طلعت فهمي: حكام العرب يحاولون تكرار نكبة فلسطين و"الطوفان" حطم أحلامهم    وزير النقل يكشف موعد افتتاح محطة قطارات الصعيد الجديدة- فيديو    تعرف على أسباب نقص معاش الضمان الاجتماعي 1445    د.حماد عبدالله يكتب: تراكم التجارب "رصيد للأمة المصرية "    فصائل عراقية تعلن استهداف موقع إسرائيلي في إيلات باستخدام الطيران المسير    الرئيس السيسى يصل البحرين ويلتقى الملك حمد بن عيسى ويعقد لقاءات غدًا    عماد الدين حسين ل«الشاهد»: إسرائيل تستغل أحداث 7 أكتوبر لتنفيذ مخططات الصهيونية    غارات إسرائيلية انتقامية تستهدف حزب الله شرقي لبنان (فيديو)    بقيادة الملك الغاضب أليجري.. يوفنتوس يتوج بلقب كأس إيطاليا على حساب أتالانتا    تين هاج: لا نفكر في نهائي كأس الاتحاد ضد مانشستر سيتي    رئيس الترجي يستقبل بعثة الأهلي في مطار قرطاج    أبرزها إنبي أمام فيوتشر، حكام مباريات اليوم في الدوري المصري    وزير الرياضة يطلب هذا الأمر من الجماهير بعد قرار العودة للمباريات    4 سيارات لإخماد النيران.. حريق هائل يلتهم عدة محال داخل عقار في الدقهلية    دفنه في حظيرة المواشي.. مقتل طالب إعدادي على يد صديقه لسرقة هاتفه المحمول في الإسماعيلية    حظك اليوم برج العذراء الخميس 16-5-2024 مهنيا وعاطفيا    ماذا قال نجل الوزير السابق هشام عرفات في نعي والده؟    طريقة عمل الدجاج المشوي بالفرن "زي المطاعم"    منها البتر والفشل الكلوي، 4 مضاعفات خطرة بسبب إهمال علاج مرض السكر    «فوزي» يناشد أطباء الإسكندرية: عند الاستدعاء للنيابة يجب أن تكون بحضور محامي النقابة    سعر الفراخ البيضاء وكرتونة البيض بالأسواق فى ختام الأسبوع الخميس 16 مايو 2024    كم متبقي على عيد الأضحى 2024؟    مباشر الآن.. جدول امتحانات الثانوية العامة 2024 thanwya في محافظة القليوبية    «البحوث الفلكية» يعلن عن حدوث ظاهرة تُرى في مصر 2024    تأجيل أولى جلسات مُحاكمة المتهمين في حريق ستديو الأهرام ل 26 يونيو    الصحة الفلسطينية: شهيد ومصابان برصاص قوات الاحتلال في مدينة طولكرم بالضفة الغربية    أسما إبراهيم تعلن حصولها على الإقامة الذهبية من دولة الإمارات    قمة البحرين: وزير الخارجية البحرينى يبحث مع مبعوث الرئيس الروسى التعاون وجهود وقف إطلاق النار بغزة    عاجل - الاحنلال يداهم عددا من محلات الصرافة بمختلف المدن والبلدات في الضفة الغربية    الدوري الفرنسي.. فوز صعب لباريس سان جيرمان.. وسقوط مارسيليا    أحذر تناول البطيخ بسبب تلك العلامة تسبب الوفاة    شريف عبد المنعم: مواجهة الترجي تحتاج لتركيز كبير.. والأهلي يعرف كيفية التحضير للنهائيات    بداية الموجه الحارة .. الأرصاد تعلن حالة الطقس اليوم الخميس 16 مايو 2024    «الخامس عشر».. يوفنتوس يحرز لقب كأس إيطاليا على حساب أتالانتا (فيديو)    وزير النقل يكشف مفاجأة بشأن القطار الكهربائي السريع    قصور الثقافة تطلق عددا من الأنشطة الصيفية لأطفال الغربية    مشهد مسرب من الحلقات الجديدة لمسلسل البيت بيتي 2 (فيديو)    ماجدة خير الله : منى زكي وضعت نفسها في تحدي لتقديم شخصية أم كلثوم ومش هتنجح (فيديو)    تعرف على رسوم تجديد الإقامة في السعودية 2024    رئيس تعليم الكبار يشارك لقاء "كونفينتيا 7 إطار مراكش" بجامعة المنصورة    هولندا تختار الأقصر لفعاليات احتفالات عيد ملكها    سعر الذهب اليوم في السعودية وعيار 21 الآن الخميس 16 مايو 2024    حسن شاكوش يقترب من المليون بمهرجان "عن جيلو"    كريم عفيفي يتعاقد على بطولة مسلسل جديد بعنوان على الكنبة    فرقة فاقوس تعرض "إيكادولي" على مسرح قصر ثقافة الزقازيق    وزير التعليم العالي ينعى الدكتور هشام عرفات    ننشر فعاليات الاجتماع التشاوري بين الحكومة السودانية والحركة الشعبية لتحرير السودان - شمال    عصام صاصا التريند الثالث على اليوتيوب    تعرف على أسعار الحديد والأسمنت في سوق مواد البناء اليوم الخميس 16 مايو 2024    انطلاق معسكر أبو بكر الصديق التثقيفي بالإسكندرية للأئمة والواعظات    جامعة كفر الشيخ تطلق قافلة طبية وبيطرية بقرى مطوبس    أمين الفتوى يكشف عن طريقة تجد بها ساعة الاستجابة يوم الجمعة    هل الحج بالتقسيط حلال؟.. «دار الإفتاء» توضح    أمين الفتوى يحسم الجدل حول سفر المرأة للحج بدون محرم    محافظ مطروح: ندعم جهود نقابة الأطباء لتطوير منظومة الصحة    «تضامن النواب» توافق على موازنة مديريات التضامن الاجتماعي وتصدر 7 توصيات    ب عروض مسرحية وأغاني بلغة الإشارة.. افتتاح مركز خدمات ذوي الإعاقة بجامعة جنوب الوادي    حكم وشروط الأضحية.. الإفتاء توضح: لا بد أن تبلغ سن الذبح    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الخبير السياسي بمركز دراسات الشرق الأوسط د. طارق فهمي في حديث ل »الأخبار«:
استمرار الثورة مرهون ببقاء الشباب في الواجهة
نشر في الأخبار يوم 13 - 12 - 2011


د. طارق فهمى أثناء حواره مع محررة » الأخبار «
مصر تحتاج إلي توافق مجتمعي حتي لو فاز الإسلاميون
منصب الرئاسة مازال يبحث عن مواصفات غير تقليدية
ان خلصت نوايا ابناء الوطن وتوافقوا علي الهدف القومي وعملنا بطريقة المشاركة لا المغالبة الذي ترفعه بعض التيارات سيكون مستقبل الوطن زاهرا خاصة اننا جميعا في قارب واحد. هذا ما قاله د. طارق فهمي استاذ السياسة العامة والخبير في الشئون السياسية بالمركز القومي لدراسات الشرق الاوسط وعضو شبكة مراكز الابحاث الاستراتيجية بواشنطن.. وهو صاحب مؤلفات عن النظم السياسية والمشكلات الدولية المعاصرة. يري د. فهمي ان نجاح التجربة الديمقراطية وحدوث توافق بين القوي حول الانتقال الآمن للسلطة في مصر والوصول للانتخابات الرئاسية كهدف استراتيجي نسعي اليه جميعا.. نأمل الا تخطف الثورة باستحقاقاتها وان يظل الشباب في واجهة الاحداث المؤثرة وان ينصتوا لصوت الخبرة والعقل.. وانه لابد من وضع استراتيجية وطنية للحفاظ علي سمعة الاقتصاد المصري والثقة فيه وان الجنزوري شخص منضبط ويملك قدرات وامكانيات متميزة لكن يجب الانتباه الي ان الاجواء التي سوف يعمل بها مختلفة شكلا وموضوعا ومضمونا عن التجربة التي عمل بها في السابق.
هل تري ان شباب الثورة حققوا مطالبهم؟
في تقديري توجد صعوبات تواجه عمل الشباب في المرحلة الانتقالية والتي بدأت بالفعل في تشكيل برامج الاحزاب وتكوين ائتلاف التي لم تتم بالكيفية التي كنا نتوقعها.. لاسباب تتعلق بطبيعة انشاء الاحزاب وبرامجها ومصادر تمويلها وتعريف القطاعات الجماهيرية بالشباب والاحزاب وبرامجهم الخاصة وما تتميز به عن الاحزاب التقليدية والمعروفة وبالتالي انحصر دور الشباب حتي هذه اللحظة في الرموز الشبابية مثل د. مصطفي النجار واسماء محفوظ وغيرهم كثيرين. لكن المعوقات الفعلية هي استمرار الشباب في طرح انفسهم في مسرح الحياة السياسية. المصرية وهذا لن يتأتي الا بمحاولة تشكيل احزاب جديدة برؤي وبرامج مختلفة لا تكون نمطية تقليدية عادية وان يقدموا انفسهم بصورة جديدة للجماهير.. او بالمعني الاصح القدرة علي تسويق انفسهم في الساحة السياسية كنموذج رائع قام بثورة عظيمة
تطبيق تجربة عمرو حمزاوي
هل تفكر في خوض الحياة السياسية كتجربة د. عمرو حمزاوي؟
تجربة د. عمرو حمزاوي تجربة جيدة ونموذج حمزاوي قابل للتطبيق باعتباره يمثل قوة دفع حقيقية ونموذج يحتذي به ليس كاستاذ علوم سياسية وكرئيس حزب تحت التأسيس وانما لانه يطرح نموذجا قابل للتكرار ويقدم الفرصة للاكاديميين والسياسيين الشبان في مختلف مواقعهم للتقدم لتبوؤ مواقع قيادية خصوصا في المرحلة المقبلة مع ما تتطلبه مصر من قيادات شابة ومتميزة ومتفردة ولديها عقلية مثيرة وتمثل نموذجا لليبرالية التي نتمناها جميعا لمصر في المرحلة المقبلة.
من الممكن ان اكرر تجربة عمرو حمزاوي اذا سمحت الظروف خصوصا ونحن في مرحلة الخيارات والمشاركة علي جميع المستويات.. ولكننا الان مشاركون بقوة انا وجيلي في تنمية الثقافة السياسية والانتخابية والبرلمانية ليس لاننا اساتذة علوم سياسية ولكننا كمصريين بالاساس نعمل في الحقل السياسي منذ اكثر من 02 عاما.
هل يمكن لمصر ان يتولي مقاليد امورها قيادات شابة خصوصا في المواقع القيادية؟
بالتأكيد من الممكن ان تصعد الاجيال الشابة في مصر والتي قامت بفعل الثورة العظيمة وان تقدم نفسها بكل الصور السياسية المعروفة سواء من احزاب او حركات سياسية او حركات تغيير ترفع شعار مصر اولا ووقتها سوف تري جيلاً جديدا يتقدم الصفوف ويسعي لتبوؤ المواقع القيادية واشير هنا الي اننا لن نخترع العجلة في هذا. ومن الممكن ان نشهد جيلا من الشباب وفي المساحة العمرية من 04 عاما تتولي المناصب القيادية بكفاءتها وقدرتها علي الابداع والابتكار وايجاد الحلول الواقعية لمشاكل مصر.. واعتقد ان هذا ما تحتاجه مصر في المدي المنظور خاصة ان مصر لديها الكثير من القيادات صاحبة الخبرة والمكانة والامكانية وعشرات العقول المخلصة المنتمية التي يمكن ان تقدم يدها لمساعدة هؤلاء الشباب في مختلف المواقع.. واذكر ان جيلي يعترف ويقر باستاذية وعبقرية اداء كل من الدكتور احمد يوسف استاذ العلوم السياسية الشهير ومحمد شفيق استاذ علم الاجتماع السياسي ود. مصطفي علوي استاذ العلوم السياسية وغيرهم كثيرون.
الجامعة والقبضة الأمنية
ما دور الجامعة في المرحلة المقبلة خاصة مع النظام السياسي الذي يتم تشكيله الان؟
نحن لدينا دور كبير في الجامعات ومراكز الابحاث القومية والتي تقوم باعداد العديد من الدراسات والبحوث وتقديرات الموقف ورسم سياسات المستقبل المصري وهذا ما اعتقد دور الجامعة ايضا وعلي سبيل المثال.. انتمي الي فكر الجامعة التي تريد ان تتحرر من القبضة الامنية وان تفرض واقعها الاكاديمي حيث تشرع الجامعة الان بكلياتها المختلفة في تنمية واشغال بعض خبرات التيارات السياسية بمختلف الدراسات والمهارات والامكانيات في هذا الاطار احب ان اشير الي تجربة المركز القومي لدراسات الشرق الاوسط الذي انتمي اليه والذي اعد سلسلة من الدراسات والبحوث والاصدارات المتميزة والتي شارك في اعدادها لفيف من الخبراء والمستشارين في مختلف التخصصات.
مراجعة صلاحيات المرشحين
كيف تري انتخابات رئاسة الجمهورية القادمة وما رأيك في المرشحين في هذه الانتخابات وهل يصلحون من وجهة نظرك كأكاديمي ام لا يصلحون؟
حتي الان لم يتبلور قانون انتخابات الرئاسة المنتظر ان يصدر ليحدد شروط وآليات الرؤساء المحتملين والذين سيتقدمون للمنصب وأنا اعتقد ان مصر بحاجة الي منظومة لاكثر من مرشح مطروح فكل مرشح من الاسماء الموجودة لديها خبرات في مجالات محدودة فمصر تحتاج الي خبرات دبلوماسية متراكمة لدي عمرو موسي وحكمة وخبرة د. سليم العوا والفكر المتزن المعتدل لعبدالمنعم ابوالفتوح ووطنية حمدين صباحي التي نشهد بها لكن المنصب منصب الرئاسة في مصر لايزال يبحث عن شخصية بمواصفات معينة لم تتوافر في كل الاسماء المطروحة حتي الان. وان معيار صلاحية المرشحين المحتملين تبدو الان في حاجة الي مراجعات سوف تفرضها الظروف خلال الاشهر المقبلة ونحن في حاجة الي رئيس يجمع عليه المصريون جميعا. خاصة انه سيحكم البلاد في لحظة فارقة في عمر الامة المصرية والمنصب الرئاسي يحتاج في النهاية الي قيادة واقعية تقرأ واقع ومستقبل مصر وتستشرف التحديات التي تواجهها في المدي المنظور.. ولا نتعامل مع مصر بانصاف الحلول واشباه الخيارات والمسكنات فلا وقت امام مصر بعد هذه الثورة العظيمة سوي تحقيق النهضة التي نتمناها واعتقد ان هذه الرسالة التي نتوجه بها ايضا الي مختلف القوي السياسية التي تتنافس الان في الانتخابات التشريعية وان تتفق علي الهدف الذي نسعي اليه جميعا وان نتوافق عليه لا ان ندور في حلقة او دائرة فراغ ونضع العربة امام الحصان ونعود بمصر العظيمة والعميقة الي الوراء واعني في هذا الذين يفتحون ملفات حسمت منذ سنوات طويلة حول هوية الدولة المصرية وتوجهاتها ومنهجها وعلاقاتها مع القوي الاقليمية والدولية. وفي تقديري انه من المفترض ان تحكم مصر الان علي الاقل بتوافق وطني ومجتمعي حتي لو فاز التيار الاسلامي بالاغلبية فعليه ان يمد يده الي القوي الليبرالية والعلمانية فنحن جميعا في قارب واحد والمصلحة الوطنية العليا تقتضي الاتفاق علي هذا.
