بعد إعلان نتائج الانتخابات البرلمانية للمرحلة الأولي وظهور نتائجها بحصول الجماعات الاسلامية علي عدد من مقاعد مجلس الشعب القادم. فلا بأس من ذلك ولكن أبدي الكثيرون من أفراد الشعب المصري العظيم خاصة المثقفين منهم بعض التخوفات والانزعاج من تلك الجماعات والتي كانت غائبة لفترة طويلة من الزمن الا في بعض الاوقات القليلة كوجودهم المحدود بمجلس الشعب السابق قبل الثورة.. وإنني من منظور وطني معتدل أري أن هذا الرأي قد جانبه الصواب وجاء متسرعا وقد يكون ظالما اكثر من اللازم لأننا نسمع فقط دون أن نشارك أو نساهم أو نري ماذا سوف يفعلون في المرحلة القادمة وعلينا الا نخشي تواجدهم بالمجالس النيابية أو بالحكومة نفسها.. فإن كانت مشاركتهم بناءة ومتجاوبة مع مطالب جموع الشعب المصري خاصة طبقاته الوسطي والدنيا فليكن.. أما اذا جاءت ضد رغبة الغالبية العظمي من شعب مصر فهذا شأن آخر.. وكما يقولون فميدان التحرير موجود ولن يترك مكانه وسوف يتوجه اليه شعب مصر مرة أخري في ثورة جديدة يسقطون هذا الكيان كما اسقطوا النظام السابق.. الا أنه من الاستنتاجات والدراسة المتأنية أري أن ذلك لن يحدث وسيتم محاولة اثبات حسن النوايا قدر الامكان بآرائهم وتصرفاتهم ومناقشاتهم وشجاعتهم وتعاملهم مع جمهور المواطنين.. وسيسعون ويحاولون إرضاء كل الأطياف والفصائل قدر الامكان حرصا علي استمرارهم في مواقعهم وتدعيما لأسلوبهم المعتدل وأفكارهم التقدمية للحفاظ علي مصر وبالتالي الحرص علي رضاء شعبها.. كما أعتقد أن الحكومة القادمة بعد الانتخابات سيكون أمامها جدول أعمال ضخم يتطلب سرعة التحرك علي كل الاصعدة دون النظر الي الوراء فالمشاكل كثيرة ومعقدة ومطالب الشعب وطموحاته متزايدة وحاسمة مما يتطلب فكرا جديدا ودراسات علمية متقدمة وحلول غير نمطية وبالتالي تتطلب سرعة في الاداء وحسن اختيار للبرامج الاصلح والأنسب ومعالجة المشاكل الادارية المتراكمة والملحة وتكون استراتيجية التخطيط والتنفيذ بأسلوب علمي وعملي سليم وكفء.. فالشعب المصري اصبح علي درجة من الوعي لا يستهان بها ولن يستطيع أحد التلاعب أو الاستخفاف بمطالبه واحتياجاته وسيكون متابعته لاداء الحكومة والمجالس النيابة ضاغطا بدرجة مؤثرة وواعية.. ومن استقراء الموقف والاحداث أعتقد أن الشباب سيكون له دور فعال في المرحلة القادمة بعد ان غابوا عن العمل السياسي لسنوات طويلة وهو ما يشجع علي الاطمئنان لمستقبل مصر القريب والبعيد علي حد سواء.. وكنت اتوقع ان يحصل بعض الشباب علي اكثر من موقع في الحكومة الجديدة وليس في موقع مساعدي الوزير حتي يمكن قياس مدي عطائهم وكفاءتهم في تحمل المسئولية.. وعموما فإننا ندعو الله سبحانه وتعالي أن يحفظ مصر وشعبها وأن يمنح المجلس العسكري والحكومة الجديدة الصبر والحكمة حتي نعبر المرحلة الانتقالية الحالية الي بر الأمان ومن المؤكد أننا لن نعود أبدا الي الوراء.