الحقيقة القائمة علي أرض الواقع المصري، تؤكد اننا نخوض الآن وطوال السنوات الخمس الماضية معركتين ضاريتين في ذات الوقت،...، كل منهما علي قدر كبير من الأهمية والضرورة، بحيث لا يمكن تأجيل إحداهما أو ارجاؤها ولو لبعض الوقت. أولي هذه المعارك هي الحرب الشرسة التي نواجه فيها جماعة الإرهاب وعصابات الإفك والضلال والتكفير المتحالفة مع قوي الشر الإقليمية والدولية، الساعين بكل الخسة والدناءة لنشر الدمار والفوضي بالبلاد، وإشاعة اليأس والاحباط في نفوس المواطنين، وصولا لهدم الدولة وإسقاطها. وفي ذات الوقت الذي نخوض فيه هذه الحرب، دفاعا عن بقاء الدولة والحفاظ علي أعمدتها الأساسية ومؤسساتها الرئيسية، فإننا نخوض أيضا حربا لا هوادة فيها من أجل البناء والتنمية، والسعي بكل الجهد لوضع الدولة المصرية في المكان اللائق بها. واحسب أننا نلمس ونتابع جميعا أن ما نقوم به الآن، ليس مجرد تجديد وتحديث للبنية الأساسية للدولة، سواء في الطرق والكباري والكهرباء والطاقة أو المياه والصرف الصحي والنقل والمواصلات أو الإسكان والصحة والتعليم وغيرها،...، بل إن ما نقوم به هو إنشاء وإقامة بنية أساسية حديثة ومتكاملة للدولة، في إطار خطة قومية شاملة لإقامة وبناء الدولة المصرية الحديثة. هذا يعني بوضوح أننا نخوض بكل الصلابة والإصرار المعركتين معا وفي ذات الوقت، وهما معركة القضاء علي الإرهاب ومعركة البناء والتنمية الشاملة،...، وكلتاهما تحتاجان إلي قوة الإرادة ووحدة الصف، والإيمان الكامل في قدرة مصر وشعبها علي تحقيق النصر بالعمل والعرق والجهد المخلص، والوقوف صفا واحدا ويدا واحدة مع قواتنا المسلحة وشرطتنا الباسلة لتحقيق النصر وبناء الدولة،.. والثقة الكاملة بأن الله سبحانه لن يخذلنا ولن يضيع جهدنا.