أكد الفريق يونس السيد المصري، قائد القوات الجوية، أن القوات الجوية المصرية من أقوي القوات الموجودة في المنطقة ليس علي مستوي القدرات القتالية الموجودة فقط وتنويع مصادر السلاح، بل علي مستوي الفرد المقاتل، مؤكدا أن القوات الجوية تعتمد أساسا علي تنويع مصادر التسليح، ولا تعتمد علي دولة واحدة. وقال 'المصري' خلال مؤتمر صحفي، الإثنين، بمناسبة الاحتفال بالعيد الأربعين للقوات الجوية: 'لا يجب أن ننسي المجهود العظيم الذي بذلته القوات المسلحة بعد حرب عام 1967، وما كانت لتستطيع النهوض لولا الوقوف العظيم للشعب المصري خلف قواته المسلحة في هذه الفترة العصيبة حتي يوم السادس من أكتوبر، ففي ذلك اليوم كانت بداية لضربه جوية فاقت كل التوقعات، أصابت مطارات ومراكز قيادة العدو بالشلل ومهدت لهذا العبور العظيم لتتوالي بعدها المعارك والانتصارات '. وتابع: 'استمرت القوات الجوية في تناغم فريد مع باقي الأسلحة في تنفيذ المهام المختلفة، ولم يستطيع العدو تجميع قواه، ولم يفق من هول الصدمة حتي اكتمل عبور قواتنا المسلحة لقناة السويس، وإقامة رؤوس الكباري، وتدمير نقاطه الحصينة بخط بارليف'. وأكمل قائد القوات الجوية: 'جاء يوم الرابع عشر من أكتوبر حينما خطط العدو لكسب جولة يسترد بها ثقته في نفسه ويحسن بها صورته أمام العالم بعد ضربات متتالية، ومؤثرة علي أيدي نسور مصر البواسل، وذلك بمهاجمة القواعدالجوية والطائرات التي تقلع منها طائراتنا ظنا منه أننا مازلنا نعيش نشوه ما حققناه يوم السادس من أكتوبر، وغير منتبه بأننا عقدنا العزم علي أن نلقنه الدرس في كيف تكون عزيمة الرجال أقوي من السلاح '. واستطرد: 'فكانت معركة المنصورة في ذلك اليوم أطول معركة جوية في تاريخ القوات الجوية، استمرت 50 دقيقة واشترك فيها أكثر من 150 طائرة من الجانبين تكبد فيها العدو خسارة 18 طائرة، وأصيبت العديد من طائراته ولاذت باقي طائراته بالفرار من سماء المعركة وباءت محاولته بالفشل وهنا أدرك العدو بأن القوات الجوية المصرية قد استوعبت دروس الماضي، وأصبحت ندا لقواته الجوية وقادرة علي أن تؤثر علي الذراع الطويلة التي كان يتفاخر بها '. وحول ما حققته القوات الجوية بعد مرور 40 عاما للحفاظ علي هذا النصر العظيم، قال قائد القوات الجوية: 'نحافظ علي هذا النصر من خلال تنفيذ خطة تطوير القوات الجوية ضمن خطة التطوير الشاملة للقوات المسلحة، والتي تشمل الارتقاء بمستوي التدريب والتأهيل للأطقم الطائرة، والأطقم الفنية مستخدمين في ذلك أحدث وسائل التدريب داخل المعاهد العسكرية المصرية، وكذا إيفاد بعثات تدريبية بالخارج ليكون الفرد قادرا علي استيعاب تكنولوجيا الطيران الحديثة التي ما تلبث أن تتطور سريعا مع التوسع في تنفيذ التدريبات المشتركة مع الدول الشقيقة والصديقة للاطلاع علي كل ما هو جديد واكتساب المزيد من الخبرات، وأيضا تنويع مصادر السلاح حتي أصبح لدينا منظومة متطورة من أحدث الطائرات القادرة علي تنفيذ مختلف المهام بدقة وكفاءة عالية علي الاتجاهات الاستراتيجية، توطوير ما لدينا من طائرا ومعدات والحفاظ علي حالتها الفنية العالية، وتزويدها بأنظمة تسليح وتوجيه وملاحة حديثة بما يجعلها