غياب المرأة عن حياتنا السياسية الا تري فيه ازمة.. وكيف؟
بالفعل هناك ازمة مشاركة ليست علي مستوي المرأة ولكن علي مختلف شرائح المجتمع بما في ذلك الشباب العظيم الذي قام بالثورة فلم تسعي اليه الاحزاب الموجودة وايضا الي المرأة وباستثناء عزفت الاحزاب عن تقديم »مرشحات« بل كانت المشكلة اكبر في فشل بعض الاسماء الشهيرة في المرحلة الاولي الامر الذي يعطي مؤشرا الي ان المجلس القادم سوف يخلو من بعض الاسماء لنعود الي القاعدة المصرية البرلمانية القديمة فيقدم المجلس الاعلي للقوات المسلحة بعض الاسماء باعتباره يقوم بمقام رئيس الجمهورية لترشيح بعض الاسماء كما ان د. كمال الجنزوري فشل في الاستعانة بخبرات بعض المتميزات في مجال العمل العام في الحكومة وهو الامر الذي يشير الي ان هناك غيابا لافتا سوف يتضح مع اول تجربة برلمانية بعد الثورة. وفي تقديري ان علاج هذه المشكلة يتطلب اعادة هيكلة المؤسسات المصرية العاملة في العمل العام والاهتمام بقضايا المرأة واستحداث مؤسسات بديلة وتحفيز النساء في مختلف المواقع للانخراط في العمل السياسي لاثراء التجربة السياسية المصرية.
موقفك ازاء ترشيح المرأة لرئاسة الجمهورية؟
من المبكر قبول هذه الفكرة في مجتمع ينمي حالة الانحياز الكامل للرجل وانحياز وصعود التيارات الاسلامية التي تنحي دور المرأة جانبا وتعزف عن الحاقهن بالاحزاب وربما جاءت بعض الترشيحات من قبل الاحزاب الدينية لتضع صورة »وردة« مكان صورة المرشحة لتعطي دلالات ذات معان عميقة النظرة المستقبلية للتيارات الشبابية الصاعدة الان في مصر تجاه المرأة.
تجربة شرف والجنزوري
ما دور الحراك السياسي في مصر الان وما المطلوب لكي يتضح في الحياة السياسية المصرية؟
المطلوب حراك يعكس مصر بعد الثورة والتحول الديمقراطي المفترض ان تشهده البلاد علي يد النظام الجديد لان ان تصطدم بعقلية تقليدية تجعلنا ندور في دائرة محددة واشهد ان هناك في المجتمعات التي تعمل بجوارنا من واقع دراستي عن المجتمع الامريكي والاسرائيلي نشهد حالة من الحراك داخل النخبة وخارجها ووجود تنشأة سياسية واعداد الكوادر والخبرات والقيادات وغيرها.
تجربة الجنزوري وعصام شرف ما الفرق بينهما؟
اعتمد د. عصام شرف علي فكرة الموائمات السياسية والاجتماعية وانصاف الحلول وترحيل الازمات فكانت المشكلة في عدم وجود حلول واقعية وخسرت مصر الكثير من امكانياتها وقدراتها في اطار اعادة ترتيب اولوياتها ومهامها بعد الثورة ويكفي حديثه المستمر عن المشروعات طويلة الاجل دون ان يعطي الاهمية للقضايا الحياتية للمواطن البسيط. اما الدكتور الجنزوري فهو شخصية منضبطة يملك امكانيات وقدرات متميزة لكن يجب الانتباه الي ان الاجواء التي سوف يعمل بها مختلفة تماما شكلا ومضمونا عن التجربة التي عمل بها في السابق وبالتالي فليس مطلوبا منه ان يحدثنا عن المشروعات طويلة الاجل ايضا كتوشكي وشرق العوينات والتي كلفت مصر اكثر من 51 مليار جنيه وهو الامر الذي يتطلب منه ان يدير الوزارة من منطلق ادارة الازمة والتي تعتمد علي عنصر الوقت وتقدير الموقف ورصد البدائل والخيارات ووضع السيناريوهات وقياس ردود الفعل والقدرة علي تبديل المواقف والاتجاهات وفقا للمصلحة القومية العليا لمصر وحكومة ادارة الازمة هي حكومة قوية تتخذ القرارات في توقيت محدد وسريع وبدون اية تردد او تخوف او مواءمة او حلول وقتية او مسكنات لانه ليس هناك امام هذه الحكومة الا النجاح والاستجابة لمتطلبات الحياة والعبور بمصر الي بر الامان اذا كان لدينا العزم والقدرة والامكانية لتحقيق ذلك.
