دوما نمني أنفسنا بأيام الاجازات وأننا سننهي فيه كل ما تأخرنا كل ما ما يحتاج لوقت فراغ وعادة ما تمر الاجازات علينا يوما بعد يوم في لمح البصر وفجأة نجد أيام العمل قد بدأت ثانية دون ان نستمتع بها كما كنا نتمني .وكثيرون من الناس لا يعرفون معني كلمة اجازة ولا يذوقون النوم سوي بضع ساعات وأقصي أمانيهم هي وقت لراحة أبدانهم فهم يعتبرون الاجازة أو التفكير فيها ترف وفراغ في الحياة لمن لديهم الوقت والفراغ. ويغيب عن هؤلاء جميعا الاجازة ليست رفاهية وليست شيئا ثانويا يمكننا التخلي عنه. بل هي فرصة لتجديد النشاط والطاقة واستعادة الهدوء النفسي والطمأنينة التي تساعد الانسان علي قوة التركيزوتقليل الضغوط النفسية.وكذلك فرصة للراحة والاستجمام والتخلص من القلق والعصبية نتيجة ضغوط العمل وأعباء الحياة.هي فرصة لالتقاط الانفاس وتفريغ الشحنات السلبية والتوتر, هي فرصة للاسترخاء والتأمل ومراجعة أسلوب الحياة, هي فرصة لممارسة أشياء محببة الي النفس تبعث في القلب الحيوية والاقبال وحب الحياة, فرصة للاستمتاع بمشاعردافئة نفتقدها وسط زحام ومتطلبات الحياة, فرصة للم الشمل والتواصل مع من نحتاجهم ويحتجوننا لكسر الجمود والتخلص من قسوة الأيام, فرصة لاستعادة الحب والتفاؤل والحنان, فرصة لتعويض ما يضيع منا من استمتاع بجمال وبهجة وروعة الحياة, فرصة لضحكة صافية وكلمة رقيقة وذهن صاف من التشتت والانغماس في المشاكل الروتينية التي تسرق منا الاحساس بعمرنا. ولأن للاجازة كل هذه الأهمية لايمكن أن نجعلها تمر كالأيام العادية بشكل روتيني يفقد الاجازة أحلي ما فيها وهو التخلص من الروتين. ولايجب أن تنتهي الاجازة دون أن نكسب شيئا جديدا يقوي روحنا وأحاسيسنا حتي تظل لها ذكري جميلة فيما سيأتي من أيامنا بحيث تحفز قوانا اذا تعبنا أو أصابنا السأم وتشعل حماسنا اذا تسلل الي قلوبنا الوهن. ولأن للاجازة كل هذه الأهمية نحتاج أن نعد لها قبل أن تبدأ برنامجا أسريا يجمع كل أفراد الأسرة ويسعدهم بحيث يتشارك الجميع أوقات السعادة والدفء الأسري فالحوار والسمر والترفيه وكل ما يحب أفراد البيت الاستمتاع به يذيب الثلج ويكسر العزلة ويقرب المشاعر ويجعل أفراد البيت الواحد يشعرون ببعضهم البعض بعيدا عن برودة المشاغل والمشاكل. كما ان الاجازة فرصة للترابط العائلي في محيط أوسع مع من يمكن التواصل معهم من أفراد العائلة فالأمسيات العائلية تملأ النفس فرحة وبهجة وتقرب الأسر من بعضها وتجعل الأجيال المتلاحقة أكثر تواصلا بحيث لايكون أي اجتماع عائلي عبء ثقيل علي نفوس أفرادها. وكل أسرة تستطيع أن تختار شكل وطريقة الترفيه والفسح الملائم لظروفها المادية حتي لا يقف ذلك حاجزا للاستمتاع بالاجازة فالسعادة لن تأتي باختيار أغلي وأكثر الأماكن تكلفة بل ببساطة وتلقائية ورغبة الجميع في الاستمتاع والاحساس بالسعادة. وبالطبع فان كل انسان يحتاج للحظات يتحرر فيها من قيود المفروض والواجب ويعيش لنفسه, يسترخي, يقرأ كتاب, يشاهد برنامجا يفضله أو حتي يسرح بعيدا بلا كلام, ولا يستطيع أحد أن ينكر علي غيره ذلك من أسرته المهم ألا يسرف في ذلك وأن يكون خلوده للوحده, بعض الوقت دون أن يجور علي حق الآخرين في الاستمتاع بالمشاركة والبهجة والألفة فالانسان لا يستطيع أن يشعر بالسعادة وحده. كل منا يحتاج أن يعبر للآخرين عن نفسه وكذلك عن حبه لهم وأن يستمتع بتعبيرهم عن أنفسهم حتي يفهمهم أكثر ويسعد بحبهم ومشاركتهم له وأهم الآخرين هم شريك الحياة والأبناء والأحفاد. من حقهم أن يشعروا بحنانك وحبك الفياض ومن حقك أن تشعر بحبهم الجياش نحوك فلا تضيع هذه الفرصة للسعادة واستعادة معني وبهجة الحياة.