محمد الغىطى أذاع راديو "سوا" التابع للمخابرات المركزية الامريكية السي أي إيه تقريراً حول "الوفد العسكري" المصري الذي كان يزور واشنطن لبحث عدة ملفات منها ملف المعونة الامريكية وملف إحالة 44 مصرياً وأجنبياً متهمين في قضية التمويل الاجنبي وستتم محاكمتهم ومنهم 19 امريكياً منعوا من السفر قيد التحقيق وبينهم ابن وزير النقل الامريكي . والملف الثاني حسبما ذكر الراديو الامريكي الموجه للمنطقة العربية يحظي باهتمام واسع من الامريكيين ووسائل الاعلام هناك لدرجة النيويورك تايمز خصصت صفحاتها الرئيسية لمناقشة الموضوع ونشرت مانشت يقول أن مصر تتحدي الولاياتالمتحدة بمحاكمتها النشطاء السياسين وان التهديد بقطع المعونة لم يلق صدي لدي المجلس العسكري وان إدارة أوباما في موقف حرج لانه لأول مرة بعد 30 عاماً من حكم مبارك يحدث هذا الموقف الرافض لأمريكا وان مبارك كان طفلاً مدللاً يسمع الكلام ويرتعش أمام ايه إشارة بالتهديد من الإدارة الامريكية ، هذا الكلام يشفي غليلي وغليل كل مصري يشعر بذرة كرامة وهو يصب بلا شك في مصلحة المجلس العسكري الذي لا أعلم كيف صمت اعضاؤه أو اعضاء وفده المسافر تجاه الرد الامريكي المتعجرف ، وأعتقد انه في ظل الهجوم المتصاعد من ثوار ميدان التحرير حول "حكم العسكر" كان لابد من استثمار هذا الموقف الوطني خصوصاً وإن المصريين شعروا طوال ثلاثة عقود بالمرارة والذل والقهر من سياسة مبارك الراكعة و المنبطحة أمام الإدارة الامريكية الصهيونية ومبارك هو التلميذ النجيب للسادات فيما يتعلق بالرضوخ التام وقولته الشهيرة قبل مفاوضات الكيلو 101 بعد حرب اكتوبر ان 99٪ من أوراق اللعبة في يد أمريكا وصديقي كينسجر قال لي افعل كذا وكذا ثم عبارات مبارك الشهيرة حول التنسيق الكامل مع الامريكان ثم قولته الشهيرة "أنا ما اقدرش اعادي الأمريكان لأني ما اقدرش احط ايدي في بق الأسد" وكان يقصد اسرائيل ، كل هذا التاريخ الأسود من إهدار كرامة المصريين وإذلالهم بأسم المعونة التي كانت تذهب معظمها لجيوب أفراد معروفين بالأسم يجعلنا نقف اليوم لنقود لادارة أوباما نحن لسنا في حاجة لمعونتك المعجونة بالذل و المهانة . والطريف أن السيدة الشمطاء كونداليزا رايس الأولي كانت تردد ان المصريين لن يستطيعوا العيش بدون معونة و اليوم تعلن سوزان رايس الثانية مندوبة أمريكا في الأممالمتحدة تهديداً واضحاً لمصر بأن هناك اجراءات متصاعدة اذا لم يفرج عن ال 19 أمريكي و بشرتنا انه بعد قطع المعونة هناك عواقب وخيمة اخري لم تذكر تفاصيلها ، أنا شخصياً ليس لدي رد عليها إلا كلمة شعبية مصرية إسمها "طز" ولذلك لابد لبرلمان الاغلبية الاخوانية أن يعلن موقفاً صريحاً ووطنياً من هذا التجاوز الأمريكي المستفز وإلا سيكون هناك "ديل" ما حدث في مقر الاخوان بالمقطم نشتم منه تواطئاً علي الكرامة الوطنية لن يسكت عليه المصريون الذين طالما شعروا بالإهانة المزرية في عهد المخلوع الذي لو حوكم فقط علي هذا الملف الأسود لوجبت محاكمته علي أفظع جريمة وهي إذلال المصريين باسم المعونة الامريكية التي وضعها افراد حاشيته في جيوبهم وحساباتهم السرية . ابحثوا عن افراد جمعية الصداقة المصرية الامريكية وشلة جمال وابراهيم كامل وشفيق جبر ستعرفون اين ذهبت فلوس المعونة التي أذلت اعناق أكثر من 80 مليون مصري . نحن عشنا الذل والقهر وهم ركبوا الطيارات الخاصة وامتلكوا القصور في كل عواصم الدنيا علي حساب مواجعنا وحسرتنا وقهرنا وحسبنا الله ونعم الوكيل .