أَعْلنت الرئيسة الانتقالية في قرغيزستان روزا أوتونباييفا أن أعمال العنف العرقية أسفرت عن مقتل حوالي ألفي شخص، في حصيلة تفوق الحصيلة الرسمية بعشرة أضعاف، وذلك إثناء زيارة إلى جنوب البلاد الذي مزقته المواجهات. وخلال زيارتها التقت أوتونباييفا بعضًا من السكان في أوش، ثاني مدن جنوب البلاد والتي تأثرت إلى حد كبير بالاضطرابات التي اندلعت في نهاية الأسبوع الماضي، وقالت أمام مجموعة صغيرة من السكان في الساحة الرئيسية في أوش: "جئت لأتحدث مع الناس وأستمع إلى ما يقولونه عما حدث". وأقرّت أوتونباييفا بأن عدد ضحايا أعمال العنف أكبر بكثير من الحصيلة الرسمية، وهو ما سبق لسكان في المنطقة المدمّرة وأن أكدوه. وأوضحت خلال اجتماع في أوش مع ممثلي المجتمع المدني أن الحصيلة النهائية ستكون "أكبر عدة مرات" من الأرقام الرسمية، قائلة: "الأمر ليس أننا نخفي الحقيقة بل أننا لا نملك الأرقام، الناس دفنوا ويدفنون الجثث" دون إبلاغ السلطات. ولدى عودتها إلى بكشيك، أعلنت أوتونباييفا للإذاعة الوطنية أن "العسكريين الروس سيحمون بعض المنشآت الاستراتيجية في قرغيزستان، تم اتخاذ هذا القرار لضمان أمن تلك المنشآت". وأكدت وزارة الدفاع الروسية أنها تلقت طلبًا من السلطات القرغيزية في هذا الصدد لكن القرار لم يتخذ بعد. ويأتي هذا فيما قال مصدر في وزارة الدفاع الروسية: إن موسكو تبحث موضوع إرسال قوات إلى قرغيزستان لتأمين المواقع الحيوية هناك، بناء على طلب من الحكومة المؤقتة، بعد تفجر أعمال العنف العرقي بجنوب البلاد. ونقلت وكالة إيتار تاس عن المصدر قوله إن الخطوة تأتي بعد طلب السلطات القرغيزية نشر أفراد من الجيش الروسي، مشيرًا إلى أن السلطات تدرس الطلب ولم تتخذ فيه قرارًا نهائيًّا. من جهتها أشارت منظمة الصحة العالمية إلى أن أعمال العنف في الأيام الأخيرة "أثرت بشكل مباشر أو غير مباشر" على نحو مليون شخص في قرغيزستان. وأوضح جوزيبي أنونزياتا منسّق برنامج المساعدات العاجلة التابع لمنظمة الصحة العالمية أن هذه الأرقام -300 ألف لاجئ و700 ألف نازح داخلي -هي "أسوأ سيناريو". ولمواجهة هذه الكارثة الإنسانية وجهت الأممالمتحدة الجمعة نداء عاجلا إلى الدول المانحة لجمع مبلغ 71 مليون دولار من أجل إرسال مساعدات إنسانية إلى قرغيزستان، كما أعلن الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون. وأوضح بان خلال مؤتمر صحفي أن هذا النداء الذي يرمي خصوصًا إلى تلبية الحاجات الغذائية الملحة في قرغيزستان والناجمة عن أعمال العنف، وجهه مكتب تنسيق المساعدة الإنسانية في الأممالمتحدة، على أن يتمّ مطلع الأسبوع المقبل توجيه نداء آخر لجمع أموال تخصص للاجئين في أوزبكستان المجاورة. في الأثناء طالب كل من مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة والولايات المتحدة حكومة قرغيزستان بإجراء تحقيق دولي شامل وشفاف في أعمال العنف العرقي هذه. وجاء في القرار الذي أصدره المجلس بالإجماع أنه "يدعو حكومة جمهورية قرغيزستان إلى أن تجري تحقيقًا شاملًا وشفافًا يحمل الجناة مسئولية الخسائر في الأرواح التي نتجت عن أحداث 7 أبريل 2010 وأعمال العنف العرقية الأخيرة". كما طالب مساعد وزيرة الخارجية الأمريكية روبرت بليك بإجراء تحقيق دولي في العنف العرقي الذي جرى بين القرغيز والأوزبك جنوب البلاد. جاء ذلك أثناء زيارة قام بها الدبلوماسي الأمركي لمخيمات اللاجئين الأوزبك الفارين من أعمال العنف على الحدود بين قرغيزستان وأوزبكستان.