من الخطأ الجسيم الظن بأن المصادفة هي السبب وراء ما نراه جارياً من أحداث عنف واضطرابات وقلاقل وتهديدات وأوضاع متأزمة، في أجزاء كثيرة من عالمنا العربي هذه الأيام، وما نشاهده ونتابعه من صراعات محتدمة وصدامات قائمة في أماكن ودول عديدة بطول وعرض الخريطة العربية. كل الشواهد والدلائل علي ارض الواقع تؤكد بما لا يدع مجالاً للشك، أن هذه النيران المشتعلة والحروب المستعرة والدماء النازفة علي الأراضي العربية، وكل ما يجري من نزاعات وخلافات وصلت الي حد الصدام المسلح، لم يحدث بمحض الصدفة، بل وقعت بفعل مقصود وتخطيط مسبق وترتيب وإعداد من قوي دولية وبمشاركة وتورط اطراف وأيد أقليمية وعربية ايضاً للأسف.. وفي هذا السياق علينا أن ندرك بوضوح ان ما نراه حالياً من تفجر وعنف وصراعات ليس وليد اليوم أو الأمس القريب، بل هو يجري في إطار مخطط متكامل يتم تنفيذه منذ سنوات، سبقت الغزو والاحتلال الامريكي للعراق، الذي كان بمثابة الطلقة الأولي أو طلقة البداية. في تنفيذ هذا المخطط. وفي هذا كان الهدف ولا يزال هو إقامة »الشرق الأوسط الجديد»، الذي أعلنت عنه الولاياتالمتحدةالأمريكية علي لسان وزيرة خارجيتها »كوندي ليزا رايس» عدة مرات، قبل وأثناء وبعد الغزو والاحتلال الأمريكي للعراق، وما تبعه من تفكيك وسقوط الدولة العراقية وإشعال نار الفتنة الطائفية بها. وطبقاً لما جري علي أرض الواقع، لم يكن غاية المراد هو تفكيك واسقاط الدولة العراقية فقط، بل تفكيك المنطقة العربية كلها، وسقوطها في براثن الاندثار والتفكك، حتي يمكن إعادة رسم خريطة المنطقة من جديد، بحيث تكون فيها الدول العربية مجرد شظايا متناثرة لا قيمة لها ولا قوة ولا فعل علي أرض الواقع،..، وتكون اسرائيل هي القوة القادرة والمسيطرة. كان ذلك هو الهدف ولايزال،..، وما جري في سوريا وما يجري فيها حتي الآن، وما جري ويجري في ليبيا واليمن وغيرهما، تم ويتم في إطار هذا المخطط، الذي تقف وراءه قوي الشر الدولية والاقليمية وعصابات الافك والارهاب المتحالفة معها،..، التي مازالت تتربص الدوائر بالمنطقة العربية كلها ومصر والسعودية ومنطقة الخليج في القلب منها.