نقيب المحامين يشارك الطائفة الإنجيلية الاحتفال بعيد القيامة    أسقف نجع حمادي يترأس قداس عيد القيامة بكنيسة ماريوحنا    غدا وبعد غد.. تفاصيل حصول الموظفين على أجر مضاعف وفقا للقانون    بث مباشر| البابا تواضروس يترأس قداس عيد القيامة بالكاتدرائية المرقسية    81 مليار جنيه زيادة في مخصصات الأجور بالموازنة الجديدة 2024-2025    اتحاد الغرف التجارية يكشف مفاجأة بشأن انخفاض أسعار الأسماك (فيديو)    نائب رئيس هيئة المجتمعات يتفقد أحياء الشروق ومنطقة الرابية    «القومى للأجور» يحدد ضمانات تطبيق الحد الأدنى للعاملين بالقطاع الخاص    رئيس النواب الأمريكي يقترح سحب تأشيرات الطلاب الأجانب المشاركين بالتظاهرات    حريات الصحفيين تثمّن تكريم «اليونسكو» للإعلاميين الفلسطينيين وتدين جرائم الاحتلال    سفير فلسطين في تونس: مصر تقوم بدبلوماسية فاعلة تجاه القضية الفلسطينية    سوبر هاتريك ل هالاند، مانشستر سيتي يكتسح وولفرهامبتون بخماسية في الدوري الإنجليزي    «ريناد ورهف» ابنتا المنوفية تحققان نجاحات في الجمباز.. صداقة وبطولات (فيديو)    التصريح بدفن جثة سيدة التف حولها سير ماكينة حصاد القمح بالغربية    مصرع شاب صعقاً بالكهرباء في كفر بركات بالعياط    تعرف علي موعد عيد الأضحي ووقفة عرفات 2024.. وعدد أيام الإجازة    تامر حسني يعلن إنضمام "ميكا" لفريق فيلمه الجديد ري ستارت    الكاتبة الصحفية علا الشافعي: نجيب محفوظ فتح لي مكتبه في بداية حياتي المهنية    دعاء يغفر الذنوب والكبائر.. الجأ إلى ربك بهذه الكلمات    أحمد كريمة يعلن مفاجأة بشأن وثيقة التأمين على مخاطر الطلاق    مستشار الرئيس عن مضاعفات استرازينيكا: الوضع في مصر مستقر    4 نصائح لشراء الفسيخ والرنجة الصالحة «لونها يميل للذهبي» ..قبل عيد شم النسيم    «صحة الفيوم»: قافلة طبية مجانية لمدة يومين بمركز طامية.. صرف الأدوية مجانا    خبير تغذية: السلطة بالثوم تقي من الجلطات والالتهابات    خبير اقتصادي: الدولة تستهدف التحول إلى اللامركزية بضخ استثمارات في مختلف المحافظات    خاص| زاهي حواس يكشف تفاصيل جديدة عن مشروع تبليط هرم منكاورع    السعودية تصدر بيان هام بشأن تصاريح موسم الحج للمقيمين    بالصور.. محافظ الشرقية من مطرانية فاقوس: مصر منارة للإخاء والمحبة    وكيل صحة الشرقية يتفقد طب الأسرة بالروضة في الصالحية الجديدة    أمريكا والسفاح !    وزير الشباب يفتتح الملعب القانوني بنادي الرياضات البحرية في شرم الشيخ ..صور    رسميا .. مصر تشارك بأكبر بعثة في تاريخها بأولمبياد باريس 2024    قرار عاجل بشأن المتهم بإنهاء حياة عامل دليفري المطرية |تفاصيل    السجن 10 سنوات ل 3 متهمين بالخطف والسرقة بالإكراه    5 خطوات لاستخراج شهادة الميلاد إلكترونيا    التعادل السلبي يحسم السوط الأول بين الخليج والطائي بالدوري السعودي    قرار جديد من التعليم بشأن " زي طلاب المدارس " على مستوى الجمهورية    مفاجأة- علي جمعة: عبارة "لا حياء في الدين" خاطئة.. وهذا هو