كثفت جماعة الإخوان المحظورة جهودها علي مدار الاسبوع الماضي لإحداث حالة من البلبلة والفوضي بغرض تعطيل الدراسة بالجامعات وإحداث شلل تام لكل مؤسسات الدولة وهو ما ظهر واضحا خلال الأيام القليلة الماضية عندما قام طلاب جامعة الأزهر المنتمون لجماعة الإخوان بإغلاق طريق النصر وحبس رئيس الجامعة الدكتور أسامة العبد بعد محاصرة المبني الاداري للجامعة الذي تعرض لخسائر كبيرة كما تم تحطيم عدد كبير من أجهزة الكمبيوتر والمعامل والمدرجات وقاعات التدريس ووصلت حالات الاصابة يوم الأربعاء الماضي فقط إلي 27 مصابا منها 17 اصابة بجامعة الزقازيق موطن الرئيس المعزول و6 بجامعة المنصورة و4 إصابات بجامعة الاسكندرية هذه الجامعات بالتحديد بالاضافة إلي جامعة الأزهر التي تأتي في المقدمة هي أكثر الجامعات التي تعرضت لحالات عنف وخرجت المظاهرات فيها عن إطار الشرعية ربما يرجع السبب إلي أن جامعة الأزهر تحتوي علي نسبة عالية من المنتمين لجماعة الإخوان أو المؤيدين لها سواء طلابا أو اساتذة او عاملين بالجامعة الامر الذي جعل مجلس الوزارء يقرر يوم الخميس الماضي السماح بوجود قوات من الشرطة خارج بوابات الجامعات من أجل مساعدة الأمن المدني في ضبط حركة الدخول إلي الجامعات والتحقق من هويات الداخلين وتفتيش السيارات بعد أن قام عدد من أعضاء هيئة التدريس المنتمين للتنظيم الإخواني بإدخال المولوتوف داخل سياراتهم وتسليمها للطلاب وهذا القرار يتفق مع الاتفاقية التي يرغب المجلس الأعلي للجامعات بتطبيقها مع وزارة الداخلية ويطلق عليها 'اتفاقية محضر التنسيق الأمني' والغرض منها هو تدريب الأمن الإداري بالجامعات وتأهيله للتعامل مع التظاهرات وأعمال الشغب التي تحدث ببعض الجامعات مع السماح لرؤساء الجامعات بالاستعانة بوزارة الداخلية للتدخل لمواجهة أعمال الشغب. وحول الأوضاع الراهنة بالجامعات وكيفية التغلب عليها حتي تعود الجامعات لممارسة دورها الحقيقي الذي تلاشي في ظل هذه المظاهرات وهل هذه الاتفاقية ستكون قادرة علي ذلك؟ وهل هي في مضمونها الغرض منها عودة الحرس الجامعي الذي أصبح وجوده ضرورة ملحة الان؟ وأيضا ماهي حقيقة ما يتردد أن التنظيم الدولي يقوم بتمويل بعض طلاب جماعة الإخوان من أجل اشعال العنف بالجامعات؟ يقول الدكتور عبد الله سرور 'رئيس اللجنة القومية للدفاع عن الجامعات، المسئول عن نقابة علماء مصر' إن اتفاقية المجلس الأعلي للجامعات مع وزارة الداخلية ماهي إلا محاولة فاشلة وهروب من مواجهة الحقيقة التي أصبحت واضحة أمام الأعين مضيفا أن الوزير ورؤساء الجامعات لا يتخذون القرارات وإنما يجيدون المراوغة حسب وصفه معللا ذلك بأن الجامعة وقعت في أيدي الإرهاب والعنف بالإضافة إلي أن وزير التعليم العالي متخبط في قرارته فهو يقول الشيء وعكسه مضيفا أن الوزير أكد عدم عودة الحرس الجامعي في حين يصدر تعليماته لرؤساء الجامعات بضرورة تفتيش جميع السيارات التي تدخل إلي الجامعات بما فيها سيارة رئيس الجامعة نفسه ويضيف سرور أن ماحدث في جامعة الأزهر سيتكرر في كل الجامعات في ظل وجود رئيس جامعة تابع للإخوان أو في ظل وجود استاذ جامعي إخواني مؤكدًا ضرورة عودة الحرس الجامعي ولكن باختصاصات جديدة من خلال تنفيذه لمهمتين فقط أولاهما حماية المنشآت الجامعية التي تعد مالا عاما للدولة يجب الحفاظ عليه اما الأمر الثاني فهو حفظ الأمن الجامعي. وعن رأيه حول سبب لجوء طلاب الاخوان إلي هذا السلوك العدواني العنيف قال: هناك جهات تمول ما يحدث في الجامعات من تخريب بدليل فخامة المطبوعات واللافتات التي يكتب عليها كما أن بعضهم 'قابض' ليقوم بمثل هذه الأعمال. أما الدكتور أحمد أبو الفتوح 'الاستاذ بجامعة الأزهر' فيري أن الحل الامثل ليس في عودة الحرس الجامعي الذي يعد أمرا مرفوضا ولا بتلك المبادرة التي يسعي لها المجلس الأعلي للجامعات مشيرا إلي أن الحل هو وضع خطة قد تكون طويلة المدي إلا أنها ستحقق نتائج جيدة من خلال استغلال طاقات الشباب من خريجي كليات القانون بحيث يتم توفير التدريب الأمني لهم من خلال