إزاء الكم الهائل من نجاحات السياسة الروسية عادت الولاياتالمتحدةالأمريكية إلي أوراقها القديمة للانتقال من سياسة 'بوتين' فحركت عجائز أوربا لإشعال الحريق في أوكرانيا وتكوين معارضة إرهابية مسلحة محرَّضة من الدول الأوربية ومدعومة بالمال السعودي والخليجي وتحت يافطات 'الثورة والحرية والديمقراطية' ذاتها. ففي دول ما يسمي 'الربيع العربي' ورغم أن أحداث أوكرانيا أثناء الثورة 'البرتقالية' التي صنعوها منذ سنوات لم يسقط فيها قتيل واحد ولم تخرب أو تحرق مؤسسات الدولة، لكن الأحداث الجديدة أرادوها أن تكون دموية وتدميرية لبنية الدولة والجيش فسقط عشرات القتلي ومئات الجرحي من الشرطة والمدنيين في ليلة واحدة وأحرقت مؤسسات حكومية ودمرت أبنية وأوقفت قطارات المترو في سابقة من العنف قد تكون مرشحة للمزيد بهدف دحرجة أكبر كرة من النار في وجه الكرملين. والذي يهمنا في هذا المقال، أنّ أستاذ المزيفين، وفيلسوف الثورات 'برنارد ليفي' حسب العديد من المواقع الإعلامية، فقد شوهد مرة أخري في ميدان الاستقلال بأوكرانيا.. ! الثعبان الذي قد تعثر عليه في كل الشقوق والذي يتولي تسويق التلمود ليس في العقل العربي فحسب، وإنما في العقل الأوربي أيضاً، وحيث نجد كتّاباً وصحافيين يمارسون هواية التزلج علي السراب ما دام هذا يؤمن لهم الضوء المجاني والمكانة المجانية ناهيك عن المال المجاني. 'هنري ليفي' ولمن يرصد لقاءاته واتصالاته في العالم وغيرها الذي يعلن للملأ 'أنا صهيوني وقلبي يكون حيثما تكون إسرائيل'، هو الذي 'يكافح' من أجل الحرية والديمقراطية في أوكرانيا.. نحيله فقط إلي الفيلسوف 'اليهودي' الفذ باروخ سبينوزا وقد طارده الحاخامات إياهم لأنه رفض 'أن نصنع مخالب للملائكة مثلما نصنع مخالب للنصوص' ولأنه رفض إلا أن يكون إنساناً حقيقياً دون أقنعة ودون ازدواجية بل دون 'تكديس الدم في اللاوعي' لتوظيفه في الوقت المناسب وفي المكان المناسب.. ستظل لعنة التاريخ تلاحق 'برنارد هنري ليفي' صاحب البصمات السوداء في ليبيا، وقبلها في العراق والسودان وسوريا واليوم أوكرانيا. فما يحدث في أوكرانيا هو تكرار لسيناريو ثورات 'الربيع العربي'، لكن علي النمط الأوروبي، فقد استغل الغرب الانقسام داخل المجتمع الأوكراني منذ الثورة البرتقالية عام 2004 بين اتجاهين: الأول أوروأطلسي تمثله المعارضة من البرتقاليين القوميين الذين يتركز أنصارهم في غرب البلاد، حيث استطاع الغرب استمالة قطاعات من الأوكرانيين مستغلاً تدهور الأوضاع الاقتصادية ومستويات المعيشة وارتفاع نسب البطالة. أما الاتجاه الثاني فيؤمن بعضوية العلاقة مع روسيا، وأن التوازن في علاقات أوكرانيا الخارجية والتعاون مع روسيا والاتحاد الأوربي باعتبارهما جواراً مباشراً ومهماً لأوكرانيا هو الخيار الذي يحقق المصلحة الوطنية، ويمثله حزب الأقاليم والرئيس يانوكوفيتش ويتركز أنصاره في شرق البلاد.