التقرير الذي أصدره صندوق النقد عن مسيرة الاقتصاد المصري يعد مفخرة لشعب مصر وقيادته السياسية وللقائمين علي تفعيل السياسة النقدية في البنك المركزي ووزارة المالية وكل أجهزة الدولة. التقرير تحدث عن نجاح برنامج الإصلاح الاقتصادي الذي تبنته مصر المحروسة وبلغ مراحله الأخيرة محققا ما يفوق النتائج المتوقعة. جاء اعلان هذا التقرير والاشادة بالنتائج.. بعد اتمام خبراء الصندوق من مراجعة ما تم من إجراءات والموافقة علي صرف الدفعة الأخيرة من القرض المخصص لدعم المسيرة الاقتصادية المصرية وقدرها 2 مليار دولار. بهذه الدفعة الاخيرة نكون قد حصلنا علي 12 مليار دولار.. هذا القرض سيجري تسديده علي أقساط تمتد لسنوات عديدة بفائدة مخفضة جدا حيث يقابله في خزينة البنك المركزي احتياطي يقدر ب44 مليار دولار. ان من أهم علامات نجاح الإصلاح الاقتصادي في مصر، ارتفاع معدلات التدفقات النقدية القادمة من الخارج. هذا التطور الاستثماري يدعمه تحويلات المصريين في الخارج والتي بلغت في العام الماضي 26 مليار دولار.. بالإضافة إلي ارتفاع دخل السياحة التي تشهد تعافيا وانتعاشا. لا يمكن وصف ما حدث سوي أنه يعكس صلابة الإرادة المصرية القائمة علي الرغبة في النهوض والتقدم. وفقا لاعتراف كل المتصلين بنجاح هذه المنظومة الاقتصادية فإن تقبل الشعب للمصاعب والأعباء المترتبة علي تطبيقها كان وراء ما يمكن توصيفه بالانتصار الاقتصادي المصري.. هذا الموقف التاريخي جاء إيمانا وثقة فيما أقدمت عليه القيادة السياسية من جرأة وشجاعة في اتخاذ القرار. بعد انتهاء اللمسات الأخيرة لهذا الاصلاح والتأكد من استقرار قواعده.. تبدأ مرحلة جني الثمار التي بشر بها الرئيس السيسي أطياف الشعب. إن بوادرها تتجسد في إنخفاض معدلات التضخم والبطالة واقتراب معدلات النمو من 6٪ وتحسن قيمة الجنيه المصري التي ارتفعت في مقابل الدولار بنسبة 2٪. كل ذلك سوف ينعكس ايجابا علي لجم الأسعار وتحسن كبير في بيئة الاستثمار. ان ما يؤكد هذه التوقعات.. فوز الاداء الاقتصادي المصري بتقديرات عالية من جانب المؤسسات الاقتصادية العالمية. إننا ونحن علي أعتاب مرحلة جديدة في مسيرتنا بعد هذا الانجاز الاقتصادي التاريخي.. لا يسعنا سوي أن نتفاءل بالمستقبل. هذا الانجاز وتبعاته يحملنا كشعب مسئوليات جسام للحفاظ عليه. حول هذا الشأن فاننا مطالبون شعبا وحكومة بمزيد من الجدية في نظرتنا الي أهمية العمل والانتاج والانضباط في كل شئون حياتنا. لابد من بذل الجهد والعرق والالتزام بالحقوق والواجبات. يشمل ذلك زرع الثقة والأمن والأمان في نفوس أصحاب الكفاءات والخبرة بما يفتح الأبواب أمامهم للمساهمة فيما نتطلع اليه من نهضة وازدهار. أخيرا وعلي ضوء هذه الصورة المضيئة لمستقبل مصر.. لا يسعنا سوي توجيه تحية شكر وتقدير للشعب المصري ولقيادتنا السياسية ولادارة البنك المركزي ولكل الأجهزة التنفيذية علي دورهم في تحقيق هذا الانجاز. هنيئا لمصر هذا النجاح.