عاطف النمر يفتتح صباح غد باب الترشح لرئاسة الجمهورية، كل من كان مرشحا محتملا سوف يتحول إلي مرشح رسمي للرئاسة طالما تنطبق عليه الشروط التي تنص علي ألا يقل عمره عن 40 عاما، وان يكون من ابوين مصريين، وغير حاصل علي جنسية اخري غير الجنسية المصرية، واخيرا ألا يكون متزوجا من أجنبية، وقد اثار هذا الشرط الكثير من الجدل، لأنه لو كان عميد الادب العربي طه حسين علي قيد الحياة لعجز عن الترشح لزواجه من فرنسية، ويري البعض ان هذا الشرط يطعن في وطنية المرشح لمجرد انه احب اجنبية فتزوجها !! التعديلات التي اجريت فتحت الباب امام المستقلين بشرط الحصول علي 30 ألف توقيع من المواطنين في 12 محافظة، أو الحصول علي موافقة 30 عضوا من مجلسي الشعب والشوري، واجازت لكل حزب سياسي له تمثيل برلماني (حتي لو بمقعد) في مجلس الشعب أو الشوري ترشيح أحد أعضائه للرئاسة بغض النظر عن موقعه داخل الحزب، بغض النظر عن التشابه والتطابق فيما يطرحه اغلب المرشحين من رؤي ووعود عبر الفضائيات، بعضها مزعج ومقلق ويعبر عن ضيق أفق، وبعضها وردي وحالم أكثر من اللازم، اود ان اقدم القصة الواقعية التالية التي تكشف عن عمق التواضع الناتج من تربية ديموقراطية نتمني ان تتوفر في رئيس مصر القادم . عندما كان أبو بكر أبو الكلام رئيساً للهند قام بزيارة دولة خليجية ، كان ضمن برنامجه القاء كلمة أمام اساتذة وطلاب إحدي الجامعات، أثناء وقوفه أمام المنصة، قال للحضور الغفير " اسمحوا لي بدقيقة أصافح فيها صديقا لم أره منذ فترة ، وقد رأيته الآن بينكم "، نزل الرئيس من المنصة متجها إلي باب القاعة نحو حارس الأمن الهندي، احتضنه وسلم عليه وتبادل معه بعض الكلمات ، ثم عاد إلي المنصة وألقي كلمته، غادر موكب الرئيس الجامعة وهرع المسئولون بها إلي ذلك الحارس يسألونه عن علاقته بالرئيس، فقال " الرئيس رجل متواضع ومحترم ، لم يقل لكم طبيعة عملي معه ، فأنا لست سوي السائق الذي عمل عنده قبل أن يصبح رئيساً "!! الرئيس ابو بكر، أبوالقنبلة النووية الهندية، صانع مجد الهند الحديثة، هو الرجل الذي وضع الهند علي طريق الطاقة النووية، سمي " الرجل الصاروخ "، لأنه الأب الروحي لبرنامج الهند الصاروخي ، حقق شعبية جارفة بين الهنود بمختلف أديانهم وأعراقهم لأنه احترم كافة طوائف شعبه، فلقبه الهنود برئيس الشعب . انشغل الرئيس ابو بكر ابو الكلام بكيفية نقل الهند بالعلم لمصاف الدول المتقدمة تكنولوجيا ونوويا، لم ينشغل بسطحية اطلاق اللحية والشارب، أو منع الاختلاط في الجامعات والاماكن العامة، لم يغرق نفسه في التفاهات الظاهرية لأنه تربي علميا فحصل علي الدكتوراه في الهندسة التكنولوجية ، ونال 30 شهادة دكتوراه فخرية من أرقي جامعات العالم تقديرا لجهوده ومكانته العلمية ، وحصل علي عدد من الاوسمة والنياشين، استحق رئاسة الهند من 2002 حتي 2007، كانت اهم خمس سنوات في حياة الهند علميا وتكنولوجيا واقتصاديا،. من اهم كلمات الرئيس العظيم التي استفز بها ملكات شعبه للنهوض بالعلم : " يا اخوتي.. ما لم نكن أحراراً فلن يحترمنا أحد "، اود ان تدوي هذه العبارة في أذن من دهسوا كرامة مصر، اود ان تكون انجازات هذا الرئيس نبراسا لكل مرشح للرئاسة المصرية، إن توفرت فيه ربع ما توفر في هذا الرئيس فأهلا به، ان لم يكن علي قدر المسئولية ولا يملك النهوض بمصر تكنولوجيا وعلميا، فلينسحب من تلقاء نفسه قبل ان تطارده عبارات اللعنة والسخرية!