بعثة المجموعة الإنمائية «SADC» تطلع على التجربة المصرية في التعليم الرقمي    «من كل فجٍّ عميق».. السعودية تكشف عدد الحجاج هذا العام    85 ساحة لأداء صلاة عيد الأضحى المبارك بمراكز الشباب والأندية ب كفر الشيخ    إيرادات فيلم اللعب مع العيال في 3 أيام عرض    تحذير مهم من «الإفتاء» بشأن تلويث البدن والثياب والممتلكات بدماء الأضاحي    هل يؤثر تناول العكاوي في عيد الأضحى على نسبة الكوليسترول بالدم؟    الهلال الأحمر الفلسطيني: الاستهدافات الإسرائيلية للمنشآت والمرافق تستهدف إبادة مقومات الحياة في غزة    جيش الاحتلال يؤكد مقتل 8 من ضباطه وجنوده في المعارك بجنوب قطاع غزة    أسقف جنوب سيناء ووفد كتدرائية السمائيين يهنئون المحافظ بعيد الأضحى    مصدر ليلا كورة: سيراميكا كليوباترا يقترب من تجديد عقد محمد إبراهيم    رونالدينيو: لن أشاهد البرازيل في كوبا أمريكا    تحرير 11 محضرا متنوعا خلال حملات على الأسواق في أسوان    البحيرة: اتخاذ كل إجراءات الحفاظ على سلامة المواطنين في عيد الأضحى    عودة البريق لألبومات الصيف بموسم غنائى ساخن    ما أسباب تثبيت الفيدرالي الأمريكي أسعار الفائدة؟.. خبير اقتصادي يجيب    لكل مشتاق لزيارة بيت الله الحرام.. شاهد| دعاء مؤثر لأزهري من جبل عرفات    د. أيمن أبو عمر: يوم عرفة فرصة للطاعة والتوبة    مساجد الإسكندرية انتهت استعداداتها لاداء صلاة عيد الأضحى    وزير سعودي خلال زيارته للفلسطينيين في مكة: لا مكان لمن يقتات على الفتن في هذه البلاد المباركة    بعد تريند «تتحبي».. تامر حسين يكشف تفاصيل تعاونه مع عمرو دياب للأغنية 69    محمد رمضان يشوق محبيه بطرح «مفيش كده» خلال ساعات | صور    عيد ميلاد صلاح.. عودة أوروبية وحلم إفريقي في عامه الجديد    حزب المؤتمر يهنئ الرئيس السيسى والشعب المصرى بعيد الأضحى    "الخضيري" يوضح وقت مغيب الشمس يوم عرفة والقمر ليلة مزدلفة    هل يجوز للحاج أن يغادر المزدلفة بعد منتصف الليل؟.. الإفتاء تُجيب    قبل احتفالات عيد الأضحى.. احذر من عقوبات التنمر والتحرش والتعدي على الغير    «الغذاء والدواء السعودية»: شرب الماء بانتظام وحمل المظلة يقي الحاج الإجهاد الحراري    كم تكبدت الولايات المتحدة جراء هجمات الحوثيين في البحر الأحمر؟    مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية يحذر الحجاج من الوقوف في منطقة تقع على حدود جبل عرفات في السعودية ويشير إلى أنها "يفسد الحج".    محمد شريف يعلن تفاصيل فشل انتقاله ل الزمالك    خطبة وقفة عرفات الكبرى: الشيخ ماهر المعيقلي يخاطب أكثر من مليوني حاج    ميسي يتصدر قائمة الأرجنتين النهائية لبطولة كوبا أمريكا 2024    أردوغان: النصر سيكون للشعب الفلسطيني رغم همجية إسرائيل ومؤيديها    استقرار سعر الدولار مقابل الجنيه المصري يوم السبت 15 يونيو 2024    خطوة بخطوة.. طريقة الاستعلام عن المخالفات المرورية    وزير الصحة السعودى: انخفاض حالات الإجهاد الحرارى بين الحجاج    الدفاع المدنى الفلسطينى: قطاع غزة يشهد إبادة جماعية وقتلا متعمدا للأطفال والنساء    عروض الأضحى 2024.. «يوم عاصم جدا» يعود من جديد على مسرح السلام    مستشفيات جامعة عين شمس تستعد لافتتاح وحدة علاج جلطات ونزيف المخ والسكتة الدماغية    الكشف على 900 حالة خلال