وقد أوضحت الانتخابات الرئاسية لعامي 2004 و2010 أن المجتمع الأوكراني يعاني انقساماً بشأن هوية أوكرانيا الدولة والمجتمع، ويحاول الغرب ومعهم تاجر الحروب، برنارد ليفي، فرض الأمر الواقع وتكرار سيناريو الثورة البرتقالية عام 2004، إلا أن توازنات القوي الحالية تختلف اختلافاً جذرياً، وروسيا منذ عقد من الزمان ليست روسيا الآن، فقد استعادت موسكو قوتها وهيبتها علي الصعيد الدولي، وهو ما بدا واضحاً منذ موقفها الحاسم خلال أزمة أوسيتيا الجنوبية عام 2008. إضافة إلي أن أوكرانيا ليست فقط حليفاً استراتيجياً مهماً لموسكو، وإنما امتداد طبيعي لها وسقوطها في الفلك الأوروأطلسي يعني خسارة روسيا الكثير في مجالها الحيوي كله، ولذلك فإن القيادة الروسية تدرك ضرورة مواجهة الخطط الأمريكية، ولا يعني هذا بالضرورة تجدد الحرب الباردة، وإنما سير موسكو بخطا ثابتة، للحفاظ علي مصالحها وحلفائها، وتصحيح الخلل في التوازن الدولي، ولجم التمدد الأمريكي والأوربي علي حساب دول العالم وشعوبه. وللأمانة فالملياردير الفرنسي برنارد ليفي، الصهيوني الهوي والحاقد علي كل شئ في الحياة، وجد في عنصريته الطاغية علي كتاباته التي كرسها فقط للدفاع عن الصهيونية، منفذاً له ليعمل مع ملياراته ضد كل القوميات. والحقيقة أنه رجل ميدان، عرفته ساحات الحروب وعلي وجه الخصوص التي شنت لتركيع الشعوب: عرفته حرب البوسنة وكوسوفو التي أُبيد فيها آلاف المسلمين، وعرفته جبال أفغانستان، عرفته ساحات الحرب في العراق، وعرفته جبال كردستان وعرفه السودان وسهول الجنوب وسهول ووديان دارفور وله مواقف مثيرة جداً حول السودان وتقسيمه، فقد كان من أشرس الداعين للتدخل الدولي في دارفور شمال السودان، وأيضاً مدن الشرق الليبي حيث أنزل العلم الأخضر الذي اعتمدته ليبيا رداً علي اتفاقيات 'كامب ديفيد' 1977 ورفع العلم الملكي، ووضع خريطة التقسيم الجاهزة المعالم لليبيا. قد لا يحتاج الصهيوني 'برنارد ليفي' إلي فيلم وثائقي يبرز خلاله دوره في غزو ليبيا وتشجيع الناتو للإسراع بتنفيذ المهمة لأن تصريحات ليفي آنذاك والمؤتمرات العلنية التي عقدها لإتمام السيناريو أكثر من أن تحصي. لكن ما نقلته صحيفة الجارديان عبر تقرير مفصل تحت عنوان 'فيلسوف يروي لنا حكاية اتسمت بالوقاحة' توضح الصورة أكثر وأكثر عن الدور الذي قام به هذا الصهيوني لتدمير المؤسسات الليبية والتسبب بقتل عشرات الآلاف، وظهرت تفاصيله في فيلم 'قسم طبرق' الذي يتحدث عن تفاصيل التدخل العسكري للناتو في ليبيا. والغريب في تفاصيل ما جري ليس في دور 'ليفي' الذي كان يخدم المصالح الإسرائيلية والأمريكية بل بمدي تأثيره علي القرار الفرنسي آنذاك، حيث تشير الوثائق إلي أنه كان يطلب من ساركوزي البهلوان بلهجة الآمر تنفيذ الخطوات المتتالية، وكان الأخير يسارع إلي الطاعة دون أي تأخير. وللتذكير فإن 'ليفي' يعرف عن نفسه باستمرار بأنه صديق إسرائيل المقرب ويشبه دائماً اغتصاب الصهاينة لفلسطين ب المعركة المزعومة من أجل الحرية، وهو من أشد المتطرفين الصهاينة الذين يسيرون علي درب هرتزل ويدعون إلي دعم الكيان الإسرائيلي ومعاداة القضايا العربية. ولهذا كله لم يكن غريباً أن نري فرنساوبريطانياوأمريكا تعلن استعدادها وبسرعة مطلقة لتنفيذ منطقة الحظر الجوي فوق ليبيا والذهاب سريعاً آنذاك