مجموعة من الشباب يروون قصص نجاحهم لمحررة الأخبار مشروعك حقيقة .. بعد أن كانت مجرد فكرة متطلعة تحولت إلي واقع ملموس نجح في ترجمته مجموعة من شباب الأعمال المخلصين لأبناء بلدهم .. فقد حملت الجمعية المصرية لشباب الأعمال مهمة تنفيذ المشروع علي عاتقها وقامت بتوفير التمويل والدعم الفني لعدد من الشباب الطموحين بالتعاون مع بعض الجهات حتي استطاعوا تنفيذ مشروعاتهم وأصبحت واقعا ملموسا بعد أن كانت مجرد أفكار تداعب خيالهم . وقد احتفلت الجمعية برئاسة المهندس أشرف الجزايرلي بتوفير التمويل اللازم لعشرة مشروعات في ندوة نظمتها سيدة الأعمال السعودية جوهرة بنت تركي علي هامش الأسبوع العالمي لريادة الأعمال الذي أقيم مؤخرا بالقاهرة للعام الثالث علي التوالي وضم أكثر من 62 نشاطا بمساهمة العديد من الجهات .. وحول برنامج " مشروعك حقيقة" يقول الجزايرلي إن البرنامج جاء بمبادرة من الجمعية وشركة "موبينيل" في اطار خطتها للمساهمة في مشروعات ريادة الاعمال كجزء من المسئولية الاجتماعية للشركات حيث قدمت 5 ملايين جنيه للجمعية كصندوق خاص يوجه لتمويل المشروعات الجديدة لشباب الأعمال أو التوسعات في مشروعاتهم القائمة بالفعل من خلال قروض حسنة بدون فوائد بحد أدني 10 آلاف جنيه وحد أقصي 100 ألف جنيه لكل مشروع وبالفعل تقدم للجمعية المصرية لشباب الأعمال أعداد كبيرة من الشباب بافكار ومقترحات لاقامة مشروعات صغيرة بعد الإعلان عن المسابقة وتم اختيار مجموعة منها كبداية وهي المشروعات التي تم تقديم نماذج لعدد منها في هذا التحقيق وجميعها لشباب تتسم أفكارهم بالتجديد والتحدي والمغامرة وهي صفات أساسية يجب توافرها في رائد الأعمال كما أعلن عن قيام الجمعية بإهداء أول دليل مصري لتمويل المشروعات الصغيرة يتضمن توضيحا لأساليب وجهات التمويل المتاحة لشباب الأعمال . ومن جانبه أعلن أسامة صالح رئيس الهيئة العامة للاستثمار والمناطق الحرة عن خطط الهيئة لتنمية المشروعات الصغيرة من خلال تأسيس مركز جديد بمقر الهيئة يحمل اسم " بداية " وهدفه تشجيع ومساندة شباب الاعمال لاقامة المشروعات الصغيرة كأساس للاقتصاد القومي من خلال فريق عمل متخصص بالتعاون مع هيئة المعونة الكندية ... وأضاف صالح أن هناك خمسة مراكز تابعة للهيئة تعمل في خمس محافظات لتنشيط إنشاء المشروعات الصغيرة . قصة نجاح عمرها 4 أعوام التقت " الأخبار" بعدد من الشباب الفائزين في مسابقة الجمعية المصرية لشباب الاعمال للحصول علي قرض حسن والبداية كانت مع حسن عمرو ابن ال 32 عاما وبدأ يروي لنا تفاصيل فكرته وكيف بدأت وإلي أين وصلت والعقبات التي واجهته في تنفيذها ملقيا الضوء علي المساعدات التي قدمتها له الجمعية في مشروعه .. يقول حسن تخرجت في كلية الآداب قسم اللغة الإنجليزية دفعة 2004-2005 وأثناء فترة عملي بالجامعة كنت أعمل بإحدي شركات التوريدات حتي أوفر نفقاتي دون أن أثقل عاهل والدي بمصروفات الجامعة وتكاليف الكتب الدراسية ومصروفاتي الشخصية وأثناء عملي بالشركة طلب مني توفير قطعة معدنية تدخل في تركيب موتور الثلاجات وهي عبارة عن قطعة معدنية صغيرة اسطوانية الشكل ومفرغة ولكني لم أعثر عليها بعد بحث طويل في الأسواق وعندها قررت أن أنتجها بنفسي بعد أن حصلت علي مواصفاتها ولكني واجهت مشكلة في لغة التفاهم مع صاحب ورشة الخراطة الذي كنت أتعامل معه ففكرت في أن استخدم الآلات والعدد الموجودة بالورشة دون الاستعانة بأي عامل إلي أن تمكنت من