قافلة نفذتها الصحة بمركز الفشن ببنى سويف    تنسيق الجامعات 2024.. شروط القبول ببرنامج الترجمة التخصصية باللغة اليابانية بآداب القاهرة    محطة الدلتا الجديدة لمعالجة مياه الصرف الزراعي تدخل «جينيس» ب4 أرقام قياسية جديدة    الغرف العربية: 3 تريليونات دولار مساهمة القطاع الخاص العربي في الناتج المحلي الإجمالي    عن عمر يناهز 26 عاما.. ناد إنجليزي يعلن وفاة حارس مرماه    موعد صلاة عيد الأضحى المبارك في بورسعيد    بقرار من المحافظ.. دخول ذوي الهمم شواطئ الإسكندرية بالمجان خلال العيد (صور)    أخبار الأهلي : هل فشلت صفقة تعاقد الأهلي مع زين الدين بلعيد؟ ..كواليس جديدة تعرف عليها    مؤتمر نصف الكرة الجنوبي يختتم فعالياته بإعلان أعضاء المجلس التنفيذي الجُدد    تدعم إسرائيل والمثلية الجنسية.. تفاصيل حفل بلونديش بعد المطالبة بإلغائه    سعر الدولار في البنوك المصرية اليوم السبت 15 يونيو 2024    ميناء شرق بورسعيد يستقبل سفنينة تعمل بالوقود الأخضر    «تايمز 2024»: الجامعة المصرية اليابانية ال19 عالميًا في الطاقة النظيفة وال38 بتغير المناخ    وفد "العمل" يشارك في الجلسة الختامية للمؤتمر الدولي بجنيف    مصادر أمنية إسرائيلية: إنهاء عملية رفح خلال أسبوعين.. والاحتفاظ بمحور فيلادلفيا    هيئة« الدواء» تعلن رقمنة 5 خدمات للتواصل والاستفسار عن توافر الأدوية والإبلاغ عن الآثار الجانبية    يسع نصف مليون مصلٍ.. مسجد نمرة يكتسى باللون الأبيض فى المشهد الأعظم يوم عرفة    وزير النقل السعودي: 46 ألف موظف مهمتهم خدمة حجاج بيت الله الحرام    دي لا فوينتي: الأمر يبدو أن من لا يفوز فهو فاشل.. وهذا هدفنا في يورو 2024    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



مرسي يصدر بيانات التحريض من محبسه والإخوان يتلاعبون بالدولة
نشر في الأسبوع أونلاين يوم 24 - 11 - 2013

الذين يرفعون شعارات الإفك ويسبون الجيش تجب محاكمتهم بتهمة الخيانة
الشعب يلعن شعار 'منتهي ضبط النفس' الذي سمح للإرهاب بازدراء الدولة والاستهانة بالثورة
الشعب يسأل:
لماذا لم يتم إعدام من قتلوا 'قوة' قسم شرطة كرداسة ومثلوا بجثث الضحايا؟
الذين يتباهون بتحدي السلطة ورفع علامات رابعة وقطع الطرق.. متي يحاكمون في نفس اليوم؟
ما معني أن تتعرض مواقع عسكرية وشرطية للعدوان المتكرر.. دون حسم؟
متي يترجم الأمن التأييد الشعبي العارم إلي واقع فعلي ويضرب بيد من حديد؟
عندما يصبح الوطن في خطر.. تسقط كافة المماحكات والمراوغات، ومحاولات التنظير الملتبسة حول أوهام ديمقراطية وليبرالية.. وتكهنات وفذلكات تتلهي بالكلام الكذوب عن محنة الوطن واستحقاقات أبنائه.. وواجبات النضال الحقيقي لإنقاذ الوطن من كبوته.. وحمايته من براثن المتربصين.. ومعاول الإرهاب، والمتآمرين والخونة الذين يتلقون الإشارات من خارج الحدود.. وعندها لابد من الالتحام الكامل- تلقائيا- بين الشعب وجيشه وأجهزة أمنة.. وساعتها تسقط كافة الأوهام.. وتتبدد كافة العداوات والخلافات الصغيرة، وينصهر الجميع في جبهة متماسكة تحمي الوطن وتذود عنه.. بعد أن تقطع ألسنة الإفك التي تسعي لتفتيت الوطن.. وإطلاق التصنيفات والاتهامات بالتحريض والعمالة للأجهزة وكل الموبقات التي تفرزها المجتمعات المريضة عندما يسقط الوطن في براثن سلطة غير وطنية.
