لا أدري ما هو السبق في اسم مشكوك فيه لوزير جديد؟ مجرد شائعات ودنيا ملخبطة وكل واحد يعتقد نفسه أبو العريف والعالم ببواطن الأمور يجري وراء السوشيال ميديا ليخطف خبرا من هنا وخبرا من هناك والنتيجة عالم من الزيف والكذب والنفاق تخلقه وسائل التواصل الاجتماعي التي أصبحت مصدرا للأخبار.. المشكلة أن هذا مجرد مثل فج لما نعيشه ونحياه بعد أن أصبحنا عبيدا لجهاز صغير نحمله في ايدينا ويرافقنا أينما ذهبنا ليتحكم بنا وبحياتنا يراقبنا في كل مكان ويعرف عنا أكثر مما نعرف عن أنفسنا أين نذهب ومتي وكيف وماذا نحب ونكره ومن هم أصدقاؤنا وكيف نتواصل معهم وعما نتحدث.. ماذا نشتري وماذا نبيع.. وما الذي نحلم بشرائه أصبحنا محاصرين داخله بعد أن قاطعنا الصحف وشاشات التليفزيون نعيش معه وبه فهو نافذتنا الوحيدة التي نري من خلالها العالم، اعترف أنني كغيري لا أستطيع الاستغناء عن هذا الجهاز العجيب فهو صلتي بالعالم وبآخر الأخبار وبعملي ويحمل كل أسراري ويرسم لي خريطة يومي لكني أعتبره صديقا يجب ألا أكتفي به ولا أثق فيه، ففي لحظة يمكنه أن يغدر بي أعرف هذا واتخذ جميع احتياطاتي.. ولكن المشكلة في جيل جديد ولد في عصر التكنولوجيا.. نشأ وتربي مع جهاز لا يعرف من الدنيا غيره.. يعيش معه وبه، يلعب يأكل يشرب ويكون الصداقات عن طريقه، عالم كامل متكامل لا يحتاج لأحد غيره.. مهما حذرنا ووعينا ومهما تابعنا نجد كل يوم حيلة جديدة ولعبة قاتلة، جيل أدعو الله أن ينقذه وينجيه من عالم غامض يندفع إليه من أول لحظة يري فيه النور إلي أن يغمض عينيه ويستسلم بعد عمر طويل لا يعرف سوي شاشة يري بها العالم والناس والأصدقاء.