لست في حاجة الي تقديم الدكتورة ليلي سويف ولا زوجها أحمد سيف الاسلام ولا والدتها المرحومة الدكتورة فاطمة موسي ولا والدها العظيم الدكتور مصطفي سويف ولا أختها الكاتبة العالمية اهداف سويف ولا أخيها علاء سويف. وبالطبع ولا ابنها علاء الدين عبد الفتاح السجين الآن والذي قدم مثلا أول في عدم الاستجابة للتحقيق أمام النيابة العسكرية. لست في حاجة الي القول أن هذه العائلة العظيمة اسهمت وتسهم في تقدم هذه الأمة من زمان علي كل المستويات الفكرية والأدبية والسياسية. كل هذا يعرفه الجميع. ومن لايعرف عليه أن يدخل علي أي موقع علي الانترنت ويكتب اسم العائلة فقط ليذهل مما قدموه وساهموا به لهذه الأمة. كذلك لا اقصد بذلك كله شفيعا للافراج عن ابنهم علاء عبد الفتاح رغم انه سبب كبير لذلك او يجب ان يكون. وحتي لو انقسم القانونيون حول صحة رفضه المثول أمام النيابة العسكرية في ظل قانون الطوارئ أم لا. والي هؤلاء الذين يقولون بخطأ موقفه القانوني أقول إن قانون الطوارئ مقرر للتطبيق علي الارهاب والبلطجة والمخدرات , وكل هذا لا علاقة لعلاء به. هو فقط ناشط سياسي لا يكل يريد دولة ديموقراطية كما أراد كل جيله من الشباب صانعي الثورة أو مفجريها . أريد أن أتحدث اليوم عن إضراب الدكتورة ليلي سويف باعتبارها استاذة جامعية مرموقة وناشطة كبيرة في حركة 9 مارس التي كان لها نصيب كبير في التمهيد للثورة. والأهم أريد أن اتحدث عنها كأم تقدم الآن نموذجا سلميا للاحتجاج علي سجن ابنها . هذا الموقف من المؤكد سيزيد التضامن مع علاء الذي اتسع التضامن معه ليشمل أنحاء كثيرة من العالم .لكنه أيضا سيضع أمام الامهات طريقا جديدا للاحتجاج بعيدا عن المحامين وجمعيات حقوق الانسان والائتلافات وغيره ممن يتقدمون للدفاع عن السجناء من الثوار. أجل تفتح الدكتورة ليلي سويف الآن بابا جديدا للاحتجاج في وقت لا تزال فيه الثورة مشتعلة في النفوس رغم كل ما نراه حولنا من خطوات للاستقرار الذ ي هو في الحقيقة يتأخر كثيرا بسبب التهاون في اصدار قوانين تواكب الثورة. أعطيكم مثالا واحدا علي اشتعال المعارك التي كنا في غني عنها لو صدر مثلا قانون الغدر أو العزل السياسي علي الفاسدين في الاسابيع الاولي بعد نجاح الثورة في التخلص من رأس النظام ومعظم حاشيته المقربين . تأخر هذا القانون جعل كثيرا من الفلول يستطيعون الانضمام إلي أحزاب قديمة وجديدة وينزلون الانتخابات القادمة لمجلس الشعب وتشتعل المعركة فتظهر حركات احتجاج من الثوار تحت عناوين مثل امسك فلول وتظهر جماعات تقوم بنزع لافتات هؤلاء الفلول . معركة كنا في غني عنها خلقها التقاعس عن اصدار قانون الغدر أو العزل السياسي كل هذا الوقت. اذن تتفتح كل يوم ابواب للاحتجاج لن تشتت جهود الثوار كما يتصور البعض, بل تزيد الثورة اشتعالا واستخداما لطرق جديدة مباشرة من الاحتجاج بالاضافة لما نعرفه من جمع الاحتجاج . الآن تفتح السيدة العظيمة ليلي سويف بابا للأمهات ليضربن عن الطعام حتي لو لم تقصد ذلك وتضيف لطرق الاحتجاج طريقا جديدا قد تتحد الأمهات حوله. بل سيحدث أن تتحد الأمهات حوله من أجل ابنائهن ومن أجل هذه الثورة ونجاحها. وسيكبر الأمر وستأتي الايام القادمة بوقفات احتجاجية وبأيام جمع احتجاجية لأمهات المعتقلين. أنا لا أبالغ. وسيجد المجلس العسكري والحكومة أنفسهم أمام ظاهرة الأم المصرية. ولن يكون هذا غريبا علي مصر ونساء مصر. فالمرأة المصرية كان لها دور كبير جدا في هذه الثورة ومن تابع مقدمات الثورة أو أيامها أو يتابعها حتي الآن يجد وجودا جبارا للمرأة رغم كل الدعوات السلفية القديمة ببقاء المرأة في البيت. بل كان وجود الفتيات بشجاعة نادرة في هذه الثورة أمرا مفارقا لكل توقع. وكل من يريد ان يعرف ذلك عليه ببساطة أن يعود الي الحركات السياسية مثل كفاية و9 مارس و6 ابريل والجمعية االوطنية للتغييير وغيرها ولست في حاجة أن أعيد عليكم أسماء مثل اسراء عبد الفتاح وكريمة الحفناوي واسماء محفوظ وشيماء احمد وعايدة سيف النصروبثينة كامل وغيرهن وغيرهن بالآلاف خرجن يوم 25 يناير ودعون اليه مثلما دعا الرجال وأكثر وخرجن في جمعة الغضب وبعده وحتي الآن وصورهن تزين كل الأفلام التي التقطت لأيام الثورة وبعدها وصارت في العالم كله باقات من الأمل والورد تفتح آفاق المستقبل أمام الشعوب كلها. انتظروا ثورة الأمهات في مصر. وانتظروا عدم مثول الثوار امام النيابة العسكرية فما فعله علاء سيكون نموذجا للكثيرين من الشباب في الأيام القادمة. ما رأيكم ان ننهي هذا كله ونمنع مثول المدنيين أمام المحاكمات العسكرية ونفرج عن كل المعتقلين. اليس هذا افضل للوطن ؟ سؤال للسادة الحكام .