سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
بالصور.. سر القنبلة البيضاء في ميدان التحرير الأطباء يؤكدون: الغاز المنبعث منها يؤدي لأعراض غاز CR المحظور دوليا
أخصائي سموم: لا أنتظر تقرير وزارة الصحة حول القنابل لأن الأعراض لا تگذب
قنبلة الغاز مجهولة المصدر المثيرة للجدل إذا كان هناك من يتحدث كثيرا عن الفارق بين الروح السائدة في ميدان التحرير إبان ثورة 25 يناير، وما يشهده ميدان التحرير الآن، فإن الفارق يمتد أيضا إلي طبيعة القنابل المسيلة للدموع التي استخدمت من قبل قوات الأمن. في ثورة 25 يناير كانت القنابل بالفعل مسيلة للدموع، لكنها الآن لم تعد كذلك، حيث تعدت هذا التأثير الوقتي الذي لا يتجاوز بضع دقائق، إلي أعراض أخري أشد فتكا يمتد تأثيرها لمدة يومين، وتسبب العقم والسرطان علي المدي البعيد. الدكتور أحمد عيد الأجهوري أخصائي الأعصاب بالقصر العيني، وأحد أطباء المستشفي الميداني بالميدان، بذل مجهودا كبيرا في سبيل إثبات هذه الحقيقة، وهو الأمر الذي دفعه إلي وضع رقم هاتفه علي موقع " تويتر " ، وقال: " انا علي استعداد للرد علي إستفسار كل من يريد ان يسألني في هذا الموضوع ". لم يكن من الممكن تفويت هذه الفرصة، حيث بادرت بالإتصال بالدكتور الأجهوري الذي دعاني لزيارته في المستشفي لرؤية الحالات التي تستقبلها متأثرة بقنابل الغاز الجديدة. يقول د.الأجهوري: " انا شاركت في المستشفي الميداني خلال ثورة 25 يناير، كانت الحالات التي تأتينا تعالج بالخل أو البيبسي، وهو الأمر الذي يؤدي إلي الشفاء العاجل، لكن ما يحدث هذه المره يبدو غريبا " . لم يكتشف د.الأجهوري وأقرانه من الأطباء غرابة ما يحدث إلا مع استخدام نفس العلاج الذي كان يستخدم خلال ثورة 25 يناير، ولكن بدلا من ان يؤدي للعلاج يتسبب في حروق بالوجه. هذه الظاهرة هي التي دفعت أخصائي المخ والأعصاب إلي أخذ عبوة فارغة من القنابل التي تطلق علي المتظاهرين للبحث عن أصلها. العبوة كانت تحمل اسم CS وكشف البحث الذي أجراه د.الأجهوري عبر الإنترنت عن أن القنبلة تم تصنيعها في مصنع ببنسلافانيا في أمريكا، وبمراجعة الموقع الإلكتروني للشركة توصل إلي السبب الذي يجعل وسيلتي " البيبسي والخل " غير فاعلتين في العلاج ، كما في السابق. يقول: " الغاز المستخدم بالقنبلة حمضي، والبيبسي والخل حمضي أيضا - ، وهذا ما يسبب الحروق، فكان الإتجاه إلي استخدام مواد قلوية في العلاج ". لكن ما يثير انتباه د. الأجهوري أن العلاج الجديد يكون فعالا مع بعض الحالات، لكنه لا يجدي مع حالات أخري، مما يستدعي نقلها إلي المستشفي. والمفارقة أيضا التي استرعت إهتمام أخصائي المخ والأعصاب ان الحالات التي ينجح الأطباء في إسعافها بالميدان لا تعدو الأعراض التي يشكون منها عن حكة في الجلد والأغشية المخاطية والصداع والإحساس بالهمدان والإرهاق، وهي الأعراض الموجودة فعلا علي موقع الشركة المصنعة لقنابل الC.S لكن الحالات التي يمتد علاجها ليومين أو أكثر تعاني من هذه الأعراض إلي جانب حركات لا إرادية مستمرة يسبقها قيء و ضيق في التنفس وتغيب الوعي لفترات طويلة. قنابل محرمة دوليا هذه الملاحظات التي لفتت انتباه د.الأجهوري، توقف عندها أيضا د.خالد محمد فتحي ، الذي تحدثت معه " الأخبار "، بينما كان يشرف علي علاج حالة بالمستشفي الميداني بمسجد عمر كرم. الحالة التي كان يعالجها د.خالد بدأت الأعراض التي تعاني منها بالقيء، قبل ان تدخل في نوبة من الحركات اللاأرادية، ويقول وهو يشير إلي هذه الحالة وحالة أخري كانت تجلس بجوارها: " شوف الفرق بين الحالتين، دي خلاص 5 دقائق وستغادر العيادة، أما هذه الحالة محتاجة متابعة ومجهود كبير، واحتمال كبير نضطر لنقلها لمسشتفي القصر العيني". وتكررت حالات مستعصية تعاني من أعراض أخري عند د.محمد السيد الذي استقبل إحداها بينما كنا نتحدث معه في المستشفي الميداني المتواجد في وسط الميدان. كان التشخيص المبدئي لهذه الحالة أنها تعاني من إختناق وعدم قدرة علي التحرك، وهو ما دفع د.محمد إلي القول: " عايز اعرف إزاي بيحصل كده، ووزارة الداخلية تقول ان الغازات المستخدمة مش سامة " . وسأل د.ياسر سيد نفس السؤال، وقال وهو يشير إلي حالة تعاني من تشنجات كان يشرف علي علاجها : " إذا كان كلام الداخلية صحيح، حد يقولي بقي الراجل ده بيعاني من تشنجات إزاي " . ورصد د.أحمد مجدي نفس الأعراض التي تحدث عنها د.ياسر، لكن تطور الأمر في حالة أخري إلي التأثير علي كهرباء في المخ. وقال د.مجدي الذي كان مشاركا في العيادة الميدانية أيام ثورة 25 يناير: " فارق كبير بين الأعراض وقتها والآن.. نحن الآن نشاهد أعراضا مختلفة تثير الشكوك حول استخدام أنواع جديدة من القنابل ". فتش عن القنابل البيضاء الشكوك التي يثيرها د.مجدي حول هذه القنابل وعلامات الاستفهام التي أثارها د.الأجهوري وباقي الأطباء يملك الكيميائي خالد شوكت أخصائي السموم تفسيرا لها. " الأخبار " التقته في المستشفي الميداني، بينما كان يساعد أطباء المستشفي الميداني في إسعاف حالة حرجة. حيث أشار إلي الحالة التي يشرف علي علاجها زملائه الأطباء، وقال غاضبا: " انا مش منتظر تحليل وزارة الصحة، عشان نعرف إذا كانت القنابل التي تعرضت لها هذه الحالة سامة أم لا .. أنا عندي شواهد تؤكد هذه الحقيقة " . ويملك شوكت تفسيرا للتباين بين حالات يستغرق علاجها دقائق، وحالات أخري تستغرق يومين أو أكثر، كتلك التي كانت موجودة في المستشفي بينما كنت أتحدث معه. قال: " هذه الحالة تعرضت لقنبلة جديدة بيضاء اللون لا توجد علي عبوتها الفارغة أي معلومات، بينما الحالات التي يستغرق علاجها وقتا أقل وأعراضها بسيطة هي تلك التي تعرضت لقنابل الC.S المطبوع اسمها بالبنط العريض علي فوارغها ". وتشير الأعراض التي تعاني منها الحالات التي تحتاج لعلاج طويل، إلي استخدام النوع الثالث من قنابل الغاز، والمسمي ب C R وهو نوع محرم دوليا. ويفرق شوكت بين حالتين