رئيس ضمان جودة التعليم: الجامعات التكنولوجية ركيزة جديدة فى تنمية المجتمع    إتاحة الاستعلام عن نتيجة امتحان المتقدمين لوظيفة عامل بالأوقاف لعام 2023    قطع المياه عن نجع حمادي.. وشركة المياه توجه رسالة هامة للمواطنين    الحكومة: نرصد ردود فعل المواطنين على رفع سعر الخبز.. ولامسنا تفهما من البعض    «حماس» تصدر بيانًا رسميًا ترد به على خطاب بايدن.. «ننظر بإيجابية»    محامي الشحات: هذه هي الخطوة المقبلة.. ولا صحة لإيقاف اللاعب عن المشاركة مع الأهلي    رونالدو يدخل في نوبة بكاء عقب خسارة كأس الملك| فيديو    أحمد فتوح: تمنيت فوز الاهلي بدوري أبطال أفريقيا من للثأر في السوبر الأفريقي"    هل يصمد نجم برشلونة أمام عروض الدوري السعودي ؟    حسام عبدالمجيد: فرجانى ساسى سبب اسم "ماتيب" وفيريرا الأب الروحى لى    هل الحكم على الشحات في قضية الشيبي ينهي مسيرته الكروية؟.. ناقد رياضي يوضح    محامي الشحات: الاستئناف على الحكم الأسبوع المقبل.. وما يحدث في المستقبل سنفعله أولًا    مصارعة - كيشو غاضبا: لم أحصل على مستحقات الأولمبياد الماضي.. من يرضى بذلك؟    اليوم.. بدء التقديم لرياض الأطفال والصف الأول الابتدائي على مستوى الجمهورية    32 لجنة بكفر الشيخ تستقبل 9 آلاف و948 طالبا وطالبة بالشهادة الثانوية الأزهرية    استمرار الموجة الحارة.. تعرف على درجة الحرارة المتوقعة اليوم السبت    اعرف ترتيب المواد.. جدول امتحانات الشهادة الثانوية الأزهرية    صحة قنا تحذر من تناول سمكة الأرنب السامة    أحمد عبد الوهاب وأحمد غزي يفوزان بجائزة أفضل ممثل مساعد وصاعد عن الحشاشين من إنرجي    دانا حلبي تكشف عن حقيقة زواجها من محمد رجب    الرئيس الأمريكي: إسرائيل تريد ضمان عدم قدرة حماس على تنفيذ أى هجوم آخر    "هالة" تطلب خلع زوجها المدرس: "الكراسة كشفت خيانته مع الجاره"    حدث بالفن| طلاق نيللي كريم وهشام عاشور وبكاء محمود الليثي وحقيقة انفصال وفاء الكيلاني    أبرزهم «إياد نصار وهدى الإتربي».. نجوم الفن يتوافدون على حفل كأس إنرجي للدراما    مراسل القاهرة الإخبارية من خان يونس: الشارع الفلسطينى يراهن على موقف الفصائل    عباس أبو الحسن يرد على رفضه سداد فواتير المستشفى لعلاج مصابة بحادث سيارته    "صحة الإسماعيلية" تختتم دورة تدريبية للتعريف بعلم اقتصاديات الدواء    ثواب عشر ذي الحجة.. صيام وزكاة وأعمال صالحة وأجر من الله    أسعار شرائح الكهرباء 2024.. وموعد وقف العمل بخطة تخفيف الأحمال في مصر    العثور على جثة سائق ببورسعيد    الأمين العام لحلف الناتو: بوتين يهدد فقط    سر تفقد وزير الرى ومحافظ السويس كوبرى السنوسي بعد إزالته    نقيب الإعلاميين: الإعلام المصري شكل فكر ووجدان إمتد تأثيره للبلاد العربية والإفريقية    كيف رفع سفاح التجمع تأثير "الآيس" في أجساد ضحاياه؟    "حجية السنة النبوية" ندوة تثقيفية بنادى النيابة الإدارية    ضبط متهمين اثنين بالتنقيب عن الآثار في سوهاج    «الصحة»: المبادرات الرئاسية قدمت خدماتها ل39 مليون سيدة وفتاة ضمن «100 مليون صحة»    وكيل الصحة بمطروح يتفقد ختام المعسكر الثقافى الرياضى لتلاميذ المدارس    وصايا مهمة من خطيب المسجد النبوي للحجاج والمعتمرين: لا تتبركوا بجدار أو باب ولا منبر ولا محراب    الكنيسة تحتفل بعيد دخول العائلة المقدسة أرض مصر    للحصول على معاش المتوفي.. المفتي: عدم توثيق الأرملة لزواجها الجديد أكل للأموال بالباطل    القاهرة الإخبارية: قوات الاحتلال تقتحم عددا من المدن في الضفة الغربية    «القاهرة الإخبارية»: أصابع الاتهام تشير إلى عرقلة نتنياهو صفقة تبادل المحتجزين    «ديك أو بط أو أرانب».. أحد علماء الأزهر: الأضحية من بهمية الأنعام ولا يمكن أن تكون طيور    الداخلية توجه قافلة مساعدات إنسانية وطبية للأكثر احتياجًا بسوهاج    ارتفاع الطلب على السفر الجوي بنسبة 11% في أبريل    «صحة الشرقية»: رفع درجة الاستعداد القصوى لاستقبال عيد الأضحى    وزير الصحة يستقبل السفير الكوبي لتعزيز سبل التعاون بين البلدين في المجال الصحي    مفتي الجمهورية ينعى والدة وزيرة الثقافة    الأونروا: منع تنفيذ برامج الوكالة الإغاثية يعنى الحكم بالإعدام على الفلسطينيين    الماء والبطاطا.. أبرز الأطعمة التي تساعد على صحة وتقوية النظر    «الهجرة» تعلن توفير صكوك الأضاحي للجاليات المصرية في الخارج    رئيس الوزراء الهