لقد حبا الله مصر بخصائص وامكانيات فريدة في طبيعتها الجغرافية والأقليمية والبشرية والظروف التي تحيط بها من بحار وصحراء مليئة بالخير اضافة إلي شريان حيوي للمياه يتمثل في نهر النيل الخالد مع منطقة خصبة في الدلتا ومناطق جبلية تحتوي علي موارد طبيعية متنوعة. ومع ذلك لاتستخدم مصر من مساحتها الشاسعة الا مايقرب من 5٪ فقط من اجمالي مساحتها الكلية التي تتجاوز مليون كيلو متر مربع بقليل وكثيرا مانسمع عن مشروعات ضخمة هنا وهناك والحقيقة تخالف ذلك وقد آن الأوان بعد ثورة 52 يناير المجيدة بسواعد ابنائها الأوفياء ان نضع مخططا استرتيجيا ضخما للتنمية الشاملة خلال الربع قرن القادم من 3102 حتي 7302م معتمدا علي الاستفادة الكاملة من محاور التنمية الشاملة التي تتركز في 3 محاور رئيسية اطلق عليها 3 محيطات وهي المحيط الاجتماعي والمحيط الحيوي والمحيط الصناعي واتوقع ان يتم تشكيل لجنة أو جهاز خاص يتفرغ في وضع التخطيط الاستراتيجي العام مقسما إلي خطط خمسية متتالية وهذا يتطلب عاما كاملا وليكن عام 2102 مع الاستفادة من علمائنا الافاضل من جميع التخصصات وفي دراسات متعددة حتي تكون الرؤية شاملة وكاملة لكل عناصرها المختلفة.. فإذا نظرنا إلي العنصر الأول وهو المحيط الاجتماعي الذي يهتم بالموارد البشرية التي تعتبر حجر الزاوية والاساس في عملية التنمية بأنواعها حيث إن تنمية الموارد والثروات الطبيعية تتوقف علي العنصر البشري.. لذلك لابد من الاستغلال الأمثل للموارد البشرية والتي يلزم اعدادها الاعداد الجيد المناسب لتحقيق وتنفيذ متطلبات المحيط الحيوي والصناعي وهذا الاعداد يشمل عدة اركان رئيسية منها الحصر الجيد للقوي السكانية وتوزيعها الجغرافي بين الحضر والريف ومتطلباتها الملحّة من تعليم واسكان ورعاية صحية واجتماعية وثقافية ومهنية وحجم العمالة اللازمة بتخصصاتها المختلفة التي يحتاجها سوق العمل واعدادها العلمي والمهني والثقافي أولا بأول.. أما العنصر الثاني وهو المحيط الحيوي الذي يشمل الموارد الأولية والطبيعية التي تحتويها الدولة من مقومات زراعية وتعدينية وبترولية وثروة سمكية بالاضافة الي المقومات السياحية المتنوعة فقد حبا الله مصر بموارد عديدة لاحصر لها ويمكننا استغلالها الاستغلال الأمثل في مشروعات تنموية كبري مثل تنمية سيناء وتنمية الصحراء الغربية ومشروع محور التنمية غرب النيل ومشروع توشكي.. الخ وبذلك يمكن الانتقال الي العنصر الثالث وهو المحيط الصناعي الذي تكتمل المنظومة به حيث يشمل تحويل المحيط الحيوي بما يشمله من موارد أولية وموارد طبيعية الي موارد مصنعة سواء كانت صناعات ثقيلة او متوسطة أو خفيفة وهنا يلزم الاستفادة من التكنولوجيات الحديثة وايفاد البعثات العلمية واحداث طفرة كبيرة في المجال الصناعي لما تتميز به مصر من قدرات بشرية وايدي عاملة يمكن اعدادها وتدريبها التدريب الفني المتميز في جميع المجالات بالاضافة الي منظومة تعليمية متطورة وحقيقية يمكن تنفيذها علي مراحل بحيث تمّد الصناعة والزراعة وقطاع الخدمات بأكفأ المؤهلين علميا.