اعتبرت صحيفة 'واشنطن بوست' الأمريكية الصادرة اليوم الأربعاء أن قرار لجنة الإنتخابات الليبية إجراء انتخابات برلمانية جديدة في الخامس والعشرين من يونيو القادم يأتي بهدف إيجاد حل سلمي للأزمة التي اندلعت بسبب الهجوم علي البرلمان من قبل قوات موالية للواء المنشق خليفة حفتر. وأوضحت الصحيفة – في تقرير لها بثته علي موقعها الألكتروني- أن جهود حفتر المسلحة جاءت لقمع الميليشيات الإسلامية وتبرير مزاعم بأن البرلمان القائم يدعم في جوهره التطرف والفكر التشددي. وأفادت بأن الإعلان عن موعد الانتخابات جاء عقب اجتماع لبعض نواب البرلمان في مكان تمنوا أن يظل سريا، بيد أن صاروخا قد استهدفه، مما تسبب في حالة ذعر كبيرة ولكن من دون أن يوقع إصابات. ونسبت الصحيفة إلي حفتر تأكيداته بأنه لا يسعي للسلطة، بل لإعادة الاستقرار إلي ربوع بلاده عقب ثلاثة أعوام من الفوضي عاشتهم ليبيا منذ سقوط نظام العقيد الراحل معمر القذافي وكسر شوكة الإسلاميين، الذين اتهمهم بفتح الباب علي مصراعيه للمتشددين. من جانبه، وجهت جماعة الإخوان المسلمين في ليبيا اتهامات لحفتر واعتبرته 'يقود تحالفا للثورة المضادة بالتعاون مع فلول قوات القذافي'، ودعت لحوار وطني.. مؤكدة أنه 'لن يخرج أي فائز مما يجري في ليبيا، وأن الخاسر الوحيد من هذه الأحداث هو الشعب الليبي'. وقالت الصحيفة:'إن الصراع الجاري في طرابلس حاليا تطور حتي أصبح أشبه بصراع محتمل علي السلطة، لا سيما مع اصطفاف الميليشيات المسلحة خلف معسكرين فقط'. وأشارت إلي أن الميليشيات الداعمة لحفتر تتمركز علي طول الطريق الواصل لمطار طرابلس بجنوب العاصمة، فيما تحتشد ميليشيات الإسلاميين القادمين من مدينة مصراتة وتؤهب نفسها للزحف صوب طرابلس. وأضافت:' أن الجيش والشرطة في ليبيا – اللذان كانا يعانيان حالة ضعف إبان حكم القذافي- تمزقا بالفعل بسبب الحرب ولم تقم لهما قائمة، مما جعل الحكومة المركزية تبدو فاقدة لأي سلطة واضطرت لتأجير الميليشيات لحفظ الأمن'. وفي السياق ذاته، رأت واشنطن بوست أن إنضمام قائد القوات الجوية الليبية جمعة العباني إلي تمرد حفتر أنما يزيد من الدعم الذي يحظي به حفتر داخل الجيش الليبي يقوي ما تسميه الحكومة بالإنقلاب. وأوضحت الصحيفة الأمريكية أن العباني تعهد ب' إنشاء ليبيا جديدة تقدر علي لعب دور حيوي في محاربة الإرهاب والعنف'، ودعا جميع المواطنين بدعم الجيش.