الصواب    ميرال أشرف: الفوز ببطولة كأس مصر يعبر عن شخصية الأهلي    موعد ومكان عزاء الإذاعي أحمد أبو السعود    محمد يوسف ل«المصري اليوم» عن تقصير خالد بيبو: انظروا إلى كلوب    «الصحة» تعلن أماكن تواجد القوافل الطبية بالكنائس خلال احتفالات عيد القيامة بالمحافظات    بعد رحيله عن دورتموند، الوجهة المقبلة ل ماركو رويس    استعدادًا لفصل الصيف.. محافظ أسوان يوجه بالقضاء على ضعف وانقطاع المياه    ما حكم تلوين البيض في عيد شم النسيم؟.. "الإفتاء" تُجيب    رويترز: قطر قد تغلق مكتب حماس كجزء من مراجعة وساطتها بالحرب    الخارجية الروسية: تدريبات حلف الناتو تشير إلى استعداده ل "صراع محتمل" مع روسيا    أوكرانيا: ارتفاع قتلى الجيش الروسي إلى 473 ألفا و400 جندي منذ بدء العملية العسكرية    السكة الحديد تستعد لعيد الأضحى ب30 رحلة إضافية تعمل بداية من 10 يونيو    ماريان جرجس تكتب: بين العيد والحدود    القوات المسلحة تهنئ الإخوة المسيحيين بمناسبة عيد القيامة المجيد    التموين: توريد 1.5 مليون طن قمح محلي حتى الآن بنسبة 40% من المستهدف    رئيس الوزراء يتفقد عددًا من المشروعات بمدينة شرم الشيخ.. اليوم    مي سليم تروج لفيلمها الجديد «بنقدر ظروفك» مع أحمد الفيشاوي    هل بها شبهة ربا؟.. الإفتاء توضح حكم شراء سيارة بالتقسيط من البنك    برج «الحوت» تتضاعف حظوظه.. بشارات ل 5 أبراج فلكية اليوم السبت 4 مايو 2024    المطرب هيثم نبيل يكشف كواليس فيلم عيسى    هبة عبدالحفيظ تكتب: واقعة الدكتور حسام موافي.. هل "الجنيه غلب الكارنيه"؟    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



قطر تصرف إكراميات لأعضاء الفيفا للفوز بتنظيم المونديال

بغداد تمتلك أدلة علي تورط قطر في دعم تنظيم القاعدة.. و'الإخوان' يطالبون بمراقبة التسليح القطري للمعارضة السورية برلمانيون فرنسيون يطالبون بفتح تحقيق حول استثمارات قطر بالبلاد
ولاتزال صفحات كتاب 'قطر.. أسرار الخزينة Qatar: les secrets du coffrefort' بين أيدينا لنقرأ أخطر الأسرار التي كشفها الصحفيان الفرنسيان: كريستيان تشيسنو وجورج مالبرون في كتابهما الحافل بالمزيد من المفاجآت، وفي الحلقة السابعة يتناول الكتاب الدور القطري في تسليح المعارضة السورية التي طالب الإخوان المسلمون، بحق مراقبتها حتي يمكنهم السيطرة علي الميدان في سورية، ويؤكد الكاتبان الفرنسيان أن الأمير القطري جدّ مهتم بسوريا، فهي معركة شخصية له ضد بشار، أحدهما سيرحل. الأمير يعلم أن بقاء بشار سيجعل هذا الأخير يعمل علي الانتقام منه، ويلقي الكتاب بكلمات قليلة حول تمويل قطر لإرهابيين ينتمون لتنظيم القاعدة في العراق، ويقول إن: 'بغداد تقول إنها تملك أدلة دامغة علي تورط قطر في دعم جبهة النصرة المنضوية تحت لواء القاعدة لشن هجمات داخل البلاد'.
ولأن 'المال يشتري كل شيء بالنسبة لقطر' حسب صفحات الكتاب، فإن قطر حسب قول 'كريستيان تشيسنو' و'جورج مالبرون' صرفت 'إكراميات' لزيدان وأعضاء آخرين لتظفر بتنظيم مونديال 2022'.
