سُئلت في أحد البرامج :عن أسباب التعديلات الدستورية، فقلت »الخوف هو أسوأ مستشار للإنسان».. خوف لجنة الخمسين من تعديلات دستور 1971 التي جعلت الرئيس مبارك يستمر 30 سنة في الحكم، فأغلقت الباب علي أي رئيس أكثر من مدتين 4 سنوات، وخوفها من السلطات الفرعونية التي منحها مرسي لنفسه في دستور 2012، جعلها تجرد أي رئيس قادم من الصلاحيات الرئاسية التي تمكنه من أداء مهام منصبه. فجاء دستور 2014 حارساً للخوف، مانعاً لصلاحيات ضرورية تمكن الرئيس من استكمال برنامجه الكبير، الذي بدأت ملامحه تظهر علي أرض الواقع. سُئلت: لماذا المادة الانتقالية التي تمنح الرئيس السيسي فقط فترتين إضافيتين بعد انتهاء ولايته؟، قلت: الأصل هو فترتان مدة كل منهما ست سنوات، والاستثناء هو منح الرئيس الفرصة لاستكمال مشروع بناء الدولة الحديثة. ففي حياة الشعوب علي مر التاريخ، يظهر زعماء سواء في مصر أو العالم، لهم رؤي إصلاحية تقترب من الأحلام، ويستطيعون تجسيدها علي أرض الواقع كحقائق، فتغير مجري حياة الدول والشعوب، وهذا ما يحدث في مصر الآن. محمد علي وجمال عبد الناصر فعلا لذلك، ولم يكتب لمشروعيهما الاستمرار، ولكن السيسي استفاد من تجربتيهما، وآمن بأن قوة مصر في شعبها وبنائها، وليس الاصطدام بالقوي الأجنبية أو الدخول في مصيدتها، فقضوا علي مشروع محمد علي في معاهدة لندن 1840، وحلم عبد الناصر في حرب 1967. سُئلت: هل يترك المتربصون مصر في حالها وهي تزدهر وتتقدم وتفرض معادلات سياسية جديدة؟ قلت: الرئيس السيسي أجاب بأن الخوف علي مصر من الداخل وليس من الخارج، فما زالت هناك جماعة شريرة، لا يعنيها إلا أن تعود للسلطة، حتي لو كان ذلك علي أنقاض البلاد، وتكره الأرض التي تعيش عليها وتسمم النيل الذي تشرب من مياهه. أما الخارج، فقد رسخ الرئيس لأول مرة قولا وفعلا سياسة عدم الانحياز، من أمريكا إلي الصين، ومن ألمانيا إلي فيتنام الشمالية، ومن روسيا إلي الهند، تتعدد زيارات الرئيس مع قادة وزعماء العالم، علي قاعدة الاحترام المتبادل، والانفتاح علي الجميع في القضايا الإقليمية والدولية. سُئلت مرة أخري: كيف يتفادي السيسي أخطاء محمد علي وجمال عبد الناصر وتنجو مصر من المؤامرات الدولية؟ قلت: السيسي أعاد لمصر مكانتها وهيبتها في المجتمع الدولي، لأنه يحترم الجميع فيحترمه الجميع، ولأن بلده يرتفع فوق الصغائر والمؤامرات، فيتجنب الصغائر والمؤامرات، ولا يدس أنفه في شئون الغير ولا يسمح لأحد بالتدخل في شئونه،ولأنه يسعي لتعظيم قوة بلاده في الداخل، وتقوية جيشها وتحديثه وتطويره، فأصبح »من يفكر» يعمل لمصر ألف حساب. عندما قال السيسي »مسافة السكة» للأشقاء في دول الخليج، وضع قاعدة ذهبية بأن مصر تسارع بالدفاع عن أشقائها إذا تعرضوا لعدوان، ولكن لا يتورط جيشها بالعدوان. مصر خرجت من الصراعات الدامية التي تجتاح دول المنطقة، ولم تتلوث يديها بقطرة دماء، وعندما أراد المعزول وجماعته الزج بها في حرب دينية ضد الأشقاء في سوريا، تصدي لهم الجيش والشعب، فنحن ندافع عن الأشقاء ولا نتورط في إراقة دماء الأشقاء.