استخدام هذه الأدوات بحرفية ونجحت في إنتاج أول قطعة.. وقال واجهت صعوبة كبيرة في صنع هذه القطعة ليس لجهل مني بكيفية استخدام آلات الخراطة ولكن لمدي دقتها وفكرت كثيرا في تطوير ماكينة لانتاج هذه القطعة حتي اتمكن من انتاج المزيد منها في وقت أقصر .. تخرجت في الجامعة وكانت الفكرة قد اختمرت في ذهني وبدأت أبلور محاورها وبعد دراسة ذاتية لكيفية تصميم الماكينة بالاستعانة ببعض الدراسات المتاحة علي شبكة الانترنت نجحت في الاستقرار علي تصميم معين للماكينة وكنت أعمل مترجما في أحد مراكز الترجمة لتوفير النفقات اللازمة لإنتاج الماكينة وبعد عامين من التجربة والفشل ورصد الأخطاء ومعالجتها نجحت في انتاج أول قطعة من خلال الماكينة وكانت فرحتي كبيرة وبدأت في مرحلة جديدة وهي تطوير الماكينة ورفع قدرتها واستغرقت هذه المرحلة عامين كاملين ولكن ظلت عقبة كبيرة تقف في طريق إتمام المشروع وهي التمويل ، يضيف حسن خلال تلك الفترة تقدمت في مسابقة عنوانها مشروعك حقيقة وحصلت علي دورة في ريادة الأعمال وقدمت دراسة جدوي لمشروعي وبعد حوالي عام ونصف العام تلقيت اتصالا هاتفيا من الجمعية المصرية لشباب الأعمال حيث ابلغوني بترشح مشروعي للحصول علي تمويل من الجمعية وكان تدخل الجمعية بمثابة طاقة النور التي أعادت الحياة لمشروعي فقد جاء التمويل في مرحلة حاسمة وانتقالية بين التجريب والإنتاج وكنت من بين 10 مشروعات فازت في مسابقة الجمعية وحصلت علي تمويل قدره 100 ألف جنيه، ويضيف حسن انه استخدم التمويل في تطوير الماكينة حتي زادت قدرتها لتنتج 4 آلاف قطعة في الساعة وأمله كبير في زيادة قدرتها والتوسع في مشروعه. كرم من الله ومازالت قصص النجاح مستمرة والبطل شباب من أصحاب العقول المتفتحة اقتنعت بأن العلم وحده لا يكفي ولا ضرر من العمل وسط الماكينات بعيدا عن المكاتب ودون تمسك بالياقات البيضاء فالتعب والعرق سبيل النجاح .. كرم من الله السيد شاب في الثامنة والعشرين من عمره ولكن قصة كفاحه تفوق سنه بكثير فبعد تخرجه في كلية التجارة اتجه لدراسة الإعلام لعشقه للعمل الإعلامي وعمل بالعديد من الصحف والمجلات وبعد فترة من العمل قرر التوجه للاستثمار والعمل الحر .. يقول كرم بعد دراسة متأنية للسوق وجدت أن صناعة الاكسسوارات في مصر ضعيفة والسوق قادر علي استيعاب كل الكميات المطروحة ففكرت في انشاء مصنع صغير لانتاج الاكسسوارات وقمت بتصنيع ماكينة في ورشة خراطة علي طراز الماكينات الموجودة بالمصانع الكبيرة والتي لم أتمكن من شرائها نظرا لارتفاع ثمنها الذي يصل إلي 600 ألف جنيه بينما الماكينة التي صنعتها لم تتعد تكلفتها 1500 جنيه، بدأت الماكينة في الانتاج ولكن الفارق كبير في سرعة الانتاج فهي يدوية وبدأت اتوسع واستعنت بعدة عمال وصلوا إلي 17 عاملا الآن .. وبعد أن علمت بالمسابقة التي نظمتها الجمعية المصرية لشباب الأعمال قررت أن أتقدم إليها لعلي أحصل علي قرض يساعدني في عمليات التوسع وبالفعل فاز مشروعي وحصل علي قرض بالاضافة إلي المساعدة الفنية في اعداد دراسات الجدوي والمساعدة في تسويق المنتج النهائي ولكنه يواجه الآن عقبة في استخراج السجل التجاري والبطاقة الضريبية ورخصة مزاولة المهنة حيث يعاني من بعض الشروط التعجيزية مثل توفير عقد إيجار موثق لا تقل مدته عن 5 سنوات أو عقد تمليك ويسعي حاليا لاجتياز هذه العقبة حتي يتمكن من تحقيق حلمه بالتصدير للخارج والمنافسة عالميا لتأكيد مهارة الصانع المصري . مشكلة في التسويق أيمن ياسين _ نجار 30 سنة _ من الإسكندرية يقول تعلمت النجارة وتصنيع الموبيليا منذ كنت في السابعة عشرة من عمري وكنت اعمل في ورشة وبعد 9 سنوات قررت الانفصال والعمل في مشروع خاص بي وكان التمويل يقف عائقا أمامي وخلال تلك الفترة تقدمت في مسابقة تحت اسم انطلاقة وحصلت علي جائزة المركز الأول علي مستوي الجمهورية في أفضل مشروع قائم للشباب وهو عبارة عن ورشة لتصنيع الموبيليا الفاخرة ثم تقدمت إلي مسابقة الجمعية المصرية لشباب الأعمال وحصلت علي قرض قيمته 65 ألف جنيه وبدأت أتوسع في مشروعي ولكني الآن أعاني من عدة مشاكل مثل ارتفاع أسعار الأخشاب وقلة العمال المدربين والمنافسة مع الموبيليا الصيني ولكن تبقي المشكلة الأخطر والتي تهدد مشروعي بالفشل وهي عرض منتجاتي وتسويقها خاصة أنها تحتاج إلي معارض في أماكن راقية تتناسب مع طبيعة تصميمها وأسعارها .. وقال أيمن انه ينتظر أن يوفر له أحد رجال الأعمال المكان المناسب لعرض منتجاته في إطار شراكة وليس منحة فهو متأكد من قدرة منتجاته علي تحقيق أرباح جيدة. حواء رائدة أعمال لم تكن حواء بمنأي عن برنامج مشروعك حقيقة فقد فازت في أكثر من مشروع كان أكثرها أهمية مشروع المطعم الصحي وهو من ابداع ريهام رشدي جاويش 22 عاما حاصلة علي بكالوريوس تجارة خارجية من جامعة حلوان .. تقول ريهام أثناء فترة دراستي بالجامعة قررت ألا انتظر الوظيفة كما يفعل الكثير من الشباب ولكن بدأت أفكر في تنفيذ مشروع أعمل به بعد التخرج مباشرة ففكرت في تصميم أزياء لأولئك الذين يعانون من السمنة المفرطة ولكني وجدت انها فكرة غير مجدية فبدلا من أصمم لهم أزياء تناسب أوزانهم الثقيلة فكرت في أن أساعدهم علي الحصول علي وجبات صحية تشمل جميع العناصر الغذائية اللازمة وفي نفس الوقت لا تحتوي علي كميات كبيرة من السعرات الحرارية والزيوت والدهون بالاضافة الي تثقيفهم بالثقافة الغذائية السليمة خلال فترة تجهيز الوجبة الغذائية عن طريق خبير تغذية. وأضافت ريهام ان المطعم سوف تطلق عليه اسم "أوليفز" نسبة الي زيت الزيتون والذي تعتمد عليه في تحضير الوجبات الصحية وسوف تتضمن قائمة المطعم أنواع المأكولات المتاحة وأسعارها وعنصر جديد هو كم السعرات الحرارية التي تحتويها .. وتقول بدأت الإعداد لمشروعي منذ عامين من خلال برنامج اسمه KAB التابع لمنظمة العمل الدولية حيث تعلمت كيفية عمل خطة عمل ودراسة جدوي لمشروع وتطبيقها علي فكرة مشروع كما اشتركت في مسابقة علي مستوي جامعات مصر في أفضل مشروع وحصلت علي المركز الأول كما قمت بتمثيل مصر في مسابقة اقليمية بين دول شمال افريقيا والشرق الأوسط وحصلت علي المركز الثاني ثم تقدمت في مسابقة مشروعك حقيقة التي نظمتها الجمعية المصرية لشباب الاعمال وحصلت علي تمويل قدره 99 ألف جنيه لتنفيذ المشروع . عجز في التمويل ريهام اصطدمت بعقبة التمويل عندما بدأت في مرحلة التنفيذ خاصة وأن انشاء المطعم يتطلب مبلغا يفوق 500 ألف جنيه والمتوفر معها لا يتجاوز 100 ألف جنيه بعدما حصلت علي قرض في برنامج مشروعك حقيقة .. مشكلة ريهام ليست حالة فردية فكل هؤلاء الشباب يواجهون المشكلة ذاتها وكلهم خوف من أن تتحطم أحلامهم علي صخرة التمويل وإن كانت الجمعية المصرية لشباب الأعمال نجحت في توفير جزء من التمويل المطلوب فإن المسئولية الاجتماعية تحتم علي كبار رجال الأعمال في مصر رعاية هؤلاء الشباب ومساعدتهم إلي أن يصلوا بمشروعاتهم إلي بر الأمان .