كان عبد المنعم ابو الفتوح متحمسًا لخوض انتخابات الرئاسة ثم فجأة أعلن إنه لن يترشح مبررًا أنه ليس لديه الاستعداد لأن يشارك في تلك المسرحية الهزلية في دولة فاشلة، فما هو الهزل؟! وإن كانت هزلية بالفعل فلماذا لم يشارك ليصحح هذا الهزل الذي يراه؟! أليست المشاركة هنا أفضل من الإحجام والانسحاب من الساحة؟! هل الأصوات التي حصل عليها أبو الفتوح في معركته السابقة لم تعد مضمونة مثلما كانت؟! هل اكتشف الرجل فجأة إن أصوات التيار الديني لم تعد تمثل ورقة رابحة واكتشف ايضًا أنه يتم تصنيفه علي أنه مرشح إخواني رغم أنه تبرأ من ذلك؟! وأكد أن الإخوان انقلبوا عليه، ألم يكن الأجدي 'لأبو الفتوح' ألا يهاب من مواجهة السيسي ويخوض المعركة حتي لو تخلي عنه الإخوان؟!. وربما أن 'أبو الفتوح' يكون شأنه شأن آخرين كانوا يتطلعون إلي الترشح لكنهم عدلوا تخوفًا من تلك المسئولية الضخمة والعبء الثقيل، حيث إن من يشغل هذا المنصب سوف يواجه مصاعب وتحديات مواجهتها تفوق طاقة وقدرات البش. لكن اذا كان الامر كذلك فبماذا نفسر ترشح حمدين صباحي؟! والواقع يكشف أنه من المغالطة وسوء التقدير ما انتهجه البعض في شن حملة ضارية علي حمدين لمجرد أنه أعلن الترشح ولسان حالهم يقول كيف تجرأ أن يكون منافسًا للسيسي ويقف أمامه وجهًا لوجه؟! ألا يعلم قدر السيسي وحجم شعبيته؟! بينما المؤكد ان السيسي نفسه لا يكون مرحبا ان يخوض معركة يفوز فيها بالتزكية ليواجه نفسه ويجد انه هو الاوحد علي الساحة اذن ما فعله حمدين يحسب ويسجل له ولا يحسب عليه. وعلي جانب آخر نجد الجماهير التي طال انتظارها كانت تفضل ان يعلن السيسي قرار ترشحه دون تأجيل حتي تشعر بالاطمئنان، لكن ربما الرجل له حسابات خاصة لا نعلمها او ربما كان يحبذ أن يعلن بعد تلك الزيارة القصيرة إلي روسيا، والجماهير من المؤكد انها كانت تفضل أن تسمع قرار الترشح منه وليس من عمرو موسي أو الجار الله، فالسيسي لم يكن في حاجة إلي أن يستنطقه أحد. وربما المشير السيسي لم يكن راغبًا في الترشح وانتظر، متوقعًا أن يترشح احد غيره ينال القبول وهو ما لم يحدث أو كان متوقعًا أن هذه الضغوط والمطالبات له بالترشح تنكسر وتتراجع وتخف حدتها، فإذا بها تتزايد وتتصاعد بما يفوق تصوره، فلم يجد أمامه سوي الاستجابة لرغبة الجماهير التي ظلت يلاحقها الهلع وتضع أياديها علي قلوبها تخوفا من ان يعلن انه لن يترشح. ومجمل القول إننا مقبلون علي انتخابات رئاسية، الطرف الاقوي فيها حسم النتيجة وحقق الفوز قبل البدء في إجرائها لكن يحسب للطرف الاخر انه حسم أمره واتخذ القرار الصعب الذي يسجل له بينما آخرون تواروا وفضلوا الانزواء خوفا من ان تكشف نتيجة الانتخاب عن وزنهم الحقيقي لدي الناخبين.