ولأن قطر هي خزينة من المال فهي، حسب وصف السفير الفرنسي في الإمارة: 'قطر.. يعني أنك بصدد الحديث عن 120 مليار يورو خلال العشر سنوات القادمة، وعشرين مليارً لقاء شراء المعدات العسكرية في الخمس سنوات القادمة'.. وإلي صفحات الحلقة السابعة:
***
'كانت قطر أول من أصدر تهديدات بالتدخل العسكري في سوريا، وتحدث الأمير عن 'قوات عربية' للقناة CBS. حذا حمد بن جاسم حذو أميره، وشرح فكرته بأن القوات ستتكفل بحفظ الأمن. لم يتوقف القطريون عن تكرار الدعوة إلي اللجوء إلي تطبيق البند السابع من ميثاق الأمم المتحدة في كل المحافل الدولية، مؤمنين أن سقوط بشار لن يكون بغير القوة.
مع ذلك، لم تستعجل قطر في تسليح المعارضة السورية، لخوفها من الانتقادات التي طالتْها إبّان الحرب في ليبيا، والتي تلتها اتهامات بدعم الإسلاميين والقاعدة.
ولكن فشل مهمة كوفي عنان وتواصل المذابح من قبل النظام السوري دون تدخل المجتمع الدولي، دفع قطر إلي أخذ قرار بتسليح المعارضة السورية في صيف 2012.
قطر التي استخلصت الدروس من حرب ليبيا، دعت مسئوليها إلي توخي الحذر في اختيار العناصر التي ستستفيد من الدعم بالسلاح، حتي لا تتحول الأسلحة إلي يد عناصر تعتبر خطيرة. مُطَمْئِنَةً بذلك المجتمع الدولي، خاصة فرنسا.
وعودٌ لم تستطع تبديد الشكوك، فقطر والسعودية تواجدتا بالفعل داخل غرفة العمليات 'أدانا' بتركيا، التي كانت ترعي وتشرف علي تزويد المقاتلين بالأسلحة الخفيفة كالكلاشينكوف وبعض مضادات الدبابات والطائرات التي كانت تحصل عليها المعارضة سابقاً من السوق السوداء.
أٍراد الإخوان المسلمون، مدعومين من قطر وتركيا مراقبة إمدادات الأسلحة للثوار، حتي يمكنهم من التأثير أكثر علي الميدان، الأمر الذي أغضب الرياض. فكل المتدخلين يعمل لوحده ويدعم حلفاءه، قطر تدعم الإخوان المسلمين، في حين أن السعودية تدعم السلفيين. أما عن الذين انشقوا عن الجيش السوري فقد حرموا من أي إمدادات.
يتساءل أحد أشد المعارضين للإسلاميين: 'هل نريد تحويل سوريا لأفغانستان جديدة؟'.
في حالة ما رفض قائد لفرقة عسكرية مكونة من خمسين أو مائة مقاتل تنفيذ أوامر الأمير حمد، فإن قطر لا تفقد الأمل، إذ إنها تسارع للاتصال بنائبه، الذي يستسلم لإغراءات الدوحة فينشق هو الآخر ويقوم بتشكيل فرقته الخاصة. المال يشتري كل شيء بالنسبة لقطر.
رهان خطِر
يبدو الأمير القطري جد مهتم بسوريا. هي معركة شخصية له ضد بشار، أحدهما سيرحل. الأمير يعلم أن بقاء بشار سيجعل هذا الأخير يعمل علي الانتقام منه. وهذا ما يفسر الطاقة الكبيرة التي يبذلها الأمير بهذا الصدد.إلي جانب ذلك، يبدو أن الأمير يريد أن يظهر بثوب البطل المحرر الذي يمثل المجتمع الدولي في ملفات الشرق الأوسط. خاصة إذا انتهت المأساة السورية بسقوط النظام دون أن تسقط السلطة في يد الإسلام الراديكالي، حيث إن قطر ستتولي أيضاً مهمة إعادة الإعمار في البلاد.
علي المستوي السياسي، فإن قطر تود أن تبدو بمثابة الدولة التي تساند الثورة ولم تقبل بمعاناة الشعب السوري ولعب دور المتفرج.
علاوة علي سوريا، هناك دول أخري تريد الانتقام من الإمارة. ففي العراق مثلاً، بغداد تقول إنها تملك أدلة دامغة علي تورط قطر في دعم جبهة النصرة المنضوية تحت لواء القاعدة لشن هجمات داخل العمق العراقي، هذه الحركة الراديكالية التي تم إلحاقها من قبل الولايات المتحدة بلائحة المنظمات الإرهابية في ديسمبر 2012.