وعندما خرجت الجماهير بعشرات الملايين تعلق مسئولية الحفاظ علي الدولة في عنق القوات المسلحة وقيادتها الوطنية متمثلة في الفريق أول عبد الفتاح السيسي وتطالب بإنهاء حكم الإخوان الذي أصبح عبئاً علي الدولة، وتاريخها، ومستقبلها.. بل أصبح يمثل تهديدا مباشرا لوحدتها واستقلالها، واستقرارها، وقيمتها في التاريخ.. ناهيك عن وضعها الراهن ومستقبلها.. بعد أن ثبت للقاصي والداني أن الإخوان قد تنكروا لكل ما رددوه وتشدقوا به.. بل تنكروا لقيم المجتمع وتقاليده وأعرافه.. وأساءوا إلي الإسلام الذي مارسوا كل الموبقات تحت مظلته.. واحتماء بلافتاتة وشعاراته.. أقول.. عندما خرجت الملايين تكلف القوات المسلحة بتنفيذ إرادتها في رفض عمليات السطو علي المجتمع والتي قام بها الإخوان.. وعقب خطاب السيسي الذي أسقط حكم الإخوان في لحظة.. وفي وجود ممثلي الدولة بأديانها ومؤسساتها وأحزابها وقواها السياسية والاجتماعية.. اعتقد الناس أن الأمر قد انتهي، وأن الأمور ستعود إلي مسارها الطبيعي.. وأن مصر سوف تنهض من جديد بعد أن تخلصت من أوزار التخلف والأنانية والكذب والتآمر ضد مصالح الوطن.
-1-
كانت الحالة الثورية التي أعقبت التطورات العاصفة تنبئ بانطلاقة حقيقية تنفض ما علق بالمجتمع من أدران إخوانية.. وتستأنف الصعود.. إلا أن 'القدر' قد تدخل في اللحظات الأخيرة.. فزرع وسط الحالة الثورية حكومة لا علاقة لها بالثورة..
ولم تتشكل وسط الحالة الثورية أو تشعر بها.. حكومة- بالتعبير الدارج الذي أدخل إلي اللغة العربية مؤخرًا بقرار من مجمع الخالدين- بزرميط.. نعم 'حكومة بزرميط' لا يجمع بينها شيء.. تمتلئ بالتناقضات.. وتحاول عبثا جمع الأشتات.. وتناثرت رؤاها بين أقصي اليسار وأقصي اليمين.. وبينهما من لا يملك رؤية بالأساس.. ولا يريد.. ومن ثم كان المشهد الصادم الذي بوغت به الشعب.. عندما تخلي بعضهم عن مسئولياته والتزاماته الوطنية.. وفضل الهرب.. وسقط البعض الآخر في هوة ما سمي بالمصالحة.. وركون البعض الثالث إلي طلب التهدئة.. كيف؟!
لا يدري بالطبع، ولم يفصح عن وجهة نظره.. ومن بقي من الحكومة البزرميط جلس كأن فوق رأسه الطير.. لا يري.. لا يسمع.. لا يتكلم.
-2-
كانت الثورة الشعبية التي إنحاز لها الجيش وقيادته الوطنية وشاركت أجهزة الأمن في حمايتها.. في واد.. والحكومة في واد.. وعندما أدرك الإخوان وجهازهم السري المسلح، وحلفاء الإرهاب تلك الحقيقة.. انطلقوا لتنفيذ مخططاتهم الإرهابية الجاهزة علي النحو الذي عاني منه الشعب.. وأرق المجتمع.. وهدد الدولة.. وكلها سوابق معروفة في مسيرة الصراع الدائم بين الإخوان والدولة 'أي دولة' علي مدار تاريخهم منذ العهد الملكي قبل 85 عاما حتي اليوم.. وقد ثبت بكل الأدلة أن الإخوان لا يعترفون بغير العنف.. ولا يرضخون إلا للقوة.. فقد قامت حكومة إبراهيم عبد الهادي عقب اغتيالهم لسلفه النقراشي باشا أواخر عام 1948 بإنهاء وجودهم بالقوة.. وحدث نفس الشيء بالنسبة لثورة 23 يوليو 1952 عندما حاولوا سرقة الثورة واغتيال جمال عبد الناصر.. وفي الحالتين لم يكن متوقعا عودة الإخوان للحياة مرة أخري.. لولا حاجة بعض الحكام إليهم.. فقد سعي الملك فاروق لإيجاد قوة تواجه حزب الوفد وزعيمه النحاس باشا، وأوعز إليه علي ماهر بإمكانية إعادة الإخوان في صورة جديدة يتم رسمها داخل القصر.. فاختير الهضيبي من خارج الإخوان، وصهر ناظر الخاصة الملكية ليكون مرشدا يعيد إحياء الإخوان علي المزاج الملكي.. وتكرر نفس الشيء حرفيا عندما احتاج السادات إلي قوة تصد عنه هجمات القوي الوطنية: ناصريين، واشتراكيين، وشيوعيين في اندفاعه نحو أمريكا.. والرغبة في الصلح المنفرد مع الصهاينة، وأشار عليه حواريوه بإطلاق سراح الإخوان المسجونين بأحكام قضائية وتشكيل الجماعات الإسلامية في الجامعات.. وفي الحالتين عاد الإخوان سيرتهم الأولي.. وكان أول ما فعلوه إعادة تشكيل الجهاز السري المسلح الذي حاول اغتيال فاروق ونجح في اغتيال السادات.
