تنعقد الجمعية العامة للأمم المتحدة في دورتها ال 69 بنيويورك ابتداء من يوم 23: 25 من هذا الشهر وتأتي هذه الدورة والعالم يمر بالكثير من الأزمات والتحديات الكبيرة التي عجز مجلس الأمن عن حلها باعتباره أقوي أجهزة الأمن بالأممالمتحدة الذي يتولي حفظ الأمن والسلام والاستقرار في العالم، ومن تلك المشكلات الإرهاب الذي يعصف بالعالم وبخاصة بمنطقة الشرق الأوسط ودول الربيع العربي وعلي رأسها تنظيم داعش الإرهابي، والصراع الفلسطيني الإسرائيلي والوضع في العراقوسوريا وليبيا واليمن والسودان بشماله وجنوبه وغيرها من القضايا التنموية والبيئية والاجتماعية بالعالم. ويأتي اجتماع الوفود بالأممالمتحدة ل 193 دولة كفرصة للرؤساء والزعماء لمناقشة قضايا بلدانهم ومنهم مصر التي ستكون لكلمتها هذا العام أهمية كبري لتوضيح الصورة الصحيحة لما تسير عليه الديمقراطية في مصر في ظل رئاسة الرئيس السيسي الذي اختاره الشعب من خلال ثورة شعبية في الثلاثين من يونيو أكدت إرادة الشعب المصري لتحديد مستقبله والخطوات القوية التي تحققت منذ هذا التاريخ وسعيا لاستكمال خطة المستقبل بإجراء الانتخابات البرلمانية في أقرب فرصة برغم التحديات التي تواجه مصر الآن وعلي رأسها تصديها وحدها للإرهاب الناجم عن الأزرعة المسلحة لتنظيم الإخوان الإرهابي وما تتكبده القوات المسلحة والشرطة من خسائر في الأرواح والعتاد وغيرها من مؤسسات الدولة والتخريب الذي تتعرض له، إضافة إلي سعي مصر برغم ظروفها إلي العمل علي وحدة وسلامة محيطها العربي والإقليمي وبخاصة سلامة واستقرار كلا من سورياوالعراق وليبيا، ودورها الكبير بفضل رئيسها في التهدئة بين الإسرائيليين والفلسطينيين بعد العدوان الغاشم علي شعب غزة، إن انعقاد القمة هذه المرة فرصة كبيرة أيضا لكي يسمع لمصر رأيها عن خطورة الإرهاب والتنظيمات المتشددة التي تهدد العالم ومنها تنظيم داعش وغيره من التنظيمات الخطيرة التي تهدد الكثير من البلدان العربية والأفريقية وإمكانية تهديدها لاحقا للدول الأوروبية وللدول العظمي وخطورة سكوت الدول الكبري عن تلك التجاوزات الكبيرة والجرائم التي ارتكبت وتركب ضد الإنسانية وتذبذب بعض الدول عن مواجهة تلك التنظيمات بشكل عاجل علي غرار ما فعلته أمريكا والناتو ضد تنظيم القاعدة في أفغانستان وغيرها من الدول، ولهذا كان وما زال يعول علي إلقاء الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي لكلمة مصر الهامة ولأول أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة لتوضيح رؤية مصر تجاه القضايا التي تشغل المنطقة والعالم، ثم التأكيد علي استقرار وقوة الأوضاع في مصر، ورغم تصريحات ماري هارف المتحدث باسم الخارجية الأمريكية حول دعم الإدارة الأمريكية في مصر لمحاربة الإرهاب في سيناء، إلا أن المساعدات الأمريكية لمصر لم تضح بعد وبخاصة بعدم تسليم الطائرات الأباتشي والدعم العسكري الذي وعدت به أمريكا وعدم اتضاح رؤيتها السياسية تجاه مصر بعد ثورة يونيو إلي جانب عدم ارتياحها من موقف الرئيس السيسي من رفضه للتدخل عسكريا في العراق لمواجهة تنظيم داعش وتركه المسئولية للدول التي تسببت في خلق الفوضي وانتشار الجماعات الإرهابية في العراق والدول المجاورة، ورغم تلك الأوضاع والعلاقات المتوترة بين البلدين بما يؤكد تورط أمريكا في الأحداث في مصر ودول المنطقة أصر الرئيس السيسي علي إلقاء كلمة مصر بالأممالمتحدة ولكن الأمر الذي يثير القلق والمخاوف بخصوص ذلك هو عدم وجود ضمانات أمنية وبروتوكولية كافية لزيارة الرئيس إلي أمريكا