بداية يسعدني ان اهنيء بالعيد الاضحي المبارك اعاده علي الامة العربية والاسلامية باليمن والبركات وان ينعم العزيز القدير علي مصر وشعبها بالسعادة والازدهار ويساعدها علي الخروج من محنتهما الي بر الامان والاستقرار. وفي اطار التطلع الي الامن والاستقرار فانه ليس من توصيف لمظاهر الترحيب الشعبي بعمليات اعادة الانضباط للشارع المصري سوي ان غالبية المواطنين قد ضجوا من حالة التسيب التي سادت وأدت الي تعطيل مصالحهم وتشويه الصورة التي يجب ان تكون عليها عاصمة مصر التي اختاروها للاقامة والحياة. لابد ان نعترف بأن هذا الانفلات الذي حول شوارع القاهرة الي مرتع للاسواق ومواقف عشوائية للميكروباصات لا يمت لثورة 52 يناير بصلة. المؤكد ان ما استهدفته هذه الثورة هو الاصلاح والتغيير الي الاحسن في كل شيء وليس لتكريس الفوضي وما يترتب عليها من انفلات أمني وسلوكي يؤثران علي الحياة. ولقد عبر جموع المواطنين عن ابتهاجهم بهذا التحرك الذي شاركت فيه قوات للشرطة العسكرية وشرطة الامن العام وشمل العديد من الميادين والشوارع الرئيسية في القاهرة. لابد ان نحيي ايضا قيام هذه القوات بتصفية عمليات العدوان علي المساكن وملكيتها بدون وجه حق كما حدث في مدينة 6 أكتوبر. ان الهدف هو اعادة الانضباط والامن الي الاحياء والشوارع بما يحفظ صورتها وتأكيد الايمان بان نجاح ثور 25 يناير لا يعني تشجيع الخروج عن النظام العام. انه وبعد عودة الامور الي نصابها واستعادة احوال الشوارع لتوازنها وانضباطها ونظامها نتيجة هذه الحملات يأتي دور الاجهزة في المحافظات التي يجب عليها البحث عن اماكن لمزاولة الشرفاء من هؤلاء البائعين الجائلين لانشطتهم بعيدا عن تعطيل الحياة العامة وارباك المرور واشاعة مناخ من عدم الامان في هذه الشوارع عليهم ان يأخذوا بالنظم المعمول بها في الكثير من دول العالم بما فيها المتقدمة التي تسمح بإقامة أسواق تتوزع علي ايام الاسبوع في احيائها لهؤلاء البائعين لعرض بضائعهم تحت الرقابة وضمانات تنظيف المكان بعد انتهاء السوق الذي له مواعيد محددة تنتهي فعاليته بعدها. وفي هذا المجال يمكن لاجهزة المحافظة استثمار الاماكن الفضاء في الاحياء لاقامة هذه الاسواق وبما لا يؤدي الي الاخلال بحركة المرور. بالطبع فان المشكلة محلولة من خلال الاراضي التابعة للدولة أو شركاتها أو مرافقها المختلفة كما من الممكن ان يكون هناك مقابل مادي للأراضي التي يملكها القطاع الخاص طوال فترة تركها فضاء. من ناحية اخري فانني اقول انه ليس المهم الترحيب بهذه الحملات ونتائجها ولكن الاهم من كل ذلك هو استمرار المتابعة حتي لا تعود ريمة إلي عادتها القديمة بعودة الفوضي الي الشارع بمجرد انتهائها واختفاء القوات التي قامت بها.. ان نجاح هذه الحملات مرهون باستمرار المتابعة وعدم السماح بالتسيب. وبهذه المناسبة وعلي ضوء ما يحدث من سوءات في شارع الجلاء وهو واحد من أهم شوارع القاهرة وكذلك شارع 62 يوليو في منطقة وسط القاهرة وبالاخص بولاق ابوالعلا فاني ارجو مراعاة اهمية هذه المنطقة لحركة المرور ومظهر العاصمة. ان هذا يتطلب متابعة ورقابة مستمرة للاوضاع خاصة بالنسبة للميكروباصات ولعمليات استيلاء محلات الملابس المستعملة لطريق 62 يوليو بما يؤدي الي اعاقة حركة المرور. اني اقترح علي الدكتور عبدالقوي خليفة محافظ القاهرة الاتصال بشركة الاهرام للمجمعات التي تملك مصنع الثلج التابع لها في شارع الجلاء والاتفاق معهم علي استئجار الساحة الفضاء الضخمة التابعة لها كموقف لسيارات الميكروباصات نظير رسم رمزي. اعتقد ان اقامة هذا الموقف حتي ولو بصفة مؤقتة يمكن ان يحل مشكلة حقيقية في شارع الجلاء. ان حل مشاكل محافظة القاهرة باعتبارها الاكبر في التعداد وتحقيق الانضباط فيها يحتاج الي تفعيل الفكر باقتراح الحلول العملية القابلة للتنفيذ.. والله الموفق.