لم تدرك الحكومة البزرميط حقيقة الإخوان وتاريخهم الإرهابي، ونواياهم.. حتي داهمها الإرهاب من كل اتجاه.. ولولا يقظة الجيش والشرطة لأصبحت سيناء رهينة في يد الإرهاب الإخواني وحلفائه من شذاذ الآفاق.. والمرتزقة.. وبينما كانت عناصر في الحكومة تتشدق بالتهدئة والمصالحة.. كانت ميليشيات الإخوان تهاجم مديريات الأمن وأقسام الشرطة وتفتك بالضباط والجنود.. والمواطنين.. وتقتل بأحط الأساليب وأكثرها بشاعة 'قوة' قسم شرطة كرداسة وتكوم الجثث في سيارة نقل مكشوفة تمر علي قري الناحية في استعراض بشع.. وتكرر نفس الشيء في عدة محافظات بشكل أو بآخر.. الفيوم.. المنيا.. قنا.. أسوان.. وتكرر إلقاء المواطنين من فوق أسطح العمارات.. وتسيير المظاهرات المسلحة.. وتخريب المواصلات العامة.. وإرباك الدولة، في ظل حالة الطوارئ التي لم تقم الحكومة بتفعيلها.. وظلت تباهي بكل البلاهة أن كافة إجراءاتها قانونية.. محصنة من القضاء والنيابة.. ولم تدر أن جرائم الإخوان قد تعدت كافة القوانين.. ونأت كثيرا عن تصورات المشرع، وأنها بحاجة إلي محاكم ثورية تفصل في الجرائم بسرعة.. وتضع الأمور في نصابها..
كانت الحكومة ومازالت تتعلق بأهداب مفاهيم بالية حول الديمقراطية.. أو هي في الحقيقة تتواري خلف تلك الادعاءات حتي تداري عجزها وقلة حيلتها.. وهي الررهاب الإخواني يعيث في جنبات الدولة.. وتري أموال الخيانة تبعثر بالملايين لشراء الفقراء، واستخدامهم دروعا بشرية.. ومادة صخب ولغط في الشارع.. كانت الحكومة تري كل ذلك ولا تدري أن صمتها وتراخيها سوف يدفعان بمصر نحو المجهول.
-3-
عاد أهل مصر إلي الحيرة من جديد.. وأصبح السؤال معلقا علي كافة الألسن.. مصر إلي أين؟! وكأن ما جري كان حلما وانقضي.. وكأن خروج الملايين في مشهد لم ير العالم له مثيلا.. لفرض إرادتها.. وتحديد هويتها ومستقبلها.. قد أصبح تاريخا يمكن لنا فقط أن نستعيده عندما نتذكر أمجادنا.. ووقع الشعب الذي رحب بحالة الطوارئ -رغم تأثيراتها السلبية بالنسبة لحريته وموارد رزقه- في حيرة مما يراه جهارا نهارا.. فالمسيرات الإخوانية المسلحة، والتي يرفع بعضها علم القاعدة مازالت تتحدي هيبة الدولة.. والاعتداءات المتكررة علي ثكنات الجيش.. ومعسكرات ومقار الشرطة.. والضحايا الذين يتساقطون علي مدار الساعة يشيعون اليأس والإحباط.. والإخوان الذين يتم القبض عليهم 'بأوامر النيابة!!' يرفعون شعارات رابعة العدوية تحديا للدولة وللمشاعر العامة.. وسجون مصر التي امتهنت فيها كرامة الشرفاء، المناضلين الحقيقيين تحولت - من أجل الإخوان- إلي سجون فندقية.. ينعم الإرهابيون بمستوي نظافتها.. وأغذيتها.. وزيارات غربان حقوق الإنسان الناعبة علي إيقاعات التمويل.. وكتائب الإخوان الالكترونية.. وقناة الجزيرة وغيرها يلوثون وجه الوطن.. ويحاولون هدم ثوابته، وإطلاق الشائعات المحكمة التي تدمر المعنويات.. وتلقي بظلال الشك علي كل شيء.. والعناصر الإخوانية التي تسللت إلي الوزارات والهيئات بالآلاف في عصر الأخونة مازالت في مواقعها تمارس التحدي.. وتنشر الشائعات.. والنقابات التي سرقها الإخوان.. مازالت قائمة تبعثر أموال اليتامي والأرامل علي مشاريع الإخوان الإرهابية.. والدعاية لهم.. والتبشير بقرب عودتهم.. ورجوع المعزول.. والإعلام المصري الرسمي وغير الرسمي يقوم بالواجب.. فيحرص علي وصف من يقبض عليهم علي ذمة الجرائم ب 'القيادات'.. ويتحدث كثيرا عن 'أنصار الإخوان' و'أنصار الرئيس المعزول'.. وكأن من يرتكبون كل تلك الجرائم هم أنصار الإخوان 'الذين يغطون كافة المحافظات'.. وليس الإخوان وجهازهم السري المسلح.. وميليشياتهم التقليدية.. والأخري التي شكلها الإخواني أسامة ياسين داخل الآلاف من مراكز الشباب في كافة المدن والقري.. عندما جعله الإخوان وزيرا للشباب.. لذات الهدف، وتسابقت القنوات الفضائية لاستضافة عناصر إخوانية تتهجم علي الدولة بفجاجة نادرة لكسر هيبتها في نفوس المواطن.. وتلقي بالأكاذيب والبيانات المضللة.. والشائعات لبلبلة الرأي العام.. وإرباك التفكير.. وإيهام الناس بقرب العودة.
