وكأنك مصر ما زلت تصرين علي البقاء، ما زلت تتجاوزين الآلام والمحن، تعبرين المتغيرات، قد يصيبك السأم ولكنك لا تمرضي، يلازمك الزمن ولكنك لا تهرمي، يشقيك التعب فلم ترقدي. أو ليس لك ذات مصبوغة بتركيبة جنونية شيطانية ملائكية ذات من شعب عبقري غريب غير مفهوم، لا تعلم كيف يتجاوز يومه، ففي الجوار فرح قد شدت اعلامه، صوان علت مزاميره وألحانه، رقص بطبول ودفوف يحيي العليل ويسقي الظمآن، ويجلي الأحزان. إن هذا الشعب العبقري أراد أن يفرح، أراد أن يحيا، ولتحيا معه مصر، لا يهمني من هو مرشحك، لا يهمني ما هو رمزك، بل يهمني انك تحلم، وتحلم، فالحياة هي الحلم هي الأمل، هي السعي الدؤوب لراحة القلب، ففي الحلم منتهي اللذة، ففي الحلم يهنأ البال وترفع الآمال، ويشد الترحال، الحلم يا سادة هو الحياة، فبدونه ما عاذ الله خيبات وويلات، آهات، أستغاثات. وعلي قدر حلمك هو مكانك، فقل لي إلي اي مدي تحلم، اقل لك الي أي مدي تقف، والي مدي تكون، والي مدي اولادك واحفادك يصيرون. لقد قرر الحالمون المصريون، الصانع والعامل، البائع، الحاتي، النجار، الفلاح المهندس، الطبيب، المحاسب، المحامي، الكبير الصغير، العالم، كل قرر ان يحلم ان يتمرد، أن يصر أن له في العالم مكانا، ان له علي الأرض مكانة، ان له قبضة قد تغير عجلة الزمن لن تديرها للوراء بل تدفعها دفعا مشمولا بأمل بطاقة بتحد بحب ورغبة في حب كل شيء، ببذل كل شيء لنكون جميعا وطنا جديدا، مصر جديدة فيها خير يشملنا جميعنا يظلنا جميعا، يسعدنا جميعا. فلتحيا مصر و لنحيا معها سعداء من أجل حلم كبير.