أصبحت العمليات الإرهابية سمة متكررة في ربوع مصر والأخطر فيها هو تجرأ عناصر التنظيمات الإرهابية علي القيام بعمليات نوعية متقدمة ضد رجال الجيش والشرطة واستهداف حدودنا والعبث بها، والقدرة الفائقة علي التنقل والترحال في أراضينا بشرقها وغربها، وشمالها وجنوبها مستخدمين عربات الدفع الرباعي وعليها أعلام القاعدة حاملين الأسلحة الثقيلة والمتطورة وغيرها من أدوات القتال ويساندهم في ذلك الخونة والمرشدين المنتشرين في أراضينا الآن والمحسوبين علي المصريين دون أن نحرك ساكنا تجاه تطور تلك العمليات التي أصبحت في أحداثنا اليومية في حين أنها تحصد أرواح جنودنا وهم أغلي وأقوي ما عندنا دون أن نتقدم خطوة قوية للأمام للتعامل مع تلك العناصر الإجرامية وتنظيماتها المختلفة علي غرار الدول المتقدمة أو لنقل دون نريد أن نقل علي غرار ما تفعله إسرائيل تجاه أبنائها وتجاه أمنها، في حين أن مصر القوية بأبنائها المخلصين والتي تمتلك الآن أقوي الجيوش العربية مازالت وحتي الآن متأخرة في القيام بالردع المطلوب تجاه كل من يتجرأ علي الوطن أو يعتدي علي أبنائه لأنه ليس شرفا لنا بأن تهان كرامة أبنائنا ويقتل جنودنا الذين هم رمز ومصدر وهيبة قوتنا علي هذا النحو وبما يراه الآخرون عار علينا وعلي سمعة مصر وجيشها، فلقد فاض الكيل وامتلأت السجون بالخونة والمجرمون دون محاكمات سريعة وناجزه لينال كل من أراد بمصر وأهلها سوء ما يستحقه من العقاب، كما انتشرت التنظيمات الإرهابية بمسمياتها المختلفة في بلداننا العربية ورفعت أعلامها السوداء وأصبحت بعد تمكنها من جيوش بعض الدول بمساعدة من الدول الخائنة قاب قوسين أو أدني من إعلان الخلافة المزعومة، كما جاءت تلك الجماعات المدربة من أقصي بلدان العالم من تنظيم القاعدة وطالبان، والنصرة وداعش وغيرها إضافة إلي حماس وأخواتها ليعيدوا انتشارهم في منطقتنا العربية ويحققوا الكثير من العمليات الإرهابية ضد الكثير من الدول كتونس واستهداف رجال جيشها مؤخرا ثم الجزائر من قبل ومالي إضافة إلي ما يحدث في العراق وسوريا ثم استهداف الجيش والشرطة المصرية علي هذا النحو المخزي، والدليل هو عملية كتيبة حرس الحدود بالفرافرة بالأمس التي اتضح من الروايات المختلفة أن الإرهابيين سواء كانوا من تنظيم القاعدة أو من سرايا القدس قد استخدموا في تلك العملة الأسلحة الثقيلة والمتطورة مع سيارات الدفع الرباعي المحملة بالعتاد ثم قاموا في البداية بضرب مخازن الأسلحة بالكتيبة مباشرة فضمنوا بذلك نجاح العملية ثم اشتبكوا مع من تبقي بعد أن قتلوا 21 شهيد من جنودنا بخلاف الإصابات في الأرواح والعتاد في عملية استغرقت أكثر من نصف ساعة وتمكنوا من الهرب في تلك المسافات الطويلة ومن خلال الثغرات التي نقع فيها دائما وهي التأخر في القيام بالواجب المهاري والقتالي السريع للتعامل مع هذا النوع من الحروب. إن الوصول المتكرر الآن للجماعات الإرهابية إلي السكنات العسكرية والمقرات الشرطية يعتبر تجرأ نوعي كبير علي مصر وقيادتها وجيشها بشكل غير لائق لا يتفق مع مصر وهيبتها وإرادة أبنائها الذين خرجوا بالملايين بعد إحساسهم بخطورة الإرهاب في الداخل والخارج علي مصر وأبنائها وفوضوا الجيش والشرطة للتصدي للإرهاب ولكل مظاهر الأخونة والشيطنة في مصر ولهذا فلم تعد خططنا كافية ومقنعة للتصدي بيد من حديد وبدون رحمة مع تلك التنظيمات والخلايا أو حتي الدول مما يستوجب مع قيادة مصر القوية الحالية أن تقوم بالدور الحاسم لقمع كل من تسول له نفسه في الداخل والخارج أن يعتدي علي مصر، وألا تنشغل القيادة بالمشاكل الخارجية علي حساب أمن مصر واستقرارها لأنه لم يعد الآن الشجم والاستنكار والتحريم والاستهجان وتكريم الشهداء كافيا تجاه تلك الأحداث الجسام التي تعرض كرامتنا للخطر وتشمت أعداءنا وتفرح الخونة والإرهابيون بعملياتهم الإجرامية واعتبارهم استنكارنا وشجبنا للإرهاب ضعفا، ولهذا فلم يعد أمام قياداتنا الانتظار لأكثر من ذلك حتي لا نفاجئ بما لا نتوقعه مما يدفعنا إلي أن نعلن صفارة الخطر ونجهز بكل ما نملك ونسن القوانين للتصدي للإرهاب واستئصاله من جذوره وقتله قبل أن يقتلنا.