وباختصار شديد.. ففي كل يوم يمر تتفاقم حيرة المواطن الذي اعتقد أن سقوط الإخوان هو نهاية المطاف.. وبوابة الأمل لمصر ناهضة، وشعب متحد.. مستعد لبذل العرق والدم حتي يعود وطنه إلي موقعه الحقيقي علي خارطة العالم.. فإذا به يفاجأ بأن الإخوان لم يسقطوا.. لم ينته وجودهم.. وتذهب ريحهم.. وأنهم يزدادون شراسة، يهددون الدولة ويتجرأون علي قواتها المسلحة وأجهزة أمنها ويغيرون عليهم بالسلاح ويسقط من بينهم شهداء.. وفي كل يوم يمر.. وبينما يخسر الوطن.. وتحيط الظلال بقضيته.. ويتسرب الشك للمواطن.. يكسب الإخوان شيئا من التعاطف مهما قل شأنه.. وشيئا من إعادة النظر فيما يقولون، فربما يكون بعضه صحيحا.. خاصة عندما يشاركهم، دون قصد ومع الأسف قوي وطنية دفعتها الأحداث للجنوح.. هذه هي الصورة دون مبالغة وأيضاً بلا تستر أو تواطؤ.. فلم يتبقي ثمة وقت لذلك.. وقد بدأت بوادر ظواهر ومشاعر غير مطمئنة وأحاسيس خاصة تحذر.. وأفكار تدور هنا وهناك مفادها أن الشعب لم يقصر، وقد أدي ما عليه وزيادة.. وتجاوب بكل ما يملك مع النداءات والمطالب.. ولم يتأخر لحظة أو يتواني عن تحمل مسئولياته.. وأن ما نراه اليوم هو مسئولية الآخرين.. فابحثوا عن الآخرين.. وتحققوا من مواقفهم، وأسباب تخاذلهم وتراخيهم.. وهي الكارثة بكل المقاييس 'إن كنتم لا تعلمون'.
-4-
أثناء قيام أسرة المعزول بزيارته بعد نقله إلي سجن برج العرب بالإسكندرية.. توسعت الصحف 'القومية' في رصد تفاصيل الزيارة.. من أول وصول الأسرة إلي بوابة السجن حتي انتهاء الزيارة وما بينهما من تفاصيل تتعلق بعدد الحقائب المصاحبة والإشارة إلي محتوياتها ثم عمليات التأمين والتحقق التي تتطلبها الزيارة عادة.. وسلوك الأسرة المتأففة.. المتعالية.. المستكبرة- دون مبرر واحد، قالت صحافة مصر إن حرم العياط رفضت الوقوف للتفتيش الروتيني الذي تقوم به الشرطة النسائية.. وظلت جالسة تضع ساقا علي ساق.. وتنفخ غيظا.. وكبرا.. وإحساسا بالعظمة التي هي لله وحده، وكان سلوك أبناء مرسي، الذين أجاد فيما يبدو تربيتهم منفرًا وسيئا.. غير أخلاقي.. ابنه الأصغر.. تعامل مع الضابط الذي قام بالتفتيش الروتيني بغلظة.. واستكبار.. وازدراء.. وبالغ في التهكم الوقح.. قال له حسبما ذكرت الصحف: تحب أقلع لك البنطلون؟! وعقبت الصحف علي ذلك قائلة إن الضباط تحملوا فوق طاقتهم.. وأنهم مارسوا 'منتهي ضبط النفس' أمام الوقاحة والابتذال والفجاجة.. وواصلت الصحافة استفزازها للمشاعر العامة.. قالت إن المعزول طالب باستحضار أمين رئاسته التي كانت.. رفاعة الطهطاوي المسجون مثله.. ليشاركه حجرته.. فتم تجهيز الغرفة فورا بسريرين.. ومستلزمات فردين.. والتقي الصديقان بعد أن ظنا ألا تلاقيا.. وتسهب صحفنا 'القومية' في السرد والوصف.. وكيف يخاطب الطهطاوي رئيسه العياط بكل ألقابه السابقة وباحترام مبالغ فيه.. لا ينطق كلمة إلا ويسبقها ب 'سيادة الرئيس' فيرد عليه المعزول واصفا إياه ب 'جناب السفير'.. وكأن كل ما جري وتحدث عنه العالم، مجرد وهم.. أو حلم قد انقضي بعد اليقظة.. أو هو الخلل النفسي الذي جعل مرسي والطهطاوي يسقطان في الغواية.. وغيبوبة الوهم والتوهم.. ويحولان محبسهما إلي جمهورية يمارسان بداخلها سلطاتهما الوهمية..