لغزوها، فالعامل الصهيوني الذي يمثله ليفي وأمثاله حاضر دائماً وخصوصاً في الملفات والقضايا التي تهم الصهيونية. وليس من المفارقة في شيء أن يكون الصهيوني 'برنارد هنري ليفي' هو من يقود الحملة التبشيرية الاستعمارية الصهيونية، والأخذ بيد المعارضة الأوكرانية.. فقبل ذلك بأكثر من مائتي عام، قاد الحملة ذاتها الفيلسوف البريطاني 'هنري سبنسر'، والشاعر والمؤرخ البريطاني 'روديارد كيبلينج'، ومفكرو الحقبة الاستعمارية، والتأريخ الاستعماري، مبدعو مصطلح 'عبء الإنسان الأبيض' الذي يترتب علي الحكومات الغربية القيام بواجبها الحضاري، ومسؤوليتها في الارتقاء بالشعوب الأخري نحو الحضارة، تلك كانت رسالة 'كيبلينج' في أولي حروب أمريكا في جزر الفلبين، كما في رسالته حين استعمرت بريطانياالهند، لأن الإنسان الأبيض هنا يحمل مسؤولية أخذ هذا الآخر غير المتحضر إلي مدنيته وحضارته الغربية تحديداً، وحتي لو تضمنت هذه المسؤولية نهب هذا الآخر واستعباده وتخلفه وتبعيته. ف'هنري ليفي' هو المحرك والمحرض علي الحكومة الشرعية الأوكرانية، حيث نفث تهييجه في آذان أحزاب المعارضة الثلاثة، الوطن، واودار، وسبوفودا الفاشي، والهيئات الأخري المدعومة والممولة من الغرب، فهو قام بتضليل مفتعل وذرائعي للمعارضة الأوكرانية، للأخذ بيدها إلي الحرية والديمقراطية، كذلك استخدم 'كيبلينج وسبنسر'، الرواية والشعر كفعل ثقافي وسياسي تبريري، يشرعن الهيمنة، لتصبح الثقافة هنا فعلاً حضارياً وليس مشروعاً غازياً. 'هنري برنارد ليفي' عرفه الناس مراسلاً حربياً، عاد للظهور من جديد في أفغانستان بصفته مبعوثاً خاصاً للرئيس الفرنسي السابق 'جاك شيراك'، وكانت له علاقات مشبوهة بوزير الدفاع الأسبق 'عبد الرشيد دستم'، و'أحمد شاه مسعود'، ثم ظهر بوجه آخر في 'أستونيا الجنوبية' وكان حينها قريبا من رئيس جورجيا 'ميخائيل ساكشفيلي'، وهو الذي حرضه علي قرع طبول الحرب الاستفزازية ضد روسيا. وتكرر ظهوره في الجزائر مع 'سعيد سعدي' زعيم حزب التجمع من أجل الثقافة والديمقراطية، وظهر في مراعي دارفور، وكانت تربطه صداقة حميمة مع الانفصالي جون قرنق المغدور، وله مكامن وأوكار في الصومال وأرتيريا، ولهذا المخلب الخبيث علاقات قديمة ب'سليمان رشدي' ووقع معه بياناً معادياً للإسلام للرد علي الاحتجاجات العارمة التي اجتاحت العالم الإسلامي علي خلفية الرسوم الكاريكاتورية الدنمركية المسيئة للإسلام والمسلمين، وقاد في حينها حملته المعادية للإسلام، وكانت بعنوان 'معاً لمواجهة الشمولية الجديدة'. لقد لعب دوراً كبيراً في الأزمات الناشئة بين العرب و'إسرائيل' وبين العرب أنفسهم، وهو صاحب خريطة الطريق المنبثقة من خططه الثعلبية في المنطقة، حيث يقول في السبعينيات: 'الطريق إلي تل أبيب، يبدأ من بغداد'.. فهل تحتاج هذه الرؤية إلي توضيح أو تأكيد.. 