لكن هناك خطرا آخر يتمثل في احتمال تغير الموازين في الداخل القطري، في حالة ما إذا استمرت الأزمة أكثر. خاصة بين حمد بن جاسم الذي يملك مفاتيح الملف القطري، والأمير تميم الذي ينظر إليه بشكل مغاير تماماً.
في حالة ما نحت الثورة منحي الراديكالية، فإن ذلك سيكون بمثابة كبش فداء للذين سارعوا لاتهام قطر باحتضان الإرهاب. أما في حالة ما إذا عمت الفوضي بين المجموعات غير المتحكم بها، فإن ذلك سيكون أيضاً محسوباً علي قطر.
باختصار، فإن الملف السوري يحملها مسؤوليات كبيرة. يبدو الأمير واعياً بذلك، لكنه حسم موقفه في أمرين: أن يقف إلي جانب التاريخ، ويرفض أن يبدو كشريك لنظام قمعي ضد شعبه. قد يكون الأمر أخلاقياً كما هو بادٍ للجميع، لكن للأمر أيضاً جانب مصالح واقتصاد مهما كلف الأمر من مخاطر. فحينما يدخل أحد ساحة الكبار، يجب عليه أن تكون له ضربة الكبار.
فضلاً عن ذلك لا يجب التغاضي عن مسألة مهمة تتمثل في أن القرارات المتخذة تؤخذ من قِبَل بضعة أشخاص، وأحياناً من قِبل الأمير وحده، وهو ما يشكل ضعفها.
التواصل الفرنسي - القطري
'النجدة.. لقد تعرض قصر الأمير للسرقة'
أُطلِق هذا الإنذار في عز الصيف من قبل الإليزيه، في منتصف شهر آب 2009، تمت سرقة مقر الإقامة المرموقة للأمير الشيخ حمد في موان سارتوكس في أعالي مدينة كان.
صدرت الأوامر من باريس للبحث وإلقاء القبض علي اللصوص.
أثبتت هذه الواقعة أن أمراً مهما: في فرنسا كل ما يتعلق بالأمير القطري هو علي قدرٍ عالٍ من الأهمية. وفي واقع الأمر: منذ تولي ساركوزي رئاسة فرنسا سنة 2007، والدوحة وباريس تعيشان شهر عسل حقيقي.
كان الأمير القطري أول زعيم عربي يتم استقباله من طرف الرئيس الفرنسي الجديد.سنعرف لاحقاً السبب وراء ذلك. دون احتساب العلاقة المتميزة بين الرئيس وحمد بن جاسم رئيس الوزراء القطري، حيث إن حمد يمتلك فندقاً فخما بالقرب من قصر الإليزيه. مما وفّر علي الوزراء انتقالهم المستمر إلي الدوحة ما بين 2008 و2012. حيث كان يتكفل السفير الفرنسي جيل بونو بتنظيم زياراتهم لحمد.الأرقام تتحدث عن أكثر من 48 زيارة خلال الفترة ما بن 2008 و2011، حتي أن بعضهم فقد ضوابط الحس السليم بين الوزراء. كما يروي أحد الشهود.
في باريس، كان ينظم محمد الكواري، أحد أكثر السفراء العرب النشيطين بفرنسا، أمسيات عشاء تجمع السياسيين، ورجال الاقتصاد، والمفكرين، والصحافيين.
باختصار، أصبحت قطر رقماً مهما في أجندة الدولة الفرنسية. سيكتشف الشعب الفرنسي أهمية هذه الدولة حين توسطت في قضية الممرضات البلغاريات عام 2007. لكن العلاقة بين باريس والدوحة ترجع إلي تاريخ أبعد من ذلك.
علاقة استراتيجية تتجاوز التحولات السياسية
ترجع العلاقة بين البلدين إلي أكثر من 40 عاماً، حيث تجاوزت تغيير النظم الحاكمة والخيارات السياسية. فمنذ استقلالها عام 1971، بدأت قطر في تقويتها أمام جيرانها الخليجيين وخاصة السعودية.
دون أن تقطع روابطها مع العملاقين الأميركي والبريطاني، قامت الدوحة بعقد تحالفات جديدة.