قادرة حتي يومنا هذا علي تأدية مهامها بكفاءه عالية، والتعاون مع مؤسسات الدولة المختلفة متمثلة في وزارة الانتاج الحربي، والهيئة العربية للتصنيع بالإضافة إلي الدول الصديقة لتطوير ما لدينا من طائرات ومعدات '. وبالنسبة لدور القوات الجوية ومساهمتها في تأمين الحدود، قال 'المصري': 'القوات الجوية المصرية من أقوي القوات الموجودة في المنطقة ليس علي مستوي القدرات القتالية الموجودة فقط، وتنويع مصادر السلاح بل علي مستوي الفرد المقاتل فهو الأساس دائما، فالحدود المصرية سواء الجنوبية أو الشرقية نشترك مع القوات البرية، والتشكيلات التعبوية، وقوات حرس الحدود في تأمينها فما حدث في دول الجوار من أحداث كان له تأثيره عي أنواع التهريب سواء سلاح، أو مخدرات ولكن القوات الجوية بالاشتراك مع باقي القوات قامت بالتصدي لمثل هذه الأعمال، كقوات جوية قادرين علي تأمين الحدود بتوزيع استراتيجي كبير، وقادرين أن نتواجد بكفاءه عالية شاملة للاتجاه الاستراتيجي سواء الشمالي الشرقي أو الجنوبي '. وعن مظاهر الاحتفال بالعيد الأربعين هذا العام، أوضح أن القوات الجوية حريصة علي التواجد مع شعب مصر ففي جميع الأحداث الماضية تواجدت القوات الجوية مع الشعب المصري من خلال عمليات التصوير الضوئي لمظاهرات 30 يونيو، فضلا عن التدريبات طوال شهر أكتوبر، وسيتم الاحتفال من خلال التدريبات بالذخيرة الحية من خلال مناورة مع نهاية الشهر الجاري وستتم نهارا وليلا، فضلا عن مشاركة القوات الجوية بطائراتها بالمرور فوق مدن الجمهورية بتشكيلات مختلفة كما تقوم بتنظيم معارض للطائرات بمختلف أنواعها بالقواعد الجوية والمطارات المنتشرة في المحافظات، وتقوم القوات الجوية بتكريم أسر الشهدا. ووجه الفريق يونس رسالة للشعب المصري في ظل ما تواجه مصر من تحديات قائلا: 'شعب مصر جزء من القوات المسلحة وكل ما يتم هو في الأساس هو نتيجة الإرادة الشعبية ومسؤوليتنا حماية الإرادة الشعبية فهي هدف رئيسي للقوات المسلحة بشكل عام، والمهمة الأسمي لنا هي حماية سماء مصر، ونحن قادرين علي ذلك بالتنسيق مع الدفاع الجوي المصري من خلال منظومة متطورة وتشمل التأمين علي الاتجاهات في الاتجاه الجنوبي بالاضافة للاتجاه الشرقي، وفي الفتره القريبة سيكون علي الاتجاه الغربي بحيث نكون قادرين علي تأمين أجواء مصر ضد أي تهديدات '. وعن خطط تطوير القوات الجوية قال 'المصري': 'القوات الجوية تعتمد أساسا علي تنويع مصادر التسليح، ولدينا طرزات مختلفة ولا نستطيع القول إننا نعتمد علي دولة واحدة أو معينة ولا يمكن أن تؤثر علينا دولة معينة، ووفقا لتوجهيات وفكر القيادة العامة للقوات المسلحة نتجه الآن لبحث كيفية امتلاك سلاحنا، ونسابق الزمن بحيث يكون لدينا ما نملكه ونصنعه باسم مصر وحتي يحدث هذا لدينا تنويع لمصادر السلاح '. وبسؤاله عن مدي إمكانية مواكبة التطور التطور التكنولوجي وكل ما هو حديث وإمكانية امتلاك طائرات التزود بالوقود جوا قال: 'لدينا تدريبات مع الدول الصديقة والشقيقة علي أعمال تزود الطائرات بالوقود ولدينا طائرات اف 19، وميراج عام 2000، ولكن الاحتياج لطائرات التزود بالوقود جوا هذا يرجع طبقا للتهديدات ومسرح العمليات