ودون غض الفكر والنظر عما جري ويجري.. نتساءل ومعنا الناس..: هل يدرك المتمددون علي آرائك السلطة في مصر من السناجق ورئيسهم السنجقدار معني كل ما تقدم ذكره وهو قليل جدا من كثير جدا ووقعه علي المواطن العادي الذي كان يتوقع أن يتحمل المجرم تبعة إجرامه.. وأن يعاقب المسيء بقدر ما أساء، وأن تقتص العدالة ممن سعوا لهدم الوطن.. وتشريد شعبه.. ومن رتبوا لبيع الأرض والعرض والتاريخ.. وأجازوا للآخرين استباحة كل شيء.. وتواطأوا مع العدو للإيقاع بالوطن وقيمته وقيمه ومستقبله.. وقد رأي بعينيه أن شيئا من ذلك لم يحدث.. وأن القتلة والسفاحين والمجرمين والجواسيس والخونة يجري أعداد سجون خاصة لهم.. علي غير المعتاد والمعروف.. وهم أرباب سجون ويعرفون المغزي الكامن وراء كل ذلك.. لأنهم جربوا الأنظمة والحكومات السابقة التي دأبت علي المساواة بين كافة المسجونين السياسيين دون تمييز.. فما الذي جري حتي يتم تمييز هؤلاء؟! هل هناك اتفاقات وتعهدات مسبقة؟ هل هناك ضغوطا خارجية تمارس فعلها..؟ وما الذي يختبئ هناك ولا يعرفه المواطن المصري صاحب الثورة وصانعها؟ والمواطن البسيط سليل الحضارات.. يعرف رغم العنت والفقر، أشياء كثيرة، قد يعجز أصحاب الإجازات العلمية العالية عن إدراكها إلا بعد جهد بحثي وتحليلي.. ويوم رفع لاعب كرة يده بإشارة رابعة.. ضج المشاهدون الفقراء، للمباريات في المقاهي هاتفين: 'علي قطر يا ابن الرفضي.. ' والمواطن المصري البسيط ينشغل عقله بمئات الأسئلة والاستفسارات.. حول ما يدور ويسبب له الحيرة والقلق.. ولا يجد من ينفذه، ويجيب علي أسئلته المصيرية الملحة.. وأولها يتعلق بمن يرفعون شعارات الإفك، ويسبون الجيش المصري، ويسيئون إليه.. ويتهكمون منه ومن قادته، وكلها من دلائل الخيانة، وحيثيات طعن الوطن من الخلف.. والعمل لحساب أعداء الوطن.. والسؤال الذي يصدم العقول ويدق الرءوس حول ترك هؤلاء الخونة وشأنهم وعدم محاكمتهم بتهمة الخيانة العظمي.. ثم.. ما الذي يحول دون محاكمة المتوحشين الذين فتكوا ب 'قوة' قسم شرطة كرداسة من الضباط، ومثلوا بجثثهم في مشهد لن تنساه الأجيال، ولن تنساه مصر.. ما الذي يؤخر محاكمة المجرمين مرتكبي أبشع الجرائم في تاريخ مصر.. والحكم بإعدامهم أمام أعين الملايين؟ ومثلهم الذين يتباهون بتحدي السلطة، وتوجيه السباب للمسئولين.. ورفع علامة رابعة.. ويقطعون الطرقات.. ويروعون المواطنين.. لماذا لا يحاكمون في نفس اليوم؟ وهم يضبطون عادة متلبسين.. والأسئلة مازلت مثارة.. تنكأ جراحا في القلب والضمير.. وتؤذي وتجرح المشاعر.. وتضغط علي الحس الوطني.. وتدمر إنسانية الإنسان.. والدولة صامتة كأن ما يجري شيء من تصاريف القدر.. وحتمية التاريخ وطبائع الأشياء.
-5-
ولأن العجز هو سيد الموقف.. ولأن الدولة تدار بيد مرتعشة.. فقد سمح من يومين لعدد من المحامين الإخوان والتابعين.. بزيارة، لا محل لها في القانون، للمعزول في محبسه، لم تكن الزيارة في حقيقتها من الأمور المختصة بالإجراءات القانونية التي يرغبون في اتخاذها لصالح المعزول وجماعته.. إنما كانت زيارة سياسية أكدوا من خلالها ضعف الدولة وتراخيها وارتباكها.. وعادوا منها يحملون بيانا 'من رئيس الجمهورية إلي الشعب المصري' ألقاه أحد المحامين نيابة عن المعزول، وفيه ما فيه من إنكار للدولة ونظامها.. متهما ما جري بأنه انقلاب عسكري..
