وجدت دراسة أميركية جديدة أن علاج مرضي التهاب الكبد 'ب' بالعقاقير المضادة للفيروسات يحول دون معاودة إصابتهم بسرطان الكبد المعروف أيضا بسرطان الخلايا الكبدية، وقد امتدت مع هذا العلاج حياة المرضي أيضا، حسب بيان في الموقع الإلكتروني لجامعة توماس جيفرسن الطبية. وقد أجري الدراسة فريق من الباحثين في أمراض الجهاز الهضمي والكبد بجامعة توماس جيفرسن، بقيادة الدكتور هايي-وُن هان الأستاذ بكلية الطب بالجامعة، ونشرت نتائجها بدورية "مجلة السرطان الدولية". وكانت أبحاث سابقة قد أظهرت أن العلاجات المضادة للفيروسات تقلل من احتمال الإصابة بسرطان الخلايا الكبدية 'HCC' لدي مرضي التهاب الكبد 'ب' المزمن. محرك السرطان والمعلوم أن الرعاية القياسية لمرضي سرطان الكبد تتضمن استئصال الورم الخبيث جراحيا، ما لم يكن كبيرا أو أصبح متغلغلا ومنتشرا، بيد أن أورام سرطان الكبد غالبا تعاود الظهور بعد استئصالها، أو تنشأ إصابات أو أورام جديدة. وكان الدكتور هان وزملاؤه قد سجلوا في دراستهم أن مرضي التهاب الكبد 'ب' الذين تلقوا علاجا مضادا للفيروس، بلغ متوسط فترة بقائهم علي قيد الحياة نحو 60 شهرا بعد تشخيص سرطان الكبد لديهم، بينما بلغ 12.5 شهرا لدي نظرائهم الذين لم يتلقوا علاجا مضادا للفيروس. يقول الدكتور هان إنه قبل تطوير العلاجات المضادة للفيروسات، كانت تنشأ لدي المرضي آفات جديدة في غضون بضعة أشهر عقب إزالة الورم، "لأننا لم نكن نعالج الفيروس الكامن والمسبب لسرطان الكبد". وأوضحت الدراسة أن فيروس التهاب الكبد 'ب' هو الذي يحرك السرطان، لذلك فإن كبح جماحه -وإسكاته إلي حد أن يختفي ويتعذر اكتشافه في الدم- يؤدي إلي إطالة فترة بقاء هؤلاء المرضي علي قيد الحياة بعد التشخيص. شملت الدراسة 15 مريضا بالتهاب الكبد 'ب'، وأجريت لهم عمليات استئصال جراحي لورم سرطاني كبدي واحد يقل حجما عن أربعة سنتيمترات. وكان المرضي الستة الأوائل قد شُخص لديهم سرطان الكبد بين العامين 1991 و1997، قبل تطوير العلاج المضاد للفيروسات. واعتبر الباحثون هؤلاء المرضي مجموعة الضبط والمقارنة. وشخص المرض لدي الحالات التسع الأخري بين العامين 2000 و2004. وبدأ هؤلاء المرضي في تلقي العلاج المضاد للفيروس باستخدام عقار لاميڤودين 'lamivudine' بعد تشخيص سرطان الكبد لديهم مباشرة. وكانت علاجات أخري مضادة للفيروسات، مثل تينوفوڤير 'tenofovir' وآديفوڤير 'adefovir' قد أضيفت إلي برنامج علاج المرضي كلما نشأت مقاومة لعقار لاميڤودين، أو حتي دون نشوئها. وقد اختفي فيروس التهاب الكبد 'ب' من مصل الدم لدي جميع المرضي التسعة الذين تلقوا العلاج المضاد للفيروس والذين استمروا في تلقي العلاجات المضادة للفيروسات. وكان سبعة من هؤلاء المرضي التسعة لم تنشأ لديهم أورام سرطان كبدية جديدة أو لم يشهدوا معاودة الورم علي أي حال. وكان أطول المرضي بقاء علي قيد الحياة اثنان جاءا مصابين بسرطان الكبد منذ العام 2000، ولا يزالان في صحة جيدة، ويعيشان بدون أي أورام سرطانية أخري منذ أكثر من عشرة أعوام. يستمر جميع المرضي في تلقي العلاج المضاد للفيروسات، ويتابعون طبيا مرة كل ثلاثة أو أربعة أشهر. ويلفت جيفرسن روبرت كوبن الأستاذ بكلية طب جامعة توماس وأحد الباحثين المشاركين في هذه الدراسة، أن الخيار العلاجي الآخر لهؤلاء المرضي هو زراعة كبد أخري لهم. وفي ضوء هذا الخيار، يصبح العلاج المضاد للفيروسات بديلا جذابا لهذه الشريحة من المرضي.