الجامعات علي أن يكونوا هم المسئولين عن الحفاظ عليها مضيفا أنه حينما تطبق مثل هذه المبادرة سوف تحل مشكلة الأمن في الجامعة بالإضافة إلي توفير فرص عمل للشباب مع ضرورة التواصل بين اصحاب القرارات و الشباب حيث توجد فجوة كبيرة بينهم وهذا ما يجعل شباب الجامعات تصل اليهم أحيانا معلومات مغلوطة. ويضيف ابو الفتوح أن ما يحدث لم يؤثر علي تعطيل العملية التعليمية بجامعة الازهر ولكنه تسبب بلا شك حالة من القلق والتأثير النفسي. أما الدكتور غالي سامي ابو العلا 'وكيل بمعهد البحوث والدراسات الاستيراتيجية لدول حوض النيل' فيري أن عودة الحرس الجامعي بمسماه وهيئته أمر مرفوض ولكن الافضل كما هو معروف في معظم دول العالم وجود إدارة خاصة بحفظ الأمن بالجامعات تكون تابعة لوزارة التعليم العالي وليس لها اي علاقة بوزارة الداخلية وتكون مهمتها حفظ الأمن. ومن جانبه أكد الدكتور المفكر الإسلامي كمال الهلباوي أن مظاهرات الطلاب وخاصة في جامعة الأزهر وما يصاحبها من عنف شديد مثل حبس رئيس الجامعة والتعدي علي شيخ الأزهر إجرام ونوع من العنف أدي إلي زيادة كراهية الإخوان ومحاولة فاشلة من جانب الاخوان لإعادة مرسي والضغط علي الحكومة مضيفا أنه لا يستطيع أن يؤكد أو ينفي حقيقة التمويل الخارجي لجماعة الإخوان ولكن من يقوم بعمل مظاهرات بهذا الشكل بالتأكيد سيكون مرتبا له أما الدكتور ناجح إبراهيم فيري أن أي شيء يبتعد عن الوسطية يضر بأصحابه ويضر بالآخرين وأن مثل هذه المظاهرات تؤدي إلي تعطيل الدراسة وقطع الطرق مما يؤدي إلي حدوث توتر بالشارع المصري بالإضافة إلي الإهانة المستمرة لشيخ الأزهر الذي قد تكون مختلفا معه سياسيا ولكن لا يجوز تكفيره بالاضافة إلي كتابة عبارات وشعارات مسيئة علي ابواب الجامعات فهذا من شأنه أن يؤدي إلي نتيجة عكسية والي نقطة سيندم عليها الجميع مثل عودة الحرس الجامعي مشيرا إلي أن هذه المظاهرات ممنهجة ومخططة ومنظم لها بشكل جيد أما مسألة التمويل فأضاف أنه لا يستطيع أن يجزم بها والتحقيقات وحدها هي التي ستحددها. وحول آراء طلاب الجامعات فأكد محمد فوزي 'مسئول اللجنة الإعلامية بكلية الإعلام جامعة الأزهر' أنهم منتظمون في دراستهم رغم كل ما حدث إلا أن التظاهر يعطل العملية التعليمية بلا شك وأنهم كطلاب يرفضون العنف والشعب الذي شاهدته الجامعة خلال الأيام الماضية، مضيفا أن إدارة الجامعة هي التي قامت في البداية برش مياه علي الطلاب لتفريقهم إلا أن رد فعل الطلاب كان عنيفًا للغاية حيث قاموا بكسر الزجاج والقاء أجهزة الكمبيوتر مشير إلي أنه لا يري نهاية لهذا السيناريوا الذي أصبح يتكرر من وقت لآخر لأن مطالبهم شبه مستحيلة. أما منة 'طالبة بكلية الدراسات الإنسانية جامعة الأزهر' وهي واحدة من الطلاب المتظاهرين فأكدت رفضها هي وزملائها للعديد من الأمور وأنهم من حقهم التظاهر وأن من يبدأ بالعنف هم من الموظفين والعاملين بالجامعة حيث يتعدون عليها هي وزملائها بالشتائم وأنهم لم يقوموا بإغلاق طريق النصر لأنه مغلق طبيعي من جانب الجيش وأن ما حدث يوم الأربعاء هي محاولة مفتعلة علي حسب قولها بغرض دخول الأمن للجامعة الذي يعد وجوده مرفوضًا تماما إلا أنه موجود منذ اليوم الأول في بداية الدراسة مشيرة إلي أنه تم القبض علي العديد من زميلاتها وتتلخص مطالبهم في عزل رئيس الجامعة وكذلك شيخ الأزهر الذي اصبح رجل سياسة وليس رجل دين بالإضافة إلي الإفراج عن الطلاب الذين تم القبض عليهم. دنيا كامل 'طالبة بجامعة القاهرة' تقول إن الوضع بالجامعات يحتاج إلي قبضة من حديد بعد هذه الأوضاع المؤسفة التي لم نتعود عليها ورغم أنها كانت رافضة تماما لعودة الأمن الجامعي إلا أن الوضع الحالي يحتم عودته. اسلام فوزي 'رئيس اتحاد الطلاب بجامعة حلوان' يؤكد رفضه ما يحدث من عنف، مشيرًا إلي أن وجود الحرس خارج الجامعات أمر سيكون مرضيا للجميع خاصة أن عدد الجامعات المطلوب تأمينها 20 جامعة فقط ولكن دخوله سيترتب عليه مشاكل كثيرة نظرا للصورة القديمة لأمن الدولة والتي ما زالت عالقة بالأذهان.