مؤثم ومدان وغير شرعي.. وينتهي بالتحريض علي العنف، وهدم النظام القائم بالقوة.. وكالعادة لا يدري أحد كيف جري ذلك.. وكيف يتسني لمحامين غير موكلين عن مرسي.. ولم يوكلهم حتي الآن.. بزيارته.. ثم حمل رسالة منه لإعلانها في مؤتمر صحفي تحديا للقانون الذي يتحدثون باسمه.. وازدراء للدولة التي أصبحت مجرد إطار لنزوات العابثين.. وطيش المغامرين.. وصلف المستكبرين.. وما خفي كان أبشع.
-6-
أصبح المواطن المصري ينام ويستيقظ علي البيانات والتصريحات التي من وفرتها وتشابه محتواها لم تعد تشغل باله كثيرا.. فمازالت تلك البيانات والتصريحات تتحدث عن إرهابيين تم القبض عليهم.. وآخرين تمت تصفيتهم.. ومخازن للأسلحة الثقيلة ومنصات اطلاق الصواريخ.. وتتحدث أيضا عن أنفاق تم تدميرها.. وهدم بيارات لتهريب الوقود، وكأن أعداد الارهابيين والانفاق والبيارات ومخازن الاسلحة قدر مقدور لا فرار منه.. ولا نهاية له.. ويحار العقل هل يمكن أن يتم كل ذلك خلال عام واحد من حكم الإخوان.. هل يمكن تسريب فصائل الإرهاب.. وعمليات التجنيد والتدريب.. وهل يمكن إقامة وتجهيز آلاف الانفاق علي هذا النحو الذي يلغي الحدود بين مصر وقطاع غزة.. ويصبح من الصعب علي مصر أن تتخلص منها رغم الجهد الجبار الذي تبذله القوات المسلحة ومعها الشرطة.. وأجهزة الدولة المعنية.. كيف تم كل ذلك؟
وهل كانت الدولة غائبة إلي هذا الحد.. أم كانت متواطئة؟ ومتي يمكن إعلان سيناء منطقة محررة.. خالية من الإرهاب والإرهابيين، وضمها إلي حصن الوطن لتلعب دورها كقوة دفع هائلة للتنمية.. وسوف يظل السؤال معلقا حتي يهب الله لمصر من يجيب عليه..
والأدهي من ذلك والأكثر إيلاما هو تلك التصريحات الخاصة بالاعتداء المتكرر علي مواقع عسكرية وشرطية في سيناء ومحيطها في محافظات القناة، وسقوط ضحايا كل يوم تقريبا حتي أصبح الامر معتادا فيما يبدو.. بعد كل تلك الاعداد من الضحايا.. واكتفاء بذلك فيما يبدو لنا ولغيرنا.. وإثبات عجز الحكومة الحالية عن النهوض بواجبا وأولها حسم الأمر، وإنهاء تلك الاوضاع الشاذة بضربة تؤكد هيبة الدولة وهيمنتها، وقدرتها علي الفعل..
لأن الشعب ككائنات حية تتعرض لما يتعرض له الكائن الحي من عوامل الايجاب والسلب.. فقد أصبح واضحا أن شعبنا الصابر المحتسب قد نفد صبره.. وضاق صدره.. ولم يعد قادرا علي مزيد من التحمل.. وقد أعلن ذلك جهارا نهارا وعلانية.. وهو يلعن شعار 'منتهي ضبط النفس' ذلك الشعار المضلل الذي يبرر العجز. وعدم قدرة الاجهزة الحاكمة علي النهوض بواجباتها.. ويبرر التراخي وعدم الجدية والاستهانة.. وقصر النظر.. وقد سمح ذلك الشعار الملتبس المراوغ بكل ما نراه ونعاني منه.. ونخشي علي مستقبل الوطن في ظله.. فهو الذي سمح لفلول الإرهابيين وشراذمهم بازدراء الدولة.. والتجرؤ عليها.. كما دفعهم للاستهانة بالثورة التي شهد لها العالم.. وهو الذي تسبب في كل تلك المساخر التي نعيشها تحت تهديد شذاذ الآفاق، والمجرمين، والمأجورين، والمرتزقة والجواسيس والخونة.. أعداء الوطن.
