واصل كبار السياسيين في اليونان محادثات مكثفة لليوم الثاني أمس لكسر جمود الازمة السياسية التي تعصف بالبلاد وتهدد بإخراج تلك الدولة المثقلة بالديون والمهددة بالإفلاس من »منطقة اليورو«. ودعا الرئيس اليوناني »كارلوس بابولياس« الي التعاون لحل الأزمة التي اضطرت رئيس الوزراء جورج باباندريو إلي التراجع عن قراره بطرح خطة الانقاذ الأوروبية علي استفتاء عام. لكن زعيم حزب الديمقراطية الجديد اليميني المعارض »انتونيس ساماراس« رفض عرض باباندريو لتشكيل حكومة ائتلافية باعتبارها السبيل الوحيد لوضع اليونان علي طريق الانقاذ الوطني وتأمين شريان حياة مالي من الدائنين الدوليين قبل افلاس البلاد. وقال ساماراس قبل لقائه أمس ان الرئيس بابولياس ان رئيس الوزراء وزعيم حزب الباسوك الاشتراكي جورج باباندريو يشكل خطراً علي اليونان وطالب بإجراء انتخابات فورية لاختيار حكومة جديدة تكون قادرة علي ادارة دفة الأزمة بصورة أكبر جدارة. وفي إيطاليا التي تواجه أيضاً مشكلات اقتصادية أكد رئيس الوزراء سيلفيو برلسكوني انه لا يعتزم الاستقالة ساخراً من الحكومات التي تعاقبت علي بلاده في فترة ما بعد الحرب العالمية الثانية والتي لم تكن تستمر أكثر من 11 شهراً. وأكد برلسكوني أن حكومته لا تزال تتمتع بالأغلبية في البرلمان وكان آلاف الايطاليين قد خرجوا في مظاهرة الي ميدان رئيسي بالعاصمة روما للتعبير عن غضبهم إزاء معالجة الحكومة الايطالية للأزمة الاقتصادية ورفض رئيس الوزراء الاستقالة. وفي فرنسا يعتزم رئيس الوزراء »فرانسوا فيون« الإعلان اليوم عن خطة تقشف جديدة هي الثانية التي تقررها الحكومة الفرنسية لانعاش الاقتصاد الوطني.. وذلك بعد الخطة الأولي التي أعلنتها نهاية اغسطس الماضي. وأشارت مصادر مطلعة الي ان الحكومة تسعي من خلال هذه التدابير إلي توفير ما بين 6 الي 8 مليارات يورو في الميزانية لتحقيق أهداف برنامج التقشف. وفي الولاياتالمتحدة حيث تتواصل الاحتجاجات المناهضة لجشع الرأسمالية والمطالبة بالعدالة الاجتماعية اشتبك عدة فئات من محتجي »احتلوا اتلانتا« مع قوات الامن بعد ان تفرق تجمع ضخم من منتزه عام الي الشوارع المجاورة بالرغم من تحذيرات من جانب عمدة مدينة أطلنطا بولاية جورجيا الأمريكية وقوات الشرطة بها. وألقت الشرطة القبض علي عدد من المحتجين بينما أعرب منظم حركة الاحتجاج »لا ترون بريس« عن أسفه لتحول المظاهرة إلي مواجهات عنيفة.