هل انت من شباب الثورة؟
نعم جلست وشاركت في صياغة برامج بعض الاحزاب الشبابية وقدمت كثيرا من الافكار خاصة ان اغلبهم اقوم بالتدريس لهم واعرف ما الذي يطلبه الشباب العظيم الذي غير وجه الحياة في مصر وهو صاحب الفضل الاول والاخير فيما وصلنا اليه.
ما رأيك في اغلاق ميدان التحرير الان ومجلس الوزراء؟
ليس مطلوبا ان يتحول ميدان التحرير الي ساحة للمواجهات والمزايدات لاي تيار كان من كان ولكن مطلوب ان يكون رمزا ومعني للثورة العظيمة وما دمنا قد قبلنا بالاستحقاق السياسي واجراء الانتخابات وفي طريقنا للوصول لبرلمان الثورة فلا معني ان يستمر التظاهر وكي لا تختلط الاوراق بهذه الصورة فتضع الثورة العظيمة بين الفوضي والانفلات الامني والاعتصامات والتظاهرات الفئوية فمصر تحتاج الي ان نتفق لا ان نختلف واعتقد ان هناك دوراً يجب ان يقوم به حكماء هذه الامة وبالاخص رجال الدين والعلماء والازهر تحديداً وقد كنت اتمني ان يحدث التوافق الحزبي والمجتمعي علي وثيقة الازهر وهي التي ضمت العديد من العناصر الايجابية التي لا محل لخلاف حولها بدلا من الدوران حول »وثائق السلمي« التي كانت احد اسباب تفجر الموقف وانصح شباب الثورة بضرورة الانصات جيدا للاصوات الوطنية وعدم التخوين واستبعاد فكرة الغاء لبعض التيارات او الاحزاب مع مراعاة عدم استثناء بعض التيارات بالاسم. خاصة ان المواطن المصري البسيط لفظ كل ما له علاقة بالعهد البائد وحزبه المنحل ورموزه الفاسدة وبمؤسساته الفاشلة وبالتالي فعلي الشباب ان يحتكم للخبرات ولامكانيات المواطنين فمصر دولة عميقة وتملك موروثا حضاريا وثقافيا مجيدا وهي لاعب اساسي وجوهري علي مسرح الحياة العالمية وبالتالي علينا ان نفهم ان هذه هي مصر وهذا هو قدرها ومستقبلها الذي نسعي اليه جميعا. وفي هذا الاطار يجب الانصات الي ما يؤكد عليه قادة المجلس الاعلي للقوات المسلحة بتسليم السلطة في 03 يونيو 2102 فهم جادون في هذا وساعون لنقل السلطة للنظام المنتخب وهم رجال وطنيون نثق فيهم جميعا ويكفيهم فخرا انهم سينقلون البلاد الي عهد جديد بطموحات وآمال عظيمة وبالتالي نرجو الابتعاد عن الافكار الصبيانية والمراهقة السياسية بتسليم السلطة وبتشكيل مجلس رئاسي وبتشكيل حكومة جديدة عناصرها لا تملك اي خبرة فهذه مجرد افكار ومقترحات انشائية مطلقة لا ترقي لاي ممارسة سياسية او حتي الهجوم الشخصي علي قادة المجلس. وعلي الجميع ان يتذكر ان هذا المجلس العسكري هو الذي حمي هذه الثورة ولولاه لكنا قد دخلنا منعطفا خطيرا ويكفي ان ننظر الي ما جري في اليمن وليبيا وسوريا لنعرف عظمة هذا الجيش والجندي المصري.
هل ترشحك نفسك لأي منصب قيادي؟
اعتقد ان اي منصب قيادي سواء في مجلس الشعب او الحكومة يحتاج الي سمات خاصة ومتفردة فالقيادة قبل ان تكون منصبا هي مهمة وطنية واعتقد انني وجيلي قادرون علي تولي مهام عديدة ليس للمنصب ولكن لاننا جميعا تعلمنا وتربينا تحت سماء هذا الوطن وبالتالي فنحن نسعي لخدمته بكل الصور فمثلي ومثل ابناء جيلي وظيفتهم اعداد جيل لمصر يعلي من قيمة الانماء والولاء بمصر خاصة نحن في اغلب دراساتنا نعتمد علي قراءة واعية لمستقبل مصر ورصد وتقييم كل خطوة تخطوها هذه الامة التي تستحق ان تكون في صدارة الامم بدلا من ان نقف في مواقعنا لمدة اكثر من 03 عاما لم نبارحها.
