من المراهقين الذين تعرّضوا للأذي اللفظي أو الجسدي، حاولوا الانتحار. بينما تعمّد 30% إيذاء أنفسهم. وأفاد 'فريق الضغط ضد التنمّر'، الذي نظّم الدراسة، أنّ 45% تعرّضوا للأذي والتنمّر، بين عمر 13 و18 عاماً. أما السبب الرئيس للاعتداء عليهم، فقد كان بنيتهم ومظهرهم الخارجي. كما كشفت الدراسة أنّ 61% من التلاميذ تعرّضوا للأذي الجسدي، و10% للعنف الجنسي. فيما أعلن 83% أنّ ما تعرّضوا له في المدارس من تهديد وأذي، ترك أثراً بالغاً في شخصياتهم رافقهم مدي الحياة، وأضعف ثقتهم بالنفس. وبلغت نسبة الاستقواء أعلي درجاتها ضد التلاميذ المعوّقين، ومن بعدهم المختلفون دينياً، ثم المختلفون عرقياً، والمثليون. من جهته، يقول خبير التنمّر، إيان ريفرز، الأستاذ في جامعة برونيل، إنّ وجود التلميذ في جوّ من التهديد والخوف، يؤدي إلي تدني مستواه الأكاديمي. ويتابع أنّ فشل المدارس في معالجة هذه المشكلة، من شأنه أن يعرّضها للمساءلة القانونية، حول أسباب انخفاض المستوي التعليمي للتلاميذ. وتشير التقارير إلي أنّ ستيفن شيبرد، هو أول ضحية للتنمّر أقدم علي الانتحار في بريطانيا. وتعود الحادثة إلي عام 1967 في لانكشاير، شمال غرب البلاد.أمّا فيجيه سنج شاهيري '13 عاماً'، فقد انتحر شنقاً، بعد معاناته من التعنيف في المدرسة. وترك خلفه قصيدة صغيرة يتحدث فيها عن الأمر، جاء فيها: 'سأتذكّر إلي الأبد ولن أنسي.. الاثنين: أخذوا نقودي. الثلاثاء: نعتوني بأسماء. الأربعاء: مزّقوا ملابسي. الخميس: أدموا جسدي. الجمعة: انتهت العملية. السبت: يوم الحرية'. علماً أنّه انتحر الأحد مع نهاية ذلك الأسبوع. كما انتحرت أخيراً التلميذة مورجان موسان '13 عاماً'، بجرعة زائدة من المسكّنات. وتعرّضت الفتاة لمضايقات مستمرة بسبب طولها الزائد.وكذلك أقدم جوناثان شورت سكاف '13 عاماً'، علي شنق نفسه، هذا العام، بعد تعرّضه للتنمّر طوال 4 سنوات بسبب قصر قامته. واتهمت والدته المدرسة بالتقصير في أخذ الاجراءات اللازمة تجاه المتنمّرين الذين جعلوا من ابنها أضحوكة، وتعرّضوا له لفظياً وجسدياً.