لعبت الائتلافات والحركات الشبابية دوراً كبيراً في ثورة 25 يناير 2011، وكانت محركاً لمختلف شباب الثوار في أنحاء ميادين مصر، والتي صمدت طوال أيام الثورة حتي تنحي 'مبارك' عن منصبه، مروراً بفترة حكم المجلس العسكري والتي ظل في مجال للنقد والخروج للتظاهر ضده من جانب هذه القوي الشبابية، إلي أن جاء فترة الرئيس المعزول 'محمد مرسي' والذي شهدت أيضاً الكثير من الاحتجاجات ضد سياسة الإخوان المسلمين حتي خرجت الملايين في 30 يونيو تطالبه بترك السلطة. وأصاب الانقسام والخلافات تلك الحركات والائتلافات، سواء لمشكلات بين مؤسسيها وأعضائها أو انتهاء السبب الذي أنشئت لأجله، وأصبح ظهور بعضها يرتبط بحادثة معينة وقعت في فترة الحكومات المتتالية بعد الثورة فعلي سبيل المثال 'اتحاد شباب ماسبيرو' الذي ظهر وقت حكم المجلس العسكري للتنديد بأحداث العنف ضد الأقباط في قرية صول مركز أطفيح. ولا أحد ينسي صفحة 'كلنا خالد سعيد' مفجرة ثورة يناير التي ظلت تدعو الشباب للاحتشاد في الميادين منذ بداية الثورة، أيضًا حركة 6 إبريل ونشاطها السياسي حتي قبل ثورة يناير، ثم ظهور حركة 'تمرد' والتي أصبحت تتصدر الحركات الشبابية والمشهد السياسي بأكمله. وفي ذات الوقت جاء قرار حبس رموز 6 إبريل 'أحمد ماهر' المنسق السابق للحركة، و'محمد عادل' المتحدث الإعلامي لها، و'أحمد دومة ' الناشط السياسي، ونشر تسجيلات إدانة لهم مما أثار القلق والمخاوف من مستقبل شباب الثورة. ائتلاف شباب الثورة حاولنا أن نرصد أشهر الائتلافات الثورية والحركات الشبابية التي ظهرت منذ ثورة يناير، وتحدثنا أيضًا مع بعض أعضاء هذه الحركات حول رأيهم في المشهد السياسي الحالي وتراجع دور الشباب في الفترة الأخيرة والذي ظهر واضحاً خاصة في الاستفتاء علي الدستور يومي 14 و15 يناير وعدم مشاركة الشباب فيه بشكل واضح. كان ائتلاف شباب الثورة من أشهر التجمعات الشبابية في ثورة 25 يناير والذي كان يضم عدة مجموعات شبابية منها، حركة 6 إبريل، شباب الجمعية الوطنية للتغير 'حملة البرادعي' و شباب من حزب الكرامة، وشباب حزب التجمع، ومدونين ونشطاء سياسيين مستقلين، وكان من أشهر المتحدثين باسم الائتلاف أحمد ماهر، وزياد العليمي، وشادي الغزلي حرب، وناصر عبد الحميد، وأحمد دومة. ولكن قد أعلن الائتلاف حله بعد انتخاب محمد مرسي رئيسا للبلاد، حيث قام المكتب التنفيذي في بيان وجهه للشعب المصري للأعتذار عن الأخطاء التي وقع فيها أعضاءها وأكد أن الائتلاف أخطأ في احتكار الحديث إعلامياً باسم الثورة، وكان من أبرز الأخطاء علي لسان 'عمرو عز' ممثل حركة 6 أبريل رفض التحالف مع القوي الشبابية الأخري خوفاً من الاختراق والتشرذم. انشقاقات 6 إبريل أيضًا لابد الإشارة إلي حركة 6 أبريل كأحد الحركات الشبابية البارزة منذ عام 2008 والتي لعبت دوراً كبيراً في ثورة 25 يناير حتي سقوط نظام مبارك، ولكن تعرضت الحركة بعد ذلك إلي بعض الانشقاقات الداخلية، وتم اتهام 'أحمد ماهر مؤسس الجبهة' بأنه