قبل 73 عاما اتخذ القائمون علي وزارة التربية والتعليم (وزارة المعارف العمومية) قرارا تاريخيا بإنشاء متحف التعليم ومكتبة الوثائق.. وكان المعرض العام الذي اقيم في شهر مارس من عام 1937 بسراي الجمعية الزراعية بالجزيرة من خلال احتفالية كبري بمناسبه مرور مائة عام علي انشاء اول وزارة للتعليم عام 1837 والتي كانت تسمي ديوان المدارس هو النواة الاولي لهذا المتحف .. وبعد انتهاء فترة المعرض وجد المسئولون انه من الأنسب عدم التفريط في معروضاته والجهد الكبير الذي بذل في إقامته فتقرر تحويله الي متحف دائم في مقر الوزارة بالجزيرة في شهر مايو من نفس العام الي أن وصل الي وضعه الحالي في يوليو عام 1985 بعد أن صدر قرار وزاري بفصله واعتباره مع مكتبه الوثائق ادارة عامة واحدة مستقلة بديوان عام الوزارة . ويشتمل متحف التعليم علي الكثير من المقتنيات النادرة والتي تعبر عن جميع مراحل وعقود التعليم في مصر ويتكون من عدد من الاقسام تتضمن" قسم وزراء التربية والتعليم" الذي يحتوي علي صور فوتوغرافية ل 80 وزيراً للتربية والتعليم بدءا من اللواء مصطفي مختار الذي كان أول رئيس لديوان المدارس (وزارة التربية والتعليم) سنة 1837 وانتهاء ب د. أخمد زكي بدر الوزير الحالي .. كما يحتوي هذا القسم علي مجموعة كبيرة وقيمة من الهدايا التذكارية التي وصلت لبعض وزراء التربية والتعليم من جهات محلية وعربية وأجنبية في مناسبات مختلفة. بالإضافة "قسم التعليم عند قدماء المصريين "والذي يضم نماذج للوحة نارمر وحجر رشيد ، وتحوت إله العلم والمعرفة عند الفراعنة المتمثل في هيئة قرد، ونماذج لبعض الكتابات باللغة المصرية القديمة ولوحات تمثل التعليم عند قدماء المصريين ، وتماثيل مصنوعة من الجص ل( تي عنخ رع) كبير الأطباء ، ولوحة لمعلم يقوم بتصحيح كراسة تلميذ في إحدي المدارس ، وتمثال للكاتب المصري القديم في جلسته المعتادة ، كما يحتوي هذا القسم علي نموذج مجسم ( ديوراما ) لجامعة أون (عين شمس) أول جامعة في التاريخ . أما "قسم التعليم عند العرب" فضم لوحة لأشهر الأسواق الأدبية في العالم الذي يعود للعصر الجاهلي وهو سوق عكاظ، ونموذج طبق الإصل لخريطة العالم كما رسمها الجغرافي العربي الشريف الإدريسي بالحجم الطبيعي وهي أول خريطة تم رسمها للعالم في التاريخ .. وكذلك"قسم التعليم في القرن التاسع عشر" الذي يضم لوحات لبعض أعضاء البعثات المصرية إلي أوربا.. أما أهم المقتنيات في "قسم التعليم العام " فهي لوحة توضح فن التشريح وكلية الطب في عهد محمد علي باشا وبعض الوثائق التي توضح تطور الكتاب المدرسي وبعض التقارير والمنشورات والوثائق التربوية ،..أما مكتبة الوثائق فتضم مايقرب من 22ألف مرجع ووثيقة هامة توضح تطور التعليم في المائة عام الماضية . "شهادة عبدالناصر" ومن أهم الوثائق التي التي يتوقف أمامها الكثير من زوار المتحف ويصيبهم الذهول هي شهادة الدراسة الثانوية"1936 " للزعيم الراحل جمال عبدالناصر" بسبب درجاته الضعيفة في معظم المواد.. حيث تبين الشهادة حصوله علي 22 درجة من 40 في اللغة العربية و16 من 40 في اللغة الانجليزية و8.5 من 20 في الترجمة و11.5 من 30 في اللغة الاوروبية الثانية.. و9 من 20 في الرياضة وفي العلوم 8.5 من 02 و21.5 من 40 في التاريخ و21من 40 في الجغرافيا والجيولوجيا و11 من 20 في مبادئ المنطق وعلم النفس.. و9.5 من 20 في الرسم.. أما الأمر المثير للدهشة والعجب أن الزعيم الراحل الذي تميز بالخطابة وبالخطابات الإرتجالية التي كانت تثير الحماس في الجماهير حصل علي "مقبول " في الامتحان الشفوي وجاء ترتيبه 889 علي دفعته في الثانوية. ومن الوثائق المهمة التي تلفت انتباه الزوار كراسات مادة الجبر الأصلية للعالم ( علي مصطفي مشرفة ) عندما كان طالبا بالصف الرابع الثانوي بمدرسة السعيدية وحصل فيها علي كل الدرجات النهائية.. ونسخة من كتاب الميكانيكا العلمية والنظرية الذي ألفه العالم الكبير. ومن جانبه يؤكد سعيد شومان مدير عام المتحف أنه من المقرر أن يقوم د.احمد زكي بدر وزير التربية والتعليم بإعادة افتتاح المتحف بعد انتهاء موسم الامتحانات.. وذلك بعد الانتهاء من أعمال التطوير التي تشمل تحويله الي النظام الاكتروني واستخدام نظام صوتي وضوئي ومرئي جديد.. وأوضح ان المتحف مستعد لاستقبال رحلات التلاميذ من مختلف المدارس علي مستوي الجمهورية وأي شخص يرغب في زيارة المتحف دون أي مقابل .