»لم ينتظروا التعيين في الحكومة أو القطاع الخاص.. اقتحموا العمل بكل قوة في المشروعات الخاصة.. درسوا المشاريع بدقة.. وقرروا الاعتماد علي أنفسهم.. واجهوا الصعاب والخسائر حتي تمكنوا من النجاح والوقوف علي أرض صلبة.. بعدما اقتحموا الاسواق في كافة المجالات.. واستطاعوا جذب الزبائن إلي مشروعاتهم الصغيرة التي كانت تكبر يوما بعد يوم بتصميم الشباب اصحابها علي النجاح والقضاء علي شبح البطالة .. »بحري والصعيد» يضع مجموعة من شباب المحافظات المختلفة وتجاربهم الناجحة في مختلف المشاريع تحت »الميكروسكوب» .. وتقييم تجاربهم البطولية في اقتحام الاسواق وعدم انتظار وظيفة الحكومة». بورسعيد.. الأصدقاء الأربعة.. أصحاب مصانع ساهمت المنطقة الحرة ببورسعيد في تغيير ثقافة الكثير من الشباب من مجرد الحلم بالوظيفة الي طموح للدخول في مجال رجال الأعمال سواء في مجال الصناعة او غيرها ونجح أصحاب الهمم والارادة في إثبات ذاتهم واصبحوا ملاكا لكثير من المشروعات القائمة بالمحافظة وصاحب هذا التحول قصص كفاح تجسد روح التحدي والمثابرة للوصول الي الهدف ومن بين هذه النماذج نسلط الضوء علي 4 من الشباب الواعد الذي بدأ الطريق من الصفر ومن مجرد مشرفين في أحد مصانع الملابس الجاهزة الي اصحاب مصنعين وغزت منتجاتهم الاسواق الاوربية وشابان سلكا طريقا اخر بترك الوظيفة الميري وتحولا لأصحاب أشهر ماركة في بورسعيد للوجبات الجاهزة تفوقت علي أسماء الماركات العالمية في هذا المجال. ونجوم قصة النجاح المبهرة هم الشباب الاربعة السيد شليل ومحمد شهاب وأسامة رمضان ومحمد طه وجميعهم أصحاب مؤهلات عليا جمعتهم الصحبة في العمل بأحد مصانع الملابس الجاهزة بالمنطقة الحرة كمشرفي انتاج ولم ينتظروا الوظيفة الميري التي لن تاتي ولان روح الطموح داخلهم كما يقول السيد شليل وبعد 4 سنوات من العمل واكتساب الخبرة في هذه الصناعه قررنا استغلال ورشة صغيرة يمتلكها محمد طه كانت مغلقة في تصنيع ملابس الجينز لحسابنا الخاص وبعد ساعات العمل بالمصنع كنا نعمل بالورشة حتي منتصف الليل ونقوم بتسويق انتاجنا للمعارض والمحلات ولاقت إقبالا مشجعا لنا علي الاستمرار وتطور الامر بالتوسع في التصنيع لحسابنا بأحد مصانع الاستثمار وتحت اشرافنا وكانت أول صفقة 1000 بنطلون لتجار بالقاهرة والمحافظات وساعدنا علي النجاح اننا قدمنا انتاجنا بجودة عالية وبسعر منافس وبالتقسيط للتجار وازدادت الطلبات علينا وكان لابد ان نتجاوب مع الامر حتي تم فتح الباب لتمليك مصانع للشباب في مجمع الصناعات الصغيرة الاول بالمحافظة ومن بين شروطه تمليك المصنع الواحد لاثنين من الشباب وتقدمنا لمصنعين ونجحنا في اجتياز الشروط المطلوبة والحصول علي المصنعين وساعدنا اللواء عادل الغضبان محافظ بورسعيد بالسماح بفتح المصنعين علي بعضهما وسهل لنا كافة الإجراءات لبدء الانتاج الفوري وبالطبع تركنا العمل كمشرفين وتفرغنا للتحدي الاكبر ونجحنا في الانتشار في الاسواق المحلية في مصر وفي التصنيع للغير من مصانع التصدير بالمنطقة الحرة ولاقي انتاجنا رضاء المستوردين الاجانب فحضرت وفود من تركيا وايطاليا للتاكد من تصنيعنا لهذه المنتجات حتي نجحنا في التصنيع والتصدير لحسابنا و لدينا عقود تصدير كثيرة للخارج ومستمرون في التصنيع للعديد من المصانع داخل وخارج مصر للماركات العالمية للجينز. ويضيف السيد شليل: لدينا حاليا اكثر من 200 عامل وعاملة واصبح المصنعان لا يكفيان لتغطية حجم التعاقدات المطلوبة ولذلك تقدمنا مؤخرا بطلب جديد للمحافظة للحصول علي مصنع ثالث اكبر في المساحة من بين 54 مصنعا اشترتها المحافظة في مجمع هيئة التنمية الصناعية جنوب بورسعيد واجتزنا ايضا الشروط المطلوبة وسط تشجيع مستمر من المحافظ وننتظر تسلم المصنع قريبا لان لدينا اسواق تصدير خارجية جديدة يضيق حجم انتاج المصنعين الحاليين عن تغطيتها ونحن سعداء بالتجربة التي واجهنا فيها صعوبات في البداية ولكن كان لدينا إصرار علي الاستمرار والنجاح وإثبات الذات ولدينا هدف بالاستمرار في التوسع كلما اتيحت الظروف لذلك. وقصة النجاح الثانية للشابين امين وجدي وسامح محمد اللذين اختارا طريقا آخر للنجاح واصبحا صاحبي أشهر محلات لتقديم الوجبات الجاهزة ببورسعيد حيث كانا يعملان بإحدي شركات الاتصالات ولكنهما كما يقول أمين وجدي كانا مغرمين بفكرة العمل الحر ولديهما موهبة الطهي ومعرفة اسرار هذا العالم ومتابعتها من خلال البرامج والمواقع وزيارة المطاعم المعروفة وخاصة في مجال الوجبات الجاهزة وكان القرار بافتتاح فرع لتقديم هذه الوجبات للهامبورجر والدجاج ولم نكتف بذلك كما يقول امين بل سافرنا اولا الي هولندا للمعايشة علي الطبيعة لعدة أشهر في مطاعم الوجبات الجاهزة هناك لمعرفة اسرار هذا العالم من طرق التصنيع والخدمات المطلوبة لها حتي اكتسبنا الخبرة اللازمة وقررنا ان يكون لنا ماركة جديدة خاصة بنا وسر صنعة يختلف عن الآخرين المنافسين حتي من أصحاب اسماء الماركات العالمية والحمد لله كان نجاح الفرع الأول مبهرا والإقبال كبيرا سواء من ابناء المدينة او من زوارها حتي ضيوف بورسعيد من السائحين الأجانب القادمين بسفن الركاب للميناء اصبحنا وجهة مفضلة لهم وافتتحنا الفرع الثاني بمدينة بورفؤاد ولدينا خطة بالتوسع في المحافظات المجاورة وندرس عدة عروض لذلك ويبقي النجاح الذي تحقق محصورا في الاصرار والاجتهاد بتقديم المميز عن الآخرين او ما يطلق عليه سر الصنعة التي ترضي الزبون.