مما لا شك فيه أن وصول أوباما للبيت الأبيض فتح شهية الشعوب في العالم للديمقراطية ومنذ تنصيبه رئيسا في 02 يناير 9002 وفي خطاب التنصيب حدد فيه قيما يعتمد عليها في سياساته الجديدة للتغيير تدور حول الديمقراطية لتحقيق الحرية وحقوق الانسان بآليات القوة الناعمة ومنذ ذلك الحين بدأ حراك اجتماعي وسياسي في العالم. وبعد التنصيب بأربعة شهور جاء للقاهرة ليخاطب العالم الاسلامي فهل أحدث حراكا بقوته الناعمة التي قدم لها بآية قرآنية هي (وجعلناكم شعوباً وقبائل لتعارفوا) وقصد منها الدعوة للحوار والتفاوض والتعاون رغم الاختلاف والتنوع في البشر أم كما رأي قلة من المعلقين العرب أنه جاء لزيارة الأهرامات ومعالم القاهرة الاسلامية. ويري البعض ان الدول الإسلامية التي خاطبها حدث فيها حراك سياسي واجتماعي لذلك لابد من تقييم الأوضاع السياسية ودراستها حتي يمكن تقويم وتصويب مسار السياسات لإعادة التخطيط في ضوء المستجدات وهذا ما يدفعنا لإعادة النظر في دراسة وتدقيق وتحليل خطاب أوباما من جامعة القاهرة العام الماضي ودراسة موضوعاته الستة وهي القضايا التي تشغل السياسة العالمية وهي اهتمامات السياسة الأمريكية وفي إطار المصالح المشتركة والتي تدور حول الديمقراطية والحريات والموضوعات هي: العنف والتشدد، الأسلحة النووية، الحريات الدينية، قضية فلسطين، الديمقراطية، وحقوق المرأة والإنسان. وما حدث في العالم الإسلامي من حراك يوضح لنا أن خطابه أثر في الحراك السياسي وأطلق رسالة إضافية بقوله (التعليم والابتكار سيكونان عملة القرن الحادي والعشرين) ثم أضاف (عامل الناس الآخرين كما تريد ان يعاملوك) ثم ختم الرسائل بأن (الاختيار للطريق السليم وليس للطريق الأسهل) مع كتابة هذه السطور تأتي أمامي صور الدول الإسلامية أفغانستان - إيران - العراق - الكويت - اليمن - مصر - الأردن - إلخ.... وأترك للقارئ ملاحظة الحراك السياسي بنفسه. وعموما هناك أربعة آراء قللت من شأنه وهي آراء خاصة ليست نتيجة دراسات ولا تحليل علمي لكتاب صحفيين ذوي خبرة في الصحافة السياسية وبعضهم من دارسي العلوم السياسة، هناك رأي أطلق قبل حضور أوباما للقاهرة قال إن القرار الأخير للمؤسسات السياسية بأمريكا وليست لأي رئيس ورأي آخر قال لقد جاء ليعلمنا الدين ونحن نعرفه أحسن منه ورأي آخر قال انه جاء ليجمل وجه أمريكا بينما أعتقد انه جاء ليجمل وجه العالم الاسلامي ورأي رابع من الأخوة الفلسطينيين يحملون أوباما حل المشكلات العربية وينتظرون منه قرارا لإنهاء الاحتلال وأنه لم يأت بجديد وأحب ان أوضح للأخوة الفلسطينيين ان الخطاب السياسي غير القرار السياسي فالرؤية السياسية أو السياسة هي مبادئ ومفاهيم وقواعد تكون الإطار الممكن والمتفق عليه للسير في حدوده ويري دالتون (أن السياسة هي المرشد لجميع التصرفات وقدرات العاملين في المنظمة) أما القرار فيمر بمراحل لصناعته قبل اتخاذه. وتكملة لتحليل الخطاب يجب تحليل المناخ في الدول الموجه لها الخطاب وهذا يحتاج لعلماء التربية والاجتماع لدراسة الأنثروبولوجيا الاجتماعية في هذه المجتمعات ووضع توقعات لتأثر المجتمعات وحراكها وسلوكها. عموما من الواضح ان الخطاب موجه لشعوب أغلبها متعطش للديمقراطية والحرية والتغيير وتكافؤ الفرص وبعضها يعاني من ديكورات الديمقراطية والتعيينات الانتخابية والحكام الأبديين غير المؤهلين وضياع أبسط حقوق الإنسان وزيادة الضغوط الاجتماعية والنفسية التي أدت الي ضياع منظومة القيم والانحدار الثقافي إضافة الي الأحكام العرفية والاعتقالات. ونترك السنوات القادمة لتجيب علي رسائل أوباما ونترك للقراء من الدارسين والمثقفين دراسة الحراك في كل دولة علي حدة.. وعموما منذ عام تساءلت: هل نحن مستعدون لرسائل أوباما الثقافية؟. وهذا العام أتساءل أي الآراء والتحليلات كانت علي حق؟.. هل بعض الحكام مازالوا علي مقاعد المتفرجين أم شاركوا في الحراك؟.. هل لرسائل أوباما آثار علي الرأي العام وعلي الحراك السياسي والاجتماعي أم أنها مجرد زيارة للآثار؟