حذرت أحدث دراسات الهيئة القومية للاستشعار من البعد وعلوم الفضاء، من تهديد مياه الصرف الزراعي للواحات المصرية بالغرق، إذا لم يتم التعامل وبطريقة.. علمية مع الصرف الزراعي لأراضي الاستصلاح الجديدة. وقال الدكتور محمد البسطويسي الباحث الجيولوجي بالهيئة - في تصريح له الأربعاء - إن هناك مشكلات كبيرة في تملح الأراضي وظهور برك ومستنقعات من مياه الصرف الزراعي في مناطق الاستصلاح الجديدة، والتي شهدت العقود الماضية توسعا غير مسبوق فيها بمحيط مناطق الزراعات القائمة بمختلف قري الواحات، والتي تعتمد علي مياه الخزان الجوفي النوبي القابع تحت رمال وصخور الصحراء علي أعماق تبلغ عدة مئات من الأمتار. وكشف أنه نتيجة لأن الواحات تعد أماكن منخفضة عما حولها فإن إضافة المزيد من الرقعة الزراعية بمحيط تلك الأماكن المنخفضة، سوف يؤدي في النهاية إلي غرق مساحات كبيرة من القري والزراعات بمياه الصرف الزراعي، لافتا إلي أن الأخطر هو أن هذه المياه في طريقها إلي المناطق الأكثر انخفاضا والتي تشغلها الزراعات القديمة والقري الأساسية بالواحات مما يهددها بالغرق. وأشار إلي أنه تم إجراء دراسات وأبحاث هيدرولوجية لتحديد الأماكن المثلي لمسارات وأماكن تجميع مياه الصرف الزراعي، باستخدام تقنيات الاستشعار من البعد وصور القمر الصناعي "مصر سات -1". وقال إن دراسات وأبحاث الهيئة في هذا الصدد، استهدفت أن يكون هناك توازن بين كميات مياه الصرف وأسطح البرك المعرضة للبخر والتسرب تحت السطحي، وبالتالي يتم تلافي الأثار الجانبية للصرف الزراعي للأراضي المستصلحة علي البنية التحتية والزراعات القائمة.