لحظات رهيبة.. تلك التي انطلقت فيها كتل النيران الملتهبة في أجساد أبرياء كانوا في طريقهم للسفر أو عائدين من سفر. كانوا يقفون في انتظار القطار أو يسيرون للخروج من محطة مصر وشاء القدر أن تتلقي أجسادهم قنابل نيرانية تلتهم أجسادهم وتحرق قلوب ذويهم. حقاً الاهمال ضار بالمجتمع ولكننا تجاوزنا عن عقابه تحت مسمي »معلش»، »الحمد لله عدت علي خير»، »اوعي تعملها تاني» ونسينا أن معظم النيران من مستصغر الشرر، وهكذا ودعنا أهلنا الساعين إلي رزقهم وهم كتل متفحمة فيها الشيخ والعجوز والشاب والفتاة والطفل حتي الذين أصابتهم النيران سوف يعانون جسمانيا ونفسيا.. فالمشهد المروع سيظل في خاطرهم حتي نهاية العمر. ليتنا نفيق من ترك »معلش» أو الجزاء الخفيف الذي لا يسمن ولا يغني من جوع تسري في مفاصل المجتمع، حتي لا نجد أنفسنا يوما ما بلا وطن أو مواطنين. لتكن البداية من حادث محطة مصر خاصة أنه ليس الأول في حوادث القطارات وننزل أشد العقاب ليكون الجناة عبرة وتكون الحادثة التي راح ضحيتها شهداء هي نهاية الإهمال أو حتي النية بقصد حسبما سيظهر في التحقيقات. الانضباط والانتباه لكل صغيرة وكبيرة في هذا المرفق الذي ينقل الناس إلي جميع محافظات مصر أولي بالرعاية وهذا أولي مهام وزير النقل الجديد بجانب الأعمال الفنية والهندسية والتخطيط حتي تعود سكة حديد مصر سكة الأمان وليس سكة الندامة.