يسعي في أن يكون المتحكم الوحيد في الحركة دون مبرر، وقرر مجموعة من أعضاء الحركة الانفصال عنها في أغسطس 2011، وانقسمت الحركة إلي جبهتين، جبهة 'أحمد ماهر والتي ترغب في تحول الحركة إلي منظمة مجتمع مدني، والأخري هي 'الجبهة الديمقراطية ' التي ترغب في أن تظل '6 إبريل' حركة شبابية ضاغطة. ويقول 'عصام الشريف' المنسق العام للجبهة الحرة للتغيير السلمي، إن بعد ثورة يناير ظهرت الكثير من الائتلافات خاصة بعد أن دعا المجلس العسكري إلي ضرورة وجود حركات شبابية مختلفة حتي تكونت حركات وائتلافات وهمية من أجل الجلوس علي مائدة الحوار السياسي والمجتمعي، ولكن مع استمرار العمل اختفت الحركات التي ليس لها أية مصداقية. وأكد علي أن هناك حركات سياسية كثيرة لن تختفي وإن كان هناك ضعف في أداءها حالياً فهذا يرجع إلي ممارسات القمع والعنف الذي يُمارس ضد أعضائها مثل 'أحمد ماهر' مؤسس 6 أبريل وغيره من النشطاء السياسيين مما خلق نوعاٌ من الإحباط لدي الكثير من الشباب وتخويف البعض الأخر، وعبر قائلاً ' هناك محاولة لكسر هذا الجيل، ولكن هناك من يقاوم من أجل استمراره'. صراع تمرد كانت بداية تمرد في 26 إبريل 2013 من ميدان التحرير والتي نجحت في جمع 22 مليون توقيع من الشعب المصري لسحب الثقة من محمد مرسي وإجراء انتخابات رئاسية مبكرة. وانتشرت الحركة بشكل كبير في الشارع المصري وانضم اليها بعض القوي من التيارات المعارضة منها 'حركة 6 إبريل – وكفاية – والجبهة الوطنية للتغيير'، وأصبحت بعدها هي الحركة الشبابية التي تتصدر ولكن بعد عزل 'مرسي' بدأت الشائعات حول الحركة بأنها موالية للجيش، وحدث انشقاق داخل الحركة وانفصل عنها بعض الأعضاء مكونين حركة 'أحرار تمرد'، ثم تجدد الانشقاق ثانيا بعد إعلان عدد من قيادات الحركة أبرزهم 'محمود بدر، ومحمد عبد العزيز، وحسن شاهين تحول الحملة إلي حركة سياسية. ما حدث مؤخرًا من اختلافات حول مؤسسي تمرد، حيث يؤيد 'محمود بدر' وبعض الأعضاء ترشح الفريق السيسي لرئاسة الجمهورية، فيما اعترض البعض الأخر عن ترشحه، وانضم 'حسن شاهين، ومحمد عبد العزيز إلي حملة حمدين صباحي '، وعلي أثرها تم تجميدهم من عضوية الحركة. تري الدكتورة نورهان الشيخ أستاذ السياسة بجامعة القاهرة، أن الحركات الشبابية لم تختفي ولكن تم إعادة هيكلتها من جديد تحت مظلة 'تمرد'، فكثيرا من أعضاء تمرد كانوا ينتمون إلي ائتلافات وحركات أخري من بينهم 'محمد عبد العزيز' أحد أعضاء حركة كفاية سابقاً. وأكدت علي أن ما يحدث الان هو ما كان يدعو إليه الكثير في ان تتوحد جميع الحركات والائتلافات داخل ائتلاف واحد يتم تنظيمه وهذا ما حدث مع تمرد التي أصبحت حركة شبابية قائدة ولها تأثير. وأضافت 'الشيخ' أن الاختلافات والانقسامات أمر طبيعي لأن معظمهم شباب ينتمي إلي ايدلوجيات مختلفة، فداخل كل حزب أو حركة أو أسرة يحدث اختلافات في وجهات النظر، ولكن في النهاية أن كيان تمرد يقوم علي أسس الدولة المصرية وأسس المجتمع بغض النظر عن الأشخاص.