يخلفهما التعرض لهذه القنابل، الأولي لمن يتعرض لها بشكل غير حاد، كأن تلقي في منطقة قريبة منه، وهؤلاء يصابون باسترخاء كامل في العضلات، قبل أن يصابوا بالقيء. والثانية لمن تلقي عليهم بشكل مباشر، فهؤلاء يدخلون في حالة إغماء وصعوبة في التنفس، ثم يصابون بالتشنجات. ويقول أخصائي السموم: " ويا ليت الأمر يتوقف عند هذا الحد، فعلي المدي البعيد خلال ثلاث أو أربع سنوات علي الأكثر سيكون هؤلاء الشباب الذين تعرضوا لهذه القنابل علي موعد مع مرض العقم والسرطان ". ولا ينتظر د.شوكت تقرير وزارة الصحة حول هذه القنابل، إذا كانت ستعتمد في تحليلها علي الفوارغ التي تم تجميعها من الميدان. وقال: " التحليل يحتاج عبوة كاملة، لأن العبوة المستعملة تؤدي عملية الاحتراق إلي تكسير كل المركبات الموجودة بها " . ويطرح تساؤلا: " لماذا قنابل ال C.S مطبوع عليها اسمها، بينما القنابل البيضاء المثيرة للشكوك لا تحوي أي معلومات ". ويجيب ساخرا: " وزارة الداخلية مش عبيطة .. لازم طبعا لما تضرب بCR تكون الفوارغ بيضاء ليس عليها أي معلومات، لأن استخدامها ممنوع دوليا وفق اتفاقيات دولية وقعت عليها مصر، وأغلب الظن أنها مصنعة محليا، لأنه لا توجد دولة في العالم تنتج مثل هذه القنابل بشكل تجاري، مثل المصنع المنتج لقنابل الC.S في أمريكا. فوارغ القنابل الأعراض التي أشار إليها د.شوكت وباقي الأطباء كدليل علي استخدام غاز ال CR يوجد بعضها علي موقع موسوعة المعلومات " ويكيبديا " في تعريفه لهذا الغاز. فوفقا لهذا الموقع، فإن هذا الغاز تبلغ قوته من 6 إلي 10 أضعاف قوة غاز CS ويؤدي التعرض له إلي تهيج شديد في الجلد، وخاصة حول المناطق الرطبة من الجسم، وتشنج في الجفن يتسبب في حدوث عمي مؤقت، وسعال وصعوبة في التنفس وهلع، ويشتبه في كون هذا الغاز مسرطن. وتكشف الحالات التي رصدتها " عدسة الأخبار " عن وجود حالات تشنج بدت واضحة في جولتنا بالعيادات، كما رصدنا أيضا حالات قيء، وعدد لا حصر له من تشوهات الوجه. وعلي مدخل الطوارئ بمستشفي القصر العيني الفرنساوي، تشير بيانات الحالات التي تم وضعها علي الحائط إلي وجود نسبة كبيرة دخلت المستشفي متأثرة بصعوبة في التنفس. أما جسم الجريمة وهو القنابل البيضاء التي تحوم حولها الشكوك، فكثير من رواد الميدان يحتفظون بفوارغها إلي جانب فوارغ قنابل ال CS دون أن يعلموا أنها المسئولة عن الاختناق الشديد الذي يشعر به كل من يوجد في الميدان. لكنهم كما قال رمضان بيومي لا يعنيهم إن كانت القنابل CS أو CR المهم أنها استخدمت ضدهم. ويقول ساخرا وهو يشير إلي مجموعة من فوارغ القنابل التي ربطها بحبل، وقام بتعليقها علي لوحة خشبية يدور بها أرجاء الميدان: " هل هذه هي معونة الشتاء التي تقدمها لنا الحكومة ". قد نتفق أو نختلف مع أسباب وجود رمضان وغيره من المواطنين في ميدان التحرير، ولكن ما لا يمكن السكوت عليه أن يكون الاختلاف معهم مبررا لتفريقهم باستخدام قنابل محرمة دوليا.