شن مسلحون من القاعدة الخميس هجومين جديدين في محافظة حضرموتجنوب شرق اليمن حيث ينشط التنظيم منذ ان عزز مواقعه مستفيدا من ضعف السلطة المركزية في 2011 اثناء حركة الاحتجاج الشعبية في البلاد التي تشهد ايضا حربا في الشمال بين الحوثيين الشيعة من جهة ولواء من الجيش وانصاره من القبائل من جهة اخري. فقد اعلنت مصادر امنية وعسكرية ان مسلحين من القاعدة اقتحموا مطار سيئون في حضرموت وسيطروا علي اجزاء منه قبل ان يشن الجيش هجوما مضادا اسفر عن مقتل ثلاثة جنود وستة من عناصر القاعدة. وبالتزامن مع هذه العملية، هاجم مسلحون من القاعدة مقرا عسكريا في مدينة سيئون ما اسفر عن مقتل ثمانية جنود، حسبما افادت مصادر امنية وعسكرية. وقال مصدر امني لوكالة فرانس برس ان 'المسلحين اقتحموا المطار واندلعت اشتباكات وتمكن المسلحون من السيطرة علي اجزاء من المطار'. واكد مصدر عسكري في حضرموت لفرانس برس ان الكتيبة العسكرية التابعة للقوات الجوية المرابطة داخل المطار اشتبكت مع عناصر القاعدة. وذكرت المصادر الامنية والعسكرية لفرانس برس ان المعارك اسفرت عن مقتل ستة من عناصر القاعدة، مؤكدة ان الجيش تمكن من السيطرة علي الوضع مع استمرار وجود 'جيوب مقاومة' في المطار. واضافت ان ثلاثة جنود قتلوا في مواجهات عند مدخل المطار الذي يستخدم لاغراض مدنية وعسكرية. وقال المصدر العسكري ان عناصر القاعدة 'دخلوا برج المراقبة واخذوا عددا من الاسري من الموظفين وغير الموظفين'. وفي اعقاب ذلك، قام المهاجمون 'بضرب برج المراقبة وغرفة الاتصالات التي فيه بالصواريخ'. وتابع ان هجوم القاعدة تزامن مع هبوط طائرة تابعة لشركة اليمنية للطيران و'هي قادمة لنقل ركاب في طريقها الي الامارات'. وقالت مصادر امنية وعسكرية متطابقة في سيئون ان الجيش قام باجلاء جميع ركاب الطائرة، موضحة ان حافلات الجيش نقلت جميع الركاب عبر الجهة الشمالية للمطار ونقلتهم الي فنادق في سيئون المدينة التي تسير من مطارها بعض الرحلات الدولية. واكد سكان ومصادر متطابقة ان الاتصالات انقطعت بشكل كبير عن سيئون. وبالتزامن ايضا مع الهجوم علي المطار، قتل خمسة جنود في هجوم انتحاري نفذه عنصر من القاعدة ضد مقر عسكري يبعد حوالي كيلومترات عن المطار، كما افاد مصدر عسكري فرانس برس. وذكر المصدر ان 'هجوما بسيارة مفخخة يقودها انتحاري من تنظيم القاعدة استهدف مقر قيادة المنطقة العسكرية الاولي في سيئون وذلك بالتزامن مع الهجوم علي المطار'. وبحسب المصدر، اسفر الهجوم عن 'مقتل خمسة جنود'. وشن الجيش اليمني هجومه في اعقاب الهجومين المتزامنين للقاعدة. وقال مصدر عسكري لفرانس برس ان 'ارتال المدرعات التابعة للجيش انطلقت من مقر قيادة المنطقة العسكرية الاولي في سيئون الي المطار وحصلت مواجهات عنيفة مع مسلحي القاعدة'. وذكر المصدر ان الجيش 'سيطر علي الوضع في المطار' لكنه اشار الي استمرار وجود 'بعض جيوب المقاومة'. وتعد محافظة حضرموت الصحراوية الشاسعة من ابرز معاقل تنظيم قاعدة الجهاد في جزيرة العرب الذي ينشط في اليمن والذي تصفه واشنطن بانه انشط فروع شبكة القاعدة في العالم. واكد مصدر امني لوكالة فرانس برس ان قوات الامن اليمنية احبطت قبل ايام قليلة مخططا 'لاقتحام البتك المركزي في المكلا' عاصمة حضرموت. وبحسب المصدر، اعتقلت السلطات 12 عنصرا مفترضا من القاعدة في اطار احباط المخطط. وكان 15 جنديا علي الاقل قتلوا في 24 ايار/مايو في هجمات متزامنة شنها مقاتلو تنظيم القاعدة علي مقرات امنية وعسكرية وحكومية في مدينة سيئون. وشن العشرات من مسلحي القاعدة حينها هجمات متزامنة مستخدمين سيارات مفخخة وقذائف ار بي جي والاسلحة الرشاشة علي مقر قيادة المنطقة العسكرية الاولي ومقر المخابرات والشرطة والمباحث والمرور وقوات الامن الخاصة ومجمع الدوائر الحكومية والمطار والبنك المركزي وبنك التسليف الزراعي والاهلي والبريد'. وتهز اليمن موجة من اعمال العنف لاسيما نتيجة نشاط تنظيم القاعدة، كما يشهد حربا في الشمال بين الحوثيين الشيعة من جهة ولواء من الجيش وانصاره من القبائل من جهة اخري. واستفاد تنظيم القاعدة من ضعف السلطة المركزية في 2011 اثناء حركة الاحتجاج الشعبية ضد الرئيس السابق علي عبد الله صالح، لتعزيز انتشاره وخصوصا في جنوب اليمن وشرقه حيث يتمركز انصاره.