تبدأ محكمة جنايات الجيزة اليوم الخميس، محاكمة 188 متهمًا لارتكابهم جريمة اقتحام مركز شرطة كرداسة، وقتل مأمور المركز ونائبه و12 ضابطًا وفرد شرطة. وتضمن أمر الإحالة في القضية 143 متهمًا محبوسين احتياطيًا علي ذمة القضية، والأمر بضبط وإحضار 45 متهمًا آخرين هاربين. وكشفت التحقيقات التي باشرتها النيابة العامة، أن المتهم عبد السلام بشندي 'عضو مجلس الشعب السابق عن حزب الحرية والعدالة الذراع السياسية لتنظيم الإخوان الإرهابي'، عقد اجتماعًا بمسكنه قبيل فض الاعتصام المسلح للتنظيم بمنطقتي رابعة العدوية والنهضة، وأن الاجتماع ضم العديد من العناصر المتطرفة، وذلك للإعداد لخطة لمواجهة الدولة حال فض الاعتصامين. وتبين من التحقيقات، أنه تم خلال الاجتماع الاتفاق علي إجراءات هجومية وتصعيدية ضد قوات الشرطة والمنشآت العامة، وأنه عقب فض الاعتصامين برابعة العدوية والنهضة، احتشد المتهمون بالقضية، في بلدتي كرداسة وناهيا بالجيزة، واستخدموا مكبرات الصوت بالمساجد في تحريض الأهالي علي التجمهر أمام مركز شرطة كرداسة لتخريبه، وأعدوا السيارات والوسائل اللازمة لنقل المشاركين في التجمهر ومن انضم إليهم من العناصر الإجرامية المسجلة، ثم أغلقوا مداخل البلدة، تحسبًا لمواجهة قوات الأمن حتي الانتهاء من تخريب مركز الشرطة وقتل من فيه من ضباط وأفراد. وتوصلت تحقيقات النيابة العامة إلي أن الجناة المتهمين، تمكنوا من تدبير الأسلحة النارية، من البنادق الآلية والخرطوش والذخائر والقذائف الصاروخية من طراز أر بي جي، وزجاجات المولوتوف الحارق، والأسلحة البيضاء والعصي وقطع حادة من الحجارة ولودر يستخدم في أعمال الهدم، وتوجهوا صوب مركز شرطة كرداسة وأطلقوا القذائف الصاروخية تجاه السيارة المدرعة الخاصة بتأمين المركز والسور الخارجي له، فقتلوا اثنين من أفراد الحراسة. و أن المتهمين تمكنوا من اقتحام مركز شرطة كرداسة وتهديد من فيه من رجال الشرطة بالأسلحة النارية والقذاف الصاروخية، والاستيلاء علي الأسلحة الموجودة داخله، ثم قاموا بالتعدي علي القوات بطريقة وحشية، ثم أجبروهم علي الخروج من مركز الشرطة واحتجزوهم داخل 'ورشة' لإصلاح الدراجات بجوار المركز. وأكدت التحقيقات أن المتهمين تناوبوا الاعتداء علي ضباط المركز وتصويرهم علي هذه الحالة بغية إذلالهم، ثم قام الإرهابي محمد نصر الغزلاني الذي تزعم المتهمين، بإطلاق النار بكثافة صوب هؤلاء الضباط الرهائن، والذين حاول بعضهم الفكاك عبر الشارع السياحي، فاعترضهم الجناة لمنعهم من الهرب وعاودوا الاعتداء عليهم بقسوة، حتي قتلوا 13 ضابطًا وفرد شرطة، واستمر بعض المتهمين في إطلاق النيران من أسلحتهم النارية علي جثامين الضباط الشهداء حتي بعد وفاتهم. وتبين من التحقيقات أن المتهمين استكملوا تنفيذ مخططهم الإرهابي، بالتعدي علي نائب مأمور مركز شرطة كرداسة بالضرب المبرح، وقطع شرايين يده اليسري، وعذبوه وقتلوه، ثم حملوا جثمانه بسيارة أحدهم وجابوا بها شوارع بلدة كرداسة مبتهجين بفعلتهم، ثم ألقوا بالجثمان أمام بين شخص سبق وأن وافته المنية في أحداث العنف السابقة علي الواقعة. وأكدت النيابة العامة أنها توصلت خلال التحقيقات إلي أدلة قاطعة علي تلك الجرائم، تمثلت في 17 من مقاطع الفيديو المصورة ظهر بها العديد من المتهمين حال ارتكابهم للجرائم سالفة الذكر.