الانقسام الفلسطيني الفلسطيني يعرقل مسيرة السلام .. باتت هذه الجملة مثل »الاكلاشيه« يرددها علي مسامعنا كافة القادة والزعماء في جميع أنحاء العالم في تصريحاتهم .. ولعل آخرهم كان رئيس الوزراء الإيطالي سيلفيو بيرلسكوني خلال زيارة الرئيس حسني مبارك مؤخرا لروما .. اما المسئولون الفلسطينيون فقد صموا آذانهم وأغلقوا قلوبهم وعقولهم متمسكين بخلافاتهم .. تاركين بذلك الفرصة سانحة أمام العدو الصهيوني أن يجد الحجج مقدمة علي طبق من ذهب .. ولايختلف أحد علي أن استمرار أي شكل من أشكال الإنقسام في الصفوف الفلسطينية يلحق ضررا بالغا بقضية شعب تآمرت عليه الصهيونية العالمية ومن لف لفها ردحا طويلا من الزمن ويعوقه عن استعادة حقوقه المغتصبة . فإن هناك أهدافا سامية لا يجوز ألا نعطيها الأولوية المطلقة .. تتمثل في دحر الاحتلال عن جميع الأراضي العربية المحتلة وإقامة الدولة الفلسطينية كاملة السيادة وعاصمتها القدس الشريف .. وتنفيذ القرارات الدولية بشأن القضية الفلسطينية بما فيها حق الفلسطينيين في العودة إلي ديارهم وتعويضهم عن المآسي التي تعرضوا لها . إن عدم إستجابة المسئولين في رام اللهوغزة حتي الآن للمناشدات الفلسطينية والعربية والإسلامية والدولية المتواصلة لرأب الصدع بين حركتي فتح وحماس أمر مزعج للغاية ومحير خاصة للشعب الفلسطيني المضحي الذي لم يتأخر يوما عن النضال من أجل تحرير وطنه من أعتي استعمار استيطاني غاشم لم يعرف له التاريخ الحديث مثيلا . لعل هذه هي المناشدة المليون للعقلاء من الطرفين بأن يتساموا فوق الجراح وأن يرتفعوا إلي المسئولية التاريخية التي تقتضي توحيد جميع الصفوف لمواجهة عدو شرس اغتنم فرصة الخلافات للمضي قدما في تهويده لمدينتنا المقدسة وهدم منازل ألكثيرين من أهلها وتشريدهم وبناء المستوطنات في أراضيهم واحكام حصار رهيب علي قطاع غزة. لم يعد هناك مفر من وضع الأمور في نصابها الصحيح والأخذ بعين الاعتبار أن العودة عن الخطأ فضيلة وأن الشعب الفلسطيني لن يسامح من يواصل وضع العربة أمام الحصان في وقت تمر فيه القضية الفلسطينية في أدق مراحلها . الفرصة مازالت سانحة أمام الفصائل لإعادة الوحدة الوطنية الفلسطينية إلي بهائها بتضامن شعبي علي أعلي واشمل مستوي حتي يتمكن الشعب الفلسطيني من تحرير وطنه وتحقيق ثوابته. الكل يناشد المسئولين في منظمة التحرير وكل الفصائل الفلسطينية توحيد الجهود والعمل علي تحرير الوطن أولا من خلال برنامج موحد تستخدم فيه جميع الإمكانات والوسائل دون فرض رأي علي آخر وتأجيل أية خلافات إلي حين .. وساعتها لكل حادث حديث . الناس يرون أنه قد بلغ السيل الزبي .. وأن الأوضاع لم تعد تحتمل أية مناكفات واختلافات وعدم اتفاق علي ما تشكلت الحركات الوطنية الفلسطينية كلها أساسا من أجله . ويرون كيف يتناوب الإسرائيليون .. رغم أنهم معتدون وعنصريون وإرهابيون ومحتلون لديار غيرهم .. القيام بأعمال إجرامية تجاوزت كل الحدود بشكل ديمقراطي يضحكون فيه علي العالم ويتظاهرون بأنهم يضمون في صفوفهم اليسار واليمين والوسط بينما هم جميعا في الحقيقة عنصريون قتلة متوحشون لا يفهمون إلا لغة القوة والبطش والدماء . نتمني علي جميع المسئولين الفلسطينيين أن يتخذوا علي الفور قرارا شجاعا بإعادة اللحمة إلي كافة فئات الشعب المناضل والعمل علي وضع الحصان أمام العربة وليس العكس .. وذلك بالحرص كل الحرص علي تركيز كافة الجهود من أجل دحر الإحتلال الكريه أولا .. ومن ثم تلبية التطلعات الأخري للشعب الفلسطيني.