الحقيقة القائمة علي أرض الواقع تؤكد أننا نخوض الآن، وطوال السنوات الثلاث الماضية معركتين ضاريتين في ذات الوقت،..، وكل منهما علي قدر كبيرمن الأهمية والضرورة بحيث لا تقبل التأجيل أو الإرجاء ولو لبعض الوقت. أولي هذه المعارك، هي الحرب الشرسة التي نواجه فيها جماعة الارهاب، وعصابات الإفك والضلال المتحالفة معها الساعية بكل الخسة والدناءة لنشر الدمار والفوضي بالبلاد، وإشاعة اليأس والإحباط في نفوس المواطنين وصولا لهدم الدولة وإسقاطها. وفي ذات الوقت الذي نخوض فيه هذه الحرب دفاعا عن بقاء الدولة والحفاظ علي أعمدتها الرئيسية ومؤسساتها الأساسية، فإننا نخوض أيضا حربا لاهوادة فيها من أجل البناء والتنمية ونسعي بكل الجهد لوضع الدولة المصرية في المكان اللائق بها والذي تستحقه كدولة حديثة وقوية. وأحسب أننا نلمس ونتابع جميعا أن ما تقوم به الآن، ليس مجرد تجديد وتحديث للبنية الأساسية، في الطرق والكباري والكهرباء والطاقة والمياه والصرف الصحي، والنقل والمواصلات والاسكان والصحة والتعليم وغيرها،..، بل هو في الحقيقة إنشاء وإقامة بنية أساسية حديثة ومتكاملة للدولة، في إطار المشروع القومي لإقامة وبناء الدولة المصرية الحديثة. هذا يعني في جوهره ومضمونه، اننا نخوض الآن معركتين هائلتين وشرستين في ذات الوقت، أولهما التصدي للإرهاب وعصابات الضلال وقوي الشر، وثانيهما معركة البناء والتحديث والتنمية،..، وكلتا المعركتين تحتاجان إلي قوة الإرادة ووحدة الصف، والعمل الجاد والمخلص لتحقيق النصر،..، وقبل ذلك وبعده الثقة الكاملة في القيادةالمخلصة، الساعية بقوة وإصرار علي تحقيق طموحات الشعب وآماله في بناء مصر الحديثة والقوية،..، مع الايمان المطلق بأن الله سبحانه لن يخذلنا ولن يضيع جهدنا.