في هذا الوقت من كل عام اجدني استعد ليس فقط للصيام والصلاة.. ولكن للعمل ايضا باعتباري ناقدا فنيا مهمته الاساسية متابعة كل ما يذاع ويعرض أو كل ما استطيع متابعته بعيدا عن ميولي الشخصية لعمل أو لآخر. وتجدني اعد خريطة للمسلسلات والبرامج التي اشاهدها علي مختلف القنوات. وكل عمل له صفحة أو المساحة المحددة له لا سجل فيها ملاحظاتي اليومية علي كل شيء شاهدته حتي يحين موعد كتابتي لمقالي الاسبوعي يوم الاثنين للنشر صباح الثلاثاء واضع امامي كل حصيلتي من ملاحظاتي النقدية علي مدار اسبوع وابدأ الكتابة. واليوم هو ثاني ايام شهر رمضان اعاده الله عليكم وعلي كل الامة الإسلامية بكل الخير والسعادة ورغم متابعتي للعديد من الاعمال التي بدأ عرضها منذ أول أمس الا انه لم يحن الوقت بعد لابداء أي آراء نقدية أو انطباعات.. ولكن اعدكم انني ابتداء من الاسبوع القادم ساقدم لكم حصيلة متابعاتي وملاحظاتي علي مدار اسبوع. ولكنني سأحدثكم اليوم عن رمضان الذي لم يعد كما كان في كل شيء حتي أولادي الصغار الذين لم يشاهدوا الطقوس الرمضانية التي عشتها انا وابناء جيلي اجدهم يقولون لي معقولة رمضان سيبدأ غدا اننا لا نشعر بذلك كما كنا من قبل فقد كانت الشوارع والبيوت تضاء بالزينة الملونة استعدادا لاستقبال الشهر الكريم وكان الشباب والفتيات يتنقلون بين الجيران لجمع التبرعات لعمل الزينة في الشارع وكنا لا نستطيع ان ننام إلا وفانوس رمضان بين احضاننا وننتظر بفارغ الصبر اذان المغرب وعقب الافطار مباشرة نتجمع في مدخل المنزل أو الشارع وكل الاصدقاء بالفوانيس الملونة والمضاءة بالشموع ونغني حالو يا حالو رمضان كريم يا حالو.. حتي التليفزيون كانت هناك شاشة واحدة هي التليفزيون الوطني وعدد محدود من المسلسلات والبرامج والفوازير مقسمة علي القنوات العاملة واعمال مدروسة بعناية وتتنوع بين الاعمال الدينية والتاريخية والاجتماعية والكوميدية مع رقابة صارمة حفاظا علي كيان الاسرة المصرية أما الآن فحدث ولا حرج حاجات كثير اتغيرت ولكن للاسف للأسوأ.. لذلك فأنا اشفق علي أبناء هذا الجيل واقول لهم رمضان كريم.