'برنارد هنري ليفي'، ولد في الخامس من تشرين الثاني 'يناير' من عام 1948 لعائلة يهودية ثرية في مدينة 'بني صاف' بالجزائر، هاجرت عائلته إلي فرنسا بعد ولادته ببضعة أشهر، فتعلم في المدارس الفرنسية اليهودية، ودرس الفلسفة في معاهد باريس، ثم اشتهر كأحد 'الفلاسفة الجدد' وكان من الجماعات التي انتقدت الاشتراكية بلا هوادة، وكان يعدها من المفاسد الأخلاقية، وهذا ما عبر عنه في كتابه، الذي حمل عنوان 'البربرية بوجه إنساني، عام 1977'، ثم كتابه 'وصية الله'. وظف ما ورثه عن أبيه في المشاريع الإسرائيلية التوسعية، واشترك مع مجموعة من اليهود المتعصبين في تأسيس معهد 'ليفي ناس' الفلسفي في القدس المحتلة وكان من أشد المتأثرين بأفكار 'ليفي' المعادية للعقيدة الإسلامية، وكان يري في الحجاب دعوة للاغتصاب، ويري أن الحركات الإسلامية المتشددة لم تكن من إفرازات السلوكيات الغربية المناوئة للإسلام، بل هي 'من وجهة نظره' متأصلة في العقيدة الإسلامية الداعية إلي العنف، وأنها من أشد المخاطر التي تهدد الغرب، تماماً كما هددتها الفاشية في الماضي القريب، ويري أيضاً: أن التدخل العسكري والسياسي في شؤون العالم العربي والإسلامي.. لا يعد من الانتهاكات الامبريالية، بل هو حق مشروع من حقوق الغرب المتمدن وواجب مقدس لابد من القيام به علي وجه السرعة ودون تردد، فالأهداف عنده تتمحور كلها في تفكيك الكيانات العربية والإسلامية، والسعي لتجزئتها وبعثرتها، وزعزعة أمنها والعبث باستقرارها، حتي لا تقوم لها قائمة! يمكن القول: إن الفيلسوف 'ميشيل أونفراي' أول من انتقد تطفل برنارد ليفي، وكان يري فيه 'فيلسوفاً متواطئاً مع المخططات العالمية المشبوهة'، ويري أنه 'مشعل نار'، وتاجر حروب. وكيف لصهيوني متطرف أن يحب الخير للدول الآمنة والمستقرة التي لا تأتمر بأوامر الصهاينة؟!، فهو كالطاعون الأسود يصيب من يحمله باللعنة الأبدية. يستمد قوته الشيطانية من المنظمات السرية الغامضة، وفي مقدمتها: المحافل الماسونية، والجماعات التنويرية، وتعاليم 'الويكا والكابالا' ووصايا منظمة 'الجمجمة والعظام'، ويرتبط بعلاقات عقائدية بفرسان المعبد، ودولة فرسان مالطا 'سموم'. وتوفر له حكومة 'تل أبيب' ما يحتاجه من الدعم المادي والحربي والمعنوي، ناهيك عن تزويده بالمعلومات الاستخباراتية، ويكاد يكون هو الأقرب لمعظم رؤساء الوزراء في 'إسرائيل' ويتمتع عندهم بنفوذ واسع، ويتلقي منهم الرعاية والحفاوة والترحيب الكامل، وباستطاعته أن يدخل إلي مكاتبهم، ويتحدث معهم علي انفراد متي يشاء، ودون مواعيد مسبقة، فهو الفتي المدلل عند مناحيم بيجن، والابن البار لشمعون بيريز، والصديق الحميم ل 'إيهود أولمرت'، والمستشار العقائدي لوزير الدفاع السابق باراك، ويرتبط بعلاقات وطيدة مع 'بنيامين نتنياهو'، وهو فوق ذلك كله المرشح الحالي الأوفر حظاً للتربع علي سدة الرئاسة في 'إسرائيل'! من أقواله وأفعاله تعرف حقيقة 'برنارد هنري ليفي سيد ومعلم المزورين' ففي كتاب صدر في باريس بعنوان: 'المثقفون المزورون، الانتصار الإعلامي لخبراء الكذب' للباحث الاستراتيجي 'باسكال بونيفاس'، يري المؤلف أن أول أكذوبة 'لليفي' هي أنه يقدم نفسه كفيلسوف، فرغم أنه درس الفلسفة لكنه لم يمارس التدريس ولم تكن الفلسفة يوماً مصدر رزقه وسمحت له ثروته بأن يتفرغ للساحات الإعلامية، وبإنشاء شبكة إعلامية، ويمارس الكذب