الديمقراطية الحقة تتيح للمواطن ممارسة حقوق السياسة؟
في حالة تطبيق النموذج الديمقراطي في مصر فإنه سوف يكون هناك دور للمواطن في اطار المشاركة السياسية والممارسة السياسية والخبرة السياسية وبالتالي يعرف ما المطلوب منه كمواطن وعليه واجبات وعليه التزامات تجاه الدولة والديمقراطية في محتواها العام نسعي الي توفير المتطلبات العامة والخاصة للمواطن وتفعيل دوره دون ان نخوض في هوية الدولة وتصنيفها هل هي دولة مدنية ام دينية او حتي تنتمي الي الفكر المتعدد الاتجاهات او التوجهات.
ما المشهد السياسي المصري وشكل المستقبل السياسي لمصر بعد الانتخابات؟
لدينا ثلاثة مشاهد تتعلق بهذا المستقبل الاول نجاح التجربة البرلمانية وحدوث توافق بين كل القوي حلول الانتقال الامن للسلطة في مصر.
الثاني حدوث مرحلة من عدم الاستقرار في تنفيذ بعض الاستحقاقات والدخول في سلسلة من الازمات المتعلقة بين المجلس التشريعي والحكومة واستمرار اجواء المعارضة غير المنضبطة الثالث وهو ما لا نتمناه وهو حدوث انقطاع في المشهد المصري والذهاب الي خطوات انفرادية من كل طرف من الاطراف الامر الذي قد يهدد مستقبل التطور الديمقراطي الامن لمصر. ووفقا لهذه السيناريوهات والمشاهد فإن جدول اعمال مصر بعد الانتخابات يجب ان يتناول ما يلي:
- حشد القوي الوطنية حول تنفيذ الخريطة السياسية بأكملها والوصول الي الانتخابات الرئاسية كهدف استراتيجي نسعي اليه.
- ادراك اللحظة التي تعيشها مصر والمخاطر التي تهدد الامن القومي المصري في ظل التهديدات الاسرائيلية والتحفز الامريكي بالتجربة المصرية.
- الا تخطف الثورة باستحقاقاتها وان يظل الشباب شباب مصر في واجهة الاحداث المؤثرة.
الحذر من ان الوضع الاقتصادي لمصر وما سوف يؤول اليه الوضع من تداعيات سلبية علي جميع المستويات الامر الذي سوف يؤثر علي سمعة الاقتصاد المصري بهياكل نموه واستثماراته وقدرته التسويقية وافتقاد الاستثمارات وهروبها وهو ما يتطلب تكاتف الجميع ووجود استراتيجية وطنية وخطط واقعية من قبل حكومة د. الجنزوري للتعامل معها.
وتتطلب اعادة الثقة في الاقتصاد المصري علي المستوي الداخلي ضرورة القيام باجراءات هيكلية تتعلق بسياسات الاجور والضريبة التصاعدية وسياسات الدعم لرجال المال والاعمال وتفعيل دور الانشطة الاقتصادية المربحة وغيرها.
علي المستوي الخارجي عدم الاعتماد علي سياسات القروض طويلة او قصيرة الاجل سواء من البنك الدولي او هيئة الائتمان او مؤسسات التمويل الدولية. كذلك القروض العربية لانها سوف تشمل في كل الاحوال شروطا سوف تفرض علي الاقتصاد المصري ونحن في مصر بعد الثورة.
تسييس المعونة الاقتصادية تحت اي مسمي وهو ما ينطبق ايضا علي المساعدات القادمة من امريكا.
مستقبل مصر سوف يكون زاهرا ان خلصت نوايا ابناء هذا الوطن وتوافقنا علي الهدف القومي وان نعمل بطريقة المشاركة لا المغالبة الذي ترفعه بعض التيارات فجميعنا في قارب واحد.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.