وبخاصة ما تردد عن تجهيز جماعة الإخوان الإرهابية للاحتشاد في مدينة نيويورك بالقرب من مبني الأممالمتحدة لمعارضة ومهاجمة زيارة الرئيس والتشويش عليها من خلال تلك الجماعة الإرهابية وحلفائها ومن يقف ورائها بعد اعتماد هذا التنظيم الخطير علي مخاطبة الغرب من خلال تقرير هيومان رايتس الأخير بلجنة حقوق الإنسان بالاتحاد الأوروبي إضافة إلي المصالح المتبادلة بين هذا التنظيم وبين الغرب وأمريكا، وإصرار التنظيم علي إظهار نفسه أمام الإعلام العميل بصورة الضحية دائما واستغلاله للمواقف السياسية الدولية واستماتته لرجوع الماضي، فالقمة سوف تبدأ يوم 23 سبتمبر ويتوقع إلقاء كلمة مصر يوم 25 من هذا الشهر في الوقت الذي تشحذ فيه تلك القوي الإرهابية بمساعدات أمريكية أوروبية صهيونية الهمم والطاقات للعمل علي الشوشرة والإساءة إلي مصر ورئيسها دون تقديم الضمانات لشخصية بمثل هذا الحجم من الجانب الأمريكي لأن الرئيس السيسي يزور الأممالمتحدةبأمريكا من أجل العمل وليس لأجل أن يزور ويري التنظيم الإرهابي الذي يملئ مصر وربوعها تخريبا وفسادا، ولا يجب أن تترك الزيارة علي هذا النحو ودون إعلان أمريكا لضمانات تلك الزيارة بما يحفظ هيبة وكرامة مصر ورئيسها بل وهيبة وقداسة الأممالمتحدة. ووسط تلك الظروف والمخاوف الأمنية من تلك الزيارة كان من الأفضل أن يقوم رئيس الوزراء أو وزير الخارجية أو مندوب عن الرئيس بالقيام بتلك المهامة وإلقاء كلمة مصر بالأممالمتحدة نيابة عنه وبخاصة بعد التحذيرات من جانب بعض الأحزاب السياسية والقيادات المصرية المخلصة من قيام الرئيس بنفسه بتلك الزيارة بدافع الحرص والمحافظة علي سلامة الرئيس وكرامة مصر وسمعتها وسط قيام الآلة الإعلامية الداعمة للإخوان في مصر وخارجها لتشويه الزيارة من خلال الصحف ووكالات الأنباء التي تقوم بهذا الدور، وأمام الحشد الإخواني الإرهابي للتجمع في ستة مناطق بالقرب من مقر مبني الأممالمتحدة سيقوم الكثير من المصريين الشرفاء بأمريكا للاحتشاد أيضا أمام مبني الأممالمتحدة للدفاع عن مصر ورئيسها والرد علي المسيئين لها من جانب الجماعات الإرهابية الإخوانية علي الطرف الآخر فهل يمكن أن يترك الرئيس الفرصة لتصبح ساحة الأممالمتحدة ساحة للصراع والنزال بين الشعب والجماعات الإرهابية بما لا يحمد عقباه أمام أنظار العالم علي هذا النحو، في الوقت الذي يبدو فيه الرئيس قويا علي أمريكا ومزعجا لها بعد إفشاله لكل مخططاتهم لتقسيم المنطقة العربية ولهذا فلا يمكن أبدا أن نثق في تأمين تلك الزيارة وسط مؤامرات السي آي أيه والموساد وغيرها، ولا يغيب عنا أيضا ما تكنه قطر وتركيا من عداء لمصر بعد وقوفهما وراء التنظيم الإرهابي الدولي وتوقع انسحابهما من مقر الأممالمتحدة لحظة إلقاء الرئيس السيسي لكلمة مصر للعمل علي التشويش علي سيادته، إضافة إلي نشاط بعض الحركات المأجورة ومنها حركة 6 أبريل ونشاطها المكثف هذه الأيام بأمريكا لجمع التوقيعات لمنع دخول الرئيس السيسي لأمريكا وهي عريضة موجود علي شبكات التواصل الاجتماعي وتعمل علي استهداف الإساءة للرئيس السيسي والإساءة لمصر وسط دعم أمريكي وأوروبي لتلك التنظيمات لاستهداف تلك الزيارة لإحراج مصر ورئيسها وسط هذا المحفل الدولي، فهل يمكن بعد كل ذلك أن يعطي سيادة الرئيس الفرصة لهؤلاء أم يستخدم حنكته ودهائه السياسي ويحافظ علي كبريائه المعهود الذي هو من كبرياء مصر وشعبها، وحتي لو أصر الرئيس و سافر مع وفد مصر المشرف بدافع المصلحة العليا التي يقررها سيادته فإننا سنكون قلقين عليه حتي يرجع إلي الوطن.