بعد سبعة أيام سيطرت فيها التغطية الخبرية للاشتباكات بين الأمن وشباب ثورة مصر الثانية علي الصحافة العالمية، بدأ كبار الكتاب والمحللين السياسيين بطرح رؤاهم للموقف في مصر جنبا إلي جنب مع تقارير مراسلي صحف العالم الموجودين في قلب الحدث. ففي صحيفة " نيويورك تايمز " كتب توماس فريدمان مقالا مطولا قال فيه إن: "إنني لأحني هامتي للشباب في مصر وسوريا الذين يحاولون الآن اإنهاء طغيان عائلة الأسد في سوريا "والعسكر في مصر". وقال: "هؤلاء الشباب يندفعون إلي الشوارع الآن، رغم أنهم يدركون أنهم يواجهون قوات أمن لا تتردد في إطلاق الرصاص الحي عليهم وقتلهم، وكل ذلك في سبيلهم لتحرير بلادهم من أنظمة حكم طالما كممت أفواههم ومنعتهم من من تحقيق آمالهم وتطلعاتهم. ويخلص فريدمان في مقاله الذي حمل عنوان يقرأ: "الصراع في العالم العربي الآن بين المستقبل والماضي"، إلي أن كل ما يحدث الآن هو مخاض لعالم عربي جديد رغم ضراوة التحديات. وفي رسالة مطولة من مراسلها في القاهرة ديفيد كيركباترك انتقدت صحيفة " واشنطون بوست " الأمريكية أمس طريقة تعامل وزارة الداخلية المصرية مع موجة الاحتجاجات علي تعيين الجنزوري رئيسا لوزراء حكومة الإنقاذ . وقالت إنها أشعلت بقمعيتها الموقف بعد أن كان قد مال إلي الهدوء النسبي قبل ساعات من الانتخابات. وقالت الصحيفة إن قوات الأمن استفزت المتظاهرين عند رئاسة مجلس الوزراء، وهاجمتهم، وقتلت وأصابت عددا منهم، مما أعاد المشهد الدامي للثامن عشر من نوفمبر في شارع محمد محمود، الذي راح ضحيته أكثر من 40 قتيلا من شباب الميدان و200 جريح. وتحت عنوان يقرأ "ميدان التحرير ممتلئ بالغاز والخوف والأمل" نشرت "صنداي تلجراف" تقريرا لمراسلها بالقاهرة كولين فريمان ، نقل فيها نبض ميدان التحرير من خلال عدة لقاءات من موقع الحدث .. كزهراء سعيد شقيقة خالد سعيد الشاب الذي ساهم استشهاده علي أيدي الأمن في إشعال شرارة الثورة في مصر، حيث قالت له إنها لن تدلي بصوتها في الانتخابات الحالية في بلدها، وينقل وجهة نظر زهراء: "إنني و بالرغم من سعادتي بالثورة وافتخاري بدور شقيقي، الا أن الوضع الحالي لا يختلف عنه كثيرا قبل الثورة. وتضيف زهراء: "ليس للانتخابات مصداقية تحت سلطة العسكر، وهناك من يتعرض للتعذيب والقتل، تماما كما كان يحصل قبل الثورة". ويقول الكاتب إنه بالرغم من أن المجلس العسكري يعد بالتخلي عن السلطة حالما تصبح الظروف مواتية لذلك إلا أن طريقة الرد علي الاحتجاجات لم تطمئن أحدا، حيث فتح الجنود ورجال الأمن النار علي المتظاهرين، بنفس الطريقة التي كانت تحدث قبل الثورة، وأدي ذلك الي اندلاع أحداث عنف استمرت خمسة أيام. ويقول فريمان إنه: "لو كان الرئيس المخلوع حسني مبارك يطل علي الميدان من زنزانته لغمرته السعادة، فها هو ما تنبأ به من أن الفوضي ستعم من دون سلطته يتحقق". ويتطرق كاتب التقرير الي الانتخابات، ويقول ان المراقبين يتكهنون بأن المقاعد البرلمانية ستتوزع علي ثلاثة أحزاب هي الإخوان المسلمون وأعضاء سابقون من الحزب الوطني الديموقراطي المنحل، بينما سيذهب ثلثها إلي أحزاب ليبرالية. ونقلت "بي بي سي" في تقرير لها أمس عن مصادر سياسية لم تكشف عن هويتها أن المشير طنطاوي اقترح علي الدكتور محمد البرادعي وعمرو موسي أن ينضما إلي مجلس استشاري مدني للمجلس العسكري. وركزت " بي بي سي " علي دعوة المتظاهرون في ميدان التحرير الي تنظيم "مظاهرة مليونية "جديدة تحت اسم " مليونية الشرعية الثورية " تتزامن مع الانتخابات المثيرة للجدل، والتي تأتي في ظروف غير مواتية، لتأكيد موقفهم المطالب بتخلي المجلس العسكري عن السلطة وتسليمها الي حكومة مدنية. وفي تعليق لصحيفة " جارديان " البريطانية أمس، قالت إن القوي الليبرالية المصرية التي قادت ثورة 25 يناير تجد نفسها الآن بين مطرقة السلطة وسندان الإخوان . وقالت إن كعكة الانتخابات التي تبدأ مرحلتها الأولي اليوم بمصر سوف يلتهم معظمها الإخوان وفلول الحزب الوطني. وتوقعت ألا تحصل القوي الليبرالية المصرية إلا علي عدد محدود من مقاعد مجلس الشعب. أما شبكة " سي إن إن " فقد ركز تقرير لها علي أقباط مصر في الانتخابات. وقالت : يحاول عدد من الأقباط بمصر دعم مرشحين لمجلس الشعب، في أول انتخابات تجري بعد ثورة 25 يناير، حيث كان يقتصر دخولهم للبرلمان علي من تقوم بتعيينه القيادة السياسية علي مدار 40 عاما الماضية. وكان عدد من مرشحي مجلس الشعب أعلنوا عن غضبهم مما أسموه بقوائم للكنيسة لدعم مرشحين بعينهم وتوجيه الأصوات، إضافة إلي تجاهل مرشحين ممن كانوا مساندين لقضاياهم، غير أن مصادر مطلعة أكدت ل" سي إن إن " أن هذه القوائم قام بتوزيعها بعض الأشخاص داخل عدد من الكنائس".