-7-
وليكن معلوما أن استمرار الأوضاع الراهنة لا ينبئ بخير.. فالجيوش يمكن أن تتدخل في أوقات الخطر لدرء مصيبة أو تصحيح وضع.. أو التصدي لمؤامرة.. أو مواجهة فتنة.. والحيلولة دون انهيار.. ثم تعود تلك الجيوش أدراجها لمواقعها الطبيعية.. وواجباتها المقدسة.. أما أن ينتزع الجيش من مواقعه ومهامه وأسلوب حياته.. وأنماط تعاملاته ليدفع به إلي شوارع المدن لفترات طويلة.. يبذل فيها جهدا للتعامل مع الحياة المدنية.. دون استخدام للصرامة العسكرية التي لا تحتملها الحياة المدنية.. والمواطن العادي.. وبذل جهد أكبر للتعايش مع الواقع الفعلي في الشارع.. وهي الآفات التي يبذل قادة الجيوش وأساليب التربية العسكرية جهودا جبارة لتخليص المقاتل من مظاهرها، ومن رخاوة الحياة المدنية، وأنماط السلوك المدني.. ولا ينكر عاقل مدي خطورة 'الأوضاع الحالية علي الجيش المصري الذي لا يجب الاستمرار في الاعتماد عليه داخل المدن.. وتحميله مسئوليات أجهزة الشرطة، وإعادة تأهيل من نزلوا إلي الشارع.. وقاموا بأدوار ليست لهم.. وانتظموا علي الرغم منهم في المنظومة التعسة التي تحبذ 'منتهي ضبط النفس' وكافة المويقات التي تتداخل فكريا وعقائديا مع 'عقيدة القتال' التي تتم تربية المقاتل عليها.. وغرس الإيمان بها في عقله بحيث تصبح سلوكا وأسلوب حياة.
وكما يتوجب سحب الجيش من المدن وإعادته مكرما إلي مواقعه وحياته الخاصة جدا يتوجب أيضا أن يتلازم مع ذلك إدراك المخاطر التي يمكن أن تنجم عن ذلك.. ومن ثم لابد من التأكيد علي عدد من الأمور.. وليكن أولها استعداد الجيش للتدخل السريع في أي لحظة إذا جد ما يستدعي ذلك.. والمعني واضح، حيث يتوجب التأكيد علي دور الجيش في حماية الوطن وحراسة مقدراته.. ومراقبة كافة الأمور لضمان أداء واجبه المقدس، والتدخل الحاسم عند ظهور أي بادرة تعترض مسيرة المجتمع.. أو تهدد أمنه ووحدته.. وتقدمه.. أما الأمر الآخر فهو دعم الشرطة بكل الإمكانيات.. وقد أصبحت -لأول مرة- في حضن الشعب.. وحظيت بتأييد شعبي غير مسبوق.. ورأي الناس بأعينهم كيف اندفع المواطنون للوقوف بجانب رجال الشرطة لحماية مقاراتهم، والدفاع عن وجودهم وحماية أرواحهم.. في مواجهة شعار الإخوان الإجرامي.. ومن ثم يتوجب علي أجهزة الأمن ترجمة ذلك التأييد الشعبي العارم إلي واقع فعلي.. شريطة أن يحصن رجل الأمن بالقانون الذي يكفل كافة حقوقه وصلاحياته.. وعدم غل يده عن ممارسة واجباته تحت الدعاوي الفاسدة ل 'منتهي ضبط النفس' بعد أن زال سوء الفهم والالتباسات.. والبغضاء التي نشأت بين المواطن وأجهزة الأمن في حقب سابقة.. استخدمت فيها السلطة الأمن لقهر المواطن.. وإرهابه.. وتزوير إرادته.. وليكن معلوما أن أهل مصر البسطاء يدركون الكثير.. ويعرفون جيدا أن اجهزة الامن قد عادت إلي حضن الشعب الذي يقر لها دورها وتضحياتها من أجل حمايته.. وتوفير الأمن له ولأسرته ومصالحه.. وأن الهفوات البسيطة التي لا يخلو منها مجتمع لم تعد قادرة علي إفساد العلاقة بين المواطن والأمن، ومن ثم يصبح أول واجبات الدولة دفع منظومة الأمن لتفعيل دورها بجرأة الحق والقانون.. وتمكينها من الضرب بيد من حديد.. وإجهاض مخططات الإرهاب.. ومؤامرات تدابير أعداء مصر رعاة المنظمات الإرهابية وعلي رأسها الإخوان.
وليثق القاصي والداني أن شعب مصر سليل الحضارات يعرف الحقيقة كما يعرف نفسه جيدا.. وسوف يقف فاتحا صدره، منافحا عن وجوده.. ومستقبله.. وفي ذات الوقت فسوف يتصدي بحسم لكافة أشكال الإرهاب المادي والفكري.. ومعهم المرتعشون والمتراخون.. والمتشدقون بالتهدئة والمصالحة.. لأنهم يعيشون في ذات الخندق الذي يحتله أعداء الوطن.. لو كانوا يعلمون..


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.