ولا يوجد تهديدات تستدعي وجود طائرة التزود بالوقود، فالتسليح لدينا والطرزات التي نمتلكها تستطيع تنفيذ المهام لجميع التهديدات التي تجابه مصر، ولا أتفق أن التهديدات الإقليمية تؤثر علي مصر فالفكر الآن اختلف، والحروب الآن تنظيمية ومعلوماتية فمن غير أن يخرج طلقة يستطيع التأثير علي كيان دولة '. وبالنسبة لمشاركة القوات الجوية في العمليات بسيناء أوضح أن سيناء جزء غال من الوطن وكانت لفترة طويلة الأجهزة الأمنية بعيدة عنها، ومهمة تطهيرها من البؤر الاجرامية والإرهابية هي مهمة الشرطة المدنية، لكن في الفترة الاخيرة زدات تلك البؤر عن قدرات الشرطة المدنية لذلك تدخلت القوات المسلحة، وشاركت القوات الجوية مع التشكيلات التعبوية، وقوات حرس الحدود، والهيئة الهندسية، مشيرا إلي أن القيادة العامة للقوات المسلحة وضعت خطة لتطهير سيناء. وعن دور القوات الجوية في حالات معاونة الدولة في الأزمات والكوراث أشار قائد القوات الجوية إلي أن القوات الجوية تقوم بدور هام لصالح أجهزة الدولة، والقطاع المدني من خلال التدخل السريع في أحداث السيول والزلازل واستطلاع المناطق المنكوبة والمعزولة، لتحديد حجم الخسائر، ونقل الجرحي، والمصابين، وأعمال الإخلاء، والنقل السريع فضلا عن مكافحة الحرائق بالهيلكوبتر، وتشارك القوات الجوية بطائراتها في أعمال الخدمة الوطنية لقواتنا المسلحة في الرش الزراعي، والبحث والإنقاذ، والإسعاف الطائر، والإخلاء الطبي، ومكافحة الزراعات المخدرة. وبالنسبة لمجالات التعاون بين القوات الجوية المصرية والدول الصديقة والشقيقة في مجالات التدريب ونقل الخبرات، أوضح أن هناك العديد من التدريبات المشتركة التي تشارك فيها القوات الجوية ومنها ما ينفذ لصالح القوات الجوية منها 'النجم الساطع' بالتعاون مع الولاياتالمتحدةالأمريكية، و 'فيصل' مع السعودية، و 'اليرموك' مع الكويت، و 'عين جالوت' مع الأردن، وهناك تدريبات تنفذ لصالح باقي أفرع القوات المسلحة منها 'كيلوباترا'، و 'نفرتيتي' لصالح القوات البحرية، و 'الأفعي الحديدية' لصالح القوات الخاصة، مشيرا إلي أن الهدف من تلك التدريبات هو تبادل الخبرات المشتركة. وحول تأثر مستوي الكفاءة والاستعداد القتالي لرجال القوات الجوية نتيجة للمهام الغير نمطية التي قامت بها بعد ثورتي '25 يناير، و 30 يونيو' قال: 'ترتب علي قيام ثورة 25 يناير، وثورة 30 يونيو ظهور متطلبات، واحتياجات جديدة لتأمين الدولة داخليا وخارجيا، ولدعم استقرار الحياة اليومية للمواطنين، حيث فرضت الأحداث مهاما إضافية للقوات الجوية اشتملت علي طلعات تأمين الحدود، واحباط الكثير من عمليات التهريب السلاح والمخدرات عبر الحدود علي مختلف الاتجاهات، كما فرض الوضع الأمني الداخلي للدولة قيام القوات الجوية بنقل الأموال والامتحانات، وفيما يختص بتأثر مستوي الكفاءة القتالية فرجال القوات الجوية مدربين ومؤهلين للقيام بتلك المهام مع عدم إغفال الاستعداد لتنفيذ باقي المهام والمحافظة علي الاستعداد القتالي، ففي أثناء تأدية المهام الغير نمطية التي تكلفنا بها لم يتوقف التدريب علي مهام العمليات، والاستمرار في حماية سماء مصر في جميع الأوقات وتحت كل الظروف '.