تراجعت منظمة معاهدة الأمن الجماعي التي تقودها روسيا عن ارسال قوات حفظ سلام الي قرغيزستان لوقف العنف العرقي الذي يجتاح الجنوب. جاء هذا بعد المحادثات التي أجراها مسئولو منظمة معاهدة الامن الجماعي التي تضم جمهوريات سوفيتية سابقة. وأكدت روزا اوتونباييف رئيسة حكومة قرغيزستان المؤقتة امس ان قرغيزستان ستجري استفتاء علي الدستور الجديد في موعده رغم الاضطرابات. من جهته حذر ألمظ بك أتامباييف نائب أوتونباييف من أن العنف في جنوب البلاد قد يمتد إلي العاصمة بشكك ومنطقة أخري بالشمال. وقال أتامباييف ان "الأحداث في أوش كانت مدبرة بحنكة.. وعلينا الآن أن ننتظر نوعا من الأعمال الاستفزازية في منطقة تشوي وبشكك. لكننا متأهبون لهذا جيدا."من ناحية أخري ارتفعت الحصيلة الرسمية لأعمال العنف العرقية التي تجتاح جنوب البلاد الي 170 قتيلا وأكثر من 1700 مصاب، بينما أغلقت أوزبكستان المجاورة حدودها بعدما تدفق إليها عشرات الآلاف من العائلات الفارة من المواجهات. وأكد نائب رئيس الوزراء الاوزبكي عبد الله أريبوف أن أكثر من مائة الف من الاوزبك غالبيتهم من النساء عبروا الي داخل بلاده منذ بدء أعمال العنف في قرغيزستان، قبل ان تغلق السلطات الحدود وتطلب المساعدة الدولية للنازحين. من جهته أكد المبعوث الخاص للأمم المتحدة ميروسلاف جينكا ان الموقف الأمني علي الجانب القرغيزي يجعل متابعة الأعداد أمرا مستحيلا. وبينما أعلنت وزارة الصحة آخر أرقام الضحايا أكد العديد من النازحين الاوزبك ان الحصيلة الحقيقية قد تصل الي ألف قتيل "في أوش وحدها". وشاهد مراسل لوكالة فرانس برس مشاهد مصورة التقطها سكان تظهر عملية دفن لعشرات الجثث في مقبرة جماعية، وقد بدت هذه الجثث مصابة بالرصاص او متفحمة. من جانبه قال "اموربك سوفانالييف" المسئول في وزارة الداخلية في اوش ان الوضع بدأ يستقر لكن ببطء، مضيفاً ان "المشكلة الكبري تبقي في الشائعات الاستفزازية التي تخلق الذعر وتؤجج التوترات بين السكان". والتقت مجموعتان تضمان عشرين شخصا من القرغيز الأوزبك امس في المنطقة الفاصلة عند منطقة الحدود لتبادل "الأسري" وفقا لشهود. من جانبهم اتهم آلاف النازحين الأوزبك القوات القرغيزية بالتورط في "المجازر". وروي كثيرون ان مجموعات مسلحة من القرغيز نفذت المجازر بحقهم مدعومة في ذلك من قبل رجال بالزي العسكري. وروت مارهابو وهي عجوز فرت من المعارك وتقيم في احد المخيمات، ان "علي الطريق باتجاه الحدود، كانت جثث النساء المتفحمة تنتشر في كل مكان، ومصفحات لنقل الجند تطلق النار علينا".