كأنه 'الفن الثامن'، مستفيداً من نفوذه الكبير علي الإعلام والنشر. ويوضح المؤلف أن 'ليفي' مهووس بمسألة معاداة السامية ويتهم كل من يخالفه الرأي بأنه 'معاد للسامية'، فهو يهودي ومن لا يتفق معه يكون غير محب لليهود'! وقال عنه الكاتب الجزائري 'سليم بوقنداسة': إن هذا الرجل لا ينطلق من أي مرجع أو مبدأ، لكنه يتحرك كبائع كتب وأشرطة مصورة و 'مثقف ميديا'، ما يهمه أن يذكر اسمه مقروناً بالأحداث الجارية. ويضيف: لا يستطيع 'ليفي' أن يكون نصيراً للثورات أو مروجاً نزيهاً لخطاب الحرية وهو يناصر في الوقت نفسه الجيش الإسرائيلي الذي قال ذات مرة وهو يمدحه: 'لم أر في حياتي جيشاً ديمقراطياً كهذا يطرح علي نفسه هذا الكم من الأسئلة الأخلاقية، فثمة شيء حيوي بشكل غير اعتيادي في الديمقراطية الإسرائيلية'. استغل 'برنارد ليفي' ما يسمي 'الربيع العربي'، بظهوره العلني أمام عدسات المصورين ومشاركته الميدانية اليومية في التظاهرات التي اجتاحت شوارع تونس قبل سقوط زين العابدين بن علي، وظهوره المتكرر في ميدان التحرير وسط القاهرة، والأنكي من ذلك كله أنه قام بتوزيع الطعام علي المحتجين في ميدان التحرير دون أن يتعرف عليه أحد، واشترك معهم في اقتحام أمن الدولة، وهو الذي رشح 'وائل غنيم' لنيل الجوائز الدولية.. أجرت معه الفضائيات الأجنبية سلسلة من اللقاءات وسط القاهرة، وشاهده الناس في جميع أقطار الأرض، كان يتحدث مع المراسلين بصلافته المعهودة عن دوره 'الثوري' التآمري في إشعال فتيل البراكين الانقلابية في بلاد العرب، في حين تعمدت الفضائيات العربية 'الجزيرة والعربية والحرة وفرانس 24 وبي بي سي وغيرها' تجاهل ظهور هذا الرجل المدسوس المندس حتي لا تثير حوله الشكوك، وحتي لا تفضح أمره، وتكشف خبايا مؤامراته ودسائسه الخطيرة، التي ستطيح بعروش الأقطار العربية كلها دون استثناء تمهيداً لتفكيكها وتجزئتها وبعثرتها، ومن ثم تحويلها إلي كيانات ضعيفة مهزوزة ممزقة خاضعة بالكامل لهيمنة القوي الاستعلائية الشريرة. وللتعمق في توضيح أبعاد المساعي الخبيثة لهذا الصهيوني المثير للجدل، نقترح علي القارئ الكريم البحث عن 'برنارد هنري ليفي' في الشبكة الدولية 'الانترنت'، عندئذ ستقع المفاجأة، وسيكتشف بنفسه أهم الجوانب الغامضة في شخصية هذا الصهيوني الذي يتجول علي هواه من عدن إلي درعا، لا بل كان موجوداً في دوار اللؤلؤة وسط البحرين! وقيل إنه تجول شمال العراق، ومؤخراً شوهد في ميدان الاستقلال بأوكرانيا يحاضر في الديمقراطية والحرية.. ! وربما سيظهر في أماكن لدول أخري لا يعلم بها إلا كهنة قناة الجزيرة الذين اشتركوا معه في صب الزيت علي النار. كلمة أخيرة: حينما يعشق 'برنارد هنري ليفي' إسرائيل وينتشي حين يتحدث بنيامين نتنياهو عن 'الدولة اليهودية التي لن يقوم الهيكل دونها' وحينما يتأكد لنا أنه ينشط حالياً لاستقطاب مثقفين حتي سياسيين ودبلوماسيين من عرب الجنسية، لإقامة 'فيدرالية خلاقة بين بني إبراهيم' وهو الذي لم يعترض ولو ببنت شفة علي جدار الفصل الذي قبله بسنوات وسنوات أقامت الصهيونية وما زالت تقيم جدران الدم..