جلس الإمام مالك (رضي الله عنه) في المسجد النبوي كعادته يروي أحاديث رسول الله (صلي الله عليه وسلم) والطلاب حوله يستمعون، لكن واحدا منهم قطع حديثه صارخا: جاء للمدينة فيل عظيم (رغم أن المدينة ليست موطنا للفيلة)، فهرع الطلبة كلهم ليروا الفيل وتركوا مالكا، إلا (يحيي بن يحيي الليثي) فقط، فسأله مالك: لِمَ لم تخرج معهم، هل رأيت الفيل قبل ذلك؟ قال يحيي: إنما رحلت لأري مالكا لا لأري الفيل!! واحد فقط من الحضور هو من علم لماذا أتي، وما هو هدفه، لذا لم يشتت ولم يبدد طاقته، أما الآخرون فخرجوا يتفرجون!! أنها سطور قرأتها من »بوست» علي وسائل التواصل الاجتماعي للشيخة الصوفية »دينا عزت الجميعي» والتي تعقب: في زماننا يتكرر الفيل ولكن بصور مختلفة، وطرائق شتي وخصوصا في رمضان، فالناس في هذا الشهر صنفان: صنف حدد هدفه ويعلم ماذا يريد من رمضان بالعبادات والتقرب إلي الله سبحانه وتعالي بالخيرات، ويرجو الثمرة التي يتمني تحصيلها من التقوي والإخلاص في صيامه والابتعاد عن النواهي والمحرمات، وصنف آخر »غافل» بإفراطه في حقوق المولي، وتستهويه أنواع الفيلة المختلفة: فالقنوات الفضائية علي حساب العبادة فيلة، والمسلسلات والأفلام الهابطة فيلة، والأغاني التافهة، والغيبة والنميمة، وكل أنواع المحرمات فيلة، والمضيعون للأوقات فيلة، والفيس بوك والواتساب والإنستجرام والببجي فيلة هذا العصر والزمان! فاحذر »الفيلة» لأنها ستسلب منك أفضل شهور العام كله.. شهر رمضان المعظم، لأن المحروم من حرم الأجر في موسم الأجور.. صدقتِ يا»شيخة»..