من جانبها سعت فرنسا من خلال هذه العلاقة إلي إيجاد موقع قدم لها في المنطقة. علاقة استراتيجية إذاً لصالح الطرفين.
كان بامبيدو أول من عقد هذا التحالف لعلمه بأهمية منطقة أنجلو - ساكسونية بامتياز. بعد ذلك، جاء الدور علي جيسكار الذي عقد أولي الاتفاقيات بين البلدين. مع ميتيران، خاضت قطر حرب الخليج. أما تحت حكم شيراك كانت العلاقات جد طيبة. أما دومينيك دوفيلبان فيشغل منصباً إدارياً في هيئة المتاحف القطرية.
إذا كان التعاون القطري الفرنسي راجعاً بالأساس لحجم المصالح المتبادلة، فإن لذلك أسباباً أخري تمثل في ميل النخبة القطرية للمعرفة التي تلقوها من إقامتهم في فرنسا.
في عام 1994، قام وزير الدفاع الفرنسي فرنسوا ليوتار بعقد اتفاقية مع قطر، تكفلت فرنسا بتجهيز ثلاثة أرباع جنودها. كل شيء مر علي ما يرام بين الوزير وبين خليفة، والد الأمير الحالي. العقد انتهي ببيع 12 ميراج، كانت صفقة موفقة.
منذ ذلك الحين، والعلاقات بين البلدين تعرف متانة كبيرة، خاصة في مجال الاستخبارات والتدريب. وذلك ما سيتجلي خلال عمليات الناتو في حرب ليبيا 2011.
قطر.. وراء إطلاق سراح الممرضات البلغاريات
قبل نجاحه في الانتخابات الرئاسية لبلاده عام 2007، لم يكن نيكولا ساركوزي علي إحاطة كبيرة بدور قطر في منطقة الخليج. إنه مستشاره الخاص كلود كًيون من أشار عليه بذلك.
من جانبها، كانت قطر تنظر بعين الحذر لنجاح ساركوزي في أن يكون سيّد الإليزيه، لكن طمأنة دومينيك دوفيلبان لأصدقائه القطريين، جعل الدوحة تراهن علي نجاح كبير للعلاقة الفرنسية القطرية تحت حكم ساركوزي.
شراء 80 طائرة إيرباص 350 لقاء 16 مليار دولار، أسابيع فقط بعد الانتخابات، ساعد في التقريب أكثر بين البلدين.
في الثلاثين من يونيو 2007، الأمير رفقة جاسم، يحضرون لقاء غذاء في الإليزيه، كأول زعيم عربي يستقبله الرئيس الجديد.كمكافأة له علي تفضيل السوق الفرنسية علي بوينج الأميركية.
دخلت علي الخط قضية الممرضات البلغاريات، حيث فشلت جهود سيسيليا عقيلة الرئيس في أن تصل لاتفاق مع السلطات الليبية حول فكرة إطلاق سراحهن. قام كلود كيون بتذكير الرئيس بقدرة صديقه الجديد أمير قطر علي أن يتقدم بالملف خطوة إلي الأمام.
اتصل ساركوزي علي الفور بصديقه القطري الذي كلف الداهية حمد بن جاسم بهذه المهمة. قضي الرجل ليلة كاملة في التفاوض مع الليبيين، في نفس الأثناء كانت مفاوضات الاتحاد الأوروبي مع القذافي قد وصلت مراحل متقدمة لكنها وقفت أمام عقبة الأموال التي ستُدفع كتعويض للضحايا. من جانبه، وعد رئيس الوزراء برفع القيمة المالية المقدمة من طرف الاتحاد الأوروبي.
توجه حاكم بنك قطر المركزي في طائرة خاصة لحل المشكل. تتحدث الأرقام أن الصفقة بلغت قيمة 450 مليون يورو.
في واقع الأمر لم يكن المال سوي ركن واحد من بين ثلاثة أركان للصفقة يمكن إيجازها علي النحو الآتي:
ستدفع قطر المال لليبيا القذافي، هذا الأخير سيعقد مع فرنسا بعض الاتفاقيات 'أبحاث الفضاء، الملف النووي'.. بعدها، ستسهل باريس استثمار قطر في فرنسا وفق الاتفاقية الضريبة، كما سيتم إعفاء الأرباح الرأسمالية وتمكينها من الاستثمار في المجالات التي تهمها. في الجانب الدبلوماسي، ستقوم قطر بوساطة لدي صديقها بشار الأسد لأجل عقد اتفاق مصالحة بين سوريا وإسرائيل، وكذا مساعدة فرنسا في عزل إيران، التي طالما شكلت مصدر قلق للرئيس الفرنسي.
البنوك والملف النووي.. و باريس سان جيرمان
في عام 2009، قامت إدارة ساركوزي بإعلان افتتاح رأسمال أريفا. واختارت، دون استشارة آن لوفيرغسون، كلاًّ من الكويت وقطر كمساهمين جديدين في المجموعة البنكية.
بعد توقف العملية، أعلن فرنسوا روسلي في عام 2010 أن قطر تريد بالفعل الاستيلاء علي قسم الألغام. لكن السيدة لو فيرغسون عارضت بشدة، معتبرة أن هذا القطاع علي درجة من الحساسية بشكل يجعل المجموعة ترفض أن تضعه بيد أجانب.
إذا كان حمد بن جاسم قد أضاع فرصة الدخول إلي مجموعة أريفا، فإن القطرين وجدوا عزاءهم في نجاحهم في الظفر بتنظيم مونديال 2022.
صحيح أن هناك 'إكراميات' كانت قد صرفت لزيدان وأعضاء آخرين. إلا أن الفيفا لا تعترف إلا بمن سيحصل علي أعلي معدل من الأصوات. لهذه الغاية كان الرئيس الفرنسي تدخل لصالح صديقه الأمير لدي البلدان الأفريقية التي تتمتع فرنسا بعلاقات متقدمة معها.
لكن القضية كان لها تداعيات أخري ستتطور لتصل بعدها إلي شراء أسهم نادي باريس سان جيرمان في حزيران من عام 2011.
مر كل شيء علي ما يرام بين ساركوزي ووزير الخارجية القطري، حيث يتقاسمان صفات البراجماتية، والضعف أمام المال، والبحث عن مكاسب سياسية.
بعد خسارته أما مرشح اليسار فرنسوا هولاند في انتخابات 2012، لم يقطع ساركوزي جسور التواصل مع قطر التي زارها مرتين في خريف العام نفسه. حسب معلوماتنا، فإن الرئيس السابق أصبح محامياً للشركات، حيث عمل علي كسب الدوحة للشركة المغربية التابعة لفيفندي. قامت قطر بعرض شراء، لكن الملك محمد السادس كان متوجساً خوفاً من علاقات قطر بالإسلاميين.
رشيدة داتي...تفتن قطر
ماذا حدث بين رشيدة داتي وقطر؟ 'رشيدة أول امرأة من أصل عربي تتولي حقيبة وزارية في الحكومة الفرنسية' لا أحد يملك إجابة شافية، لكن المؤكد أن شيئاً ما حدث.
كل شيء بدأ عام 2008 حينما قامت رشيدة بزيارة قطر للمشاركة في الندوة الجهوية حول العدالة في الوطن العربي.
المدهش هو أنه تم استقبال رشيدة داتي كأميرة من قبل المدعي العام علي بن فطيس المري، الشاب النشيط صاحب اللغة الفرنسية الأنيقة، حيث سبق له أن تابع دراسته ب كليرمون فيراند، باريس وغرونوبل.
تم إغراق رشيدة بالهدايا، مما كان يثير بعض الشكوك حول وزيرة العدل الفرنسية. هذه الأخيرة، وتعبيراً عن سعادتها، لم تخف رغبتها في عقد هذه الندوة كل سنة بدل كل خمس سنوات. دون التشاور مع الدول العربية الأخري، سيتم تأسيس أمانة عامة قطرية - فرنسية لدي المدعي العام بتبادل للرسائل بين قطر وفرنسا! رشيدة داتي وصديقها المري لم يتوقفا عند هذا الحد بل قاما كذلك بتأسيس منصب قضائي للاتصال بالدوحة.
في أعقاب ذلك، طلبت رشيدة تأسيس مدرسة قضائية جهوية دائماً بالدوحة. باختصار شديد، كل ما كانت تطلبه رشيدة كان يُلبّي، فكان المري يشعر بالأهمية بجانبها، كما أنها كانت سعيدةً بإكراميّاته.
ولكم أن تتصورا من الذي تم تعيينه أميناً عاماً للمؤتمر الجهوي، إنها نجاة داتي أخت رشيدة. التي نزلت بمكتب المدعي العام. حتي أن السفير الفرنسي كان يجهل أن نجاة في الأصل محامية. كما يحدث في بعض البلدان العربية، الكل يصمت، حين تدفع قطر.
في تلك الأثناء، كانت رشيدة تنزل كل نهاية أسبوع تقريباً إلي الدوحة، وفي مقرها ينزل كل من أبيها، أخيها وأختها، التي شوهدت غير مرة في مصاعد فنادق الدوحة. هذا ما يُشاع علي الأقل في الرأي العام الفرنسي.
غير أنه وحتي نهاية 2009، تمت مشاهدة السيدة داتي تعامَل معاملة خاصةبالدوحة. كانت تظهر برفقة آلان دولون في المنصة الشرفية لميدان سباق الخيول.
الشيء المؤكد الوحيد هو أنه كان من الواجب تقرب لقطر للحصول علي امتيازات في مكان آخر، هناك مقابل لذلك ما زلنا نجهله. في وفاء لقاعدة الأخذ والعطاء التي طبعت علي الدوام العلاقة بين الدوحة وباريس.
لم يكن ساركوزي مرتاحاً يوماً لأحد الحكام بالخليج كما كان هو الحال مع أصدقائه القطريين الذين لا يتضايقون إذا رفض لهم قهوة ساخنة، أو وضع رِجلا علي رِجل أمام ضيوفه، الأمر الذي قد يعتبر إهانة في عرف المجتمع البدوي.
في 18 تشرين الثاني 2009، كان علي الرئيس أن يتوقف في الدوحة ليقوم بجلب زوجته كارلا التي تم استدعاؤها لتظاهرة نظمتها الشيخة موزة. وصل ساركوزي للعربية السعودية حيث التقي العاهل السعودي في مزرعة بجنوب الرياض. حرصاً منه علي عدم إغضاب السعوديين الذين لا يكادون يحتملون قطر، صرح الرئيس أنه سيتوقف بالدوحة، يسلم علي مضيفيه ثم يمضي علي الفور.كان ساركوزي مستعجلاً للغاية، خاصة أنه مضطر لحضور حدث رياضي ذلك المساء بباريس. في أسوأ الأحوال، توقع الرئيس أن يتوقف للحظات قليلة بقاعة كبار الشخصيات بالمطار، لا أكثر. لا يريد ساركوزي أن يثير غضب الأصدقاء السعوديين الذين وافقوا بشق الأنفس علي شراء معدات عسكرية.
لسوء الحظ، وصل الأمير حمد من سفر خارجي خصيصاً لأجل رؤية صديقه الفرنسي. كان الأمير في انتظاره رفقة كارلا عند زوجته موزة.
شعر السفير الفرنسي بونو بالذعر، ولا يعرف كيف يتصرف..
يجب تنظيم موكب رئاسي وإخبار الرئيس بتغيّر البرنامج، نصحه مستشاره. في حين أن ممثل الخارجية القطري لم يحرك ساكناً.
إنها زيارة خاصة، لا يجب أن يكون أكثر من 3 فرنسيين في الموكب.
غير ممكن، أجاب عسكري فرنسي، سنحتاج علي الأقل 7 مقاعد، لمستشاري الرئيس ومرافقيه.
لا
هذا أمرٌ غير قابل للنقاش. انتهي
حاول مستشارو الرئيس إبلاغه أن البرنامج قد تغير عن ما كان متوقعاً. الأمر الذي جعل ساركوزي ينفجر غاضبا.
لدي نزوله من الطائرة، سأل الرئيس سفيره: لماذا هذا التغيير؟
لا أدري، أجاب السفير الفرنسي
وما هي قيمتك كسفير إذا لم تكن تدري..؟
أُسقط في يديْ ساركوزي لدي علمه أن كارلا في انتظاره عند الشيخة موزة. في السيارة المتجهة إلي نفس المكان، كان الرئيس منفعلاً خاصة أنه لم يكن يريد أن يقضي أكثر من ربع ساعة.
قضي الرئيس 40 دقيقة متأخراً، الأمر الذي جعل الأميرال غايو يقول: لقد قُضي علي السفير.
في حين أن كارلا شكرت بونو علي حفاوة استقبالها، صعد ساركوزي الطائرة دون مصافحة السفير، الأمر الذي جعل هذا الأخير يتأكد من أنه فقد منصبه حتماً. أمرٌ كان محتّماً لولا شفاعة وزير الداخلية الذي أنقذ رأس السفير.
الاشتراكيون يفعلون الأمر ذاته ولا يفصحون عن شيء
دقائق قبل استقبال الرئيس الجديد فرنسوا هولاند لحمد بن جاسم في السابع من حزيران 2012 في الإليزيه، سأل الرئيس سفيره في قطر: إذا طلبت لك أن تكلمني عن قطر في كلمتين، ماذا ستقول لي؟
- أجاب السفير: قطر.. يعني أنك بصدد الحديث عن 120 مليار يورو خلال العشر سنوات القادمة، وعشرين مليار لقاء شراء المعدات العسكرية في الخمس سنوات القادمة.
- ابتسم فرنسوا قائلاً: هكذا، من خلال كلامك، تبدو حجتك جد سهلة.
لم يكن هولاند متحمساً جداً لعلاقته بالإمارة، فالقطريون أصدقاء غريمه ساركوزي، فضلاً عن أنهم لم يكونوا مهتمين كثيراً بربط علاقات مع الاشتراكيين. كما أن الاستراتيجية القطرية تبدو ضبابية جدا وغير واضحة في أعينهم.
أحد الوزراء الاشتراكيين أفصح لمحمد الكواري بهذا القلق: لدينا مشكلتان مع قطر، الأولي: الرياضة، تعرف جيداً أن كرة القدم حساسة، علي الأقل يجب علي ناصر الخليفي رئيس نادي باري سان جيرمان أن يتحدث الفرنسية.
إنه بصدد تعلمها، لديه مدرس خاص لذلك، تعرفون أننا في أفق تنظيم مونديال 2022 قد اخترنا فرنسا للاستفادة من تجربتها.
المشكل الثاني، واصل الوزير، هو سياسة قطر. هل يمكنك أن تشرح لي أهداف قطر؟ أنتم تمولون الإسلاميين، وهذا أمر يقلقنا جداً.
هل لمعاليكم دليل علي ذلك؟ نحن نتحدث مع الجميع. نموذج النهضة في تونس مطمئن جداً، نريد تطبيقه في دول أخري.
رغم تطمينات باريس، فإن قطر تشك في مقدار الدعم الذي ستلقاه من قبل الاشتراكيين.
قام السفير الفرنسي في الدوحة بإرسال رسالة للرئيس مفادها أن عليه ألا ينظر لعلاقات قطر مع اليمين، وأن يعمل علي تمتين علاقة الدولتين، لأن فرنسا بحاجة للإمارة. قام السفير بالتذكير كذلك بالرهانات الحاسمة لعلاقة البلدين: في ما يخص الدفاع، فإننا علي وشك عقد اتفاقيات شراء لتجديد السلاح القطري. فضلا عن ال 20 مليار يورو التي سبق أن تكلم له عنها.
خلاصة الأمر، العلاقة بين البلدين لن تكون أقل متانة مما كانت عليه أيام ساركوزي. لكنها بالطبع ستكون أقل حضوراً إعلامياً، يسودها قدر من التكتم.
في خريف 2011، لدي توقيع الاتفاقية بخصوص الضواحي، ترسخ في قناعة الفرنسيين أن أموال قطر جد حاسمة بالنسبة لفرنسا.
لا يمكن لهولاند بحالٍ غض الطرف عن التساؤلات الكثيرة التي ما فتئت الصحافة الفرنسية تطرحها حول دور قطر في فرنسا. أمر صار ملموساً أكثر حينما طالب برلمانيون فرنسيون بفتح تحقيق حول استثمارات قطر بالبلاد..
وفي الحلقة القادمة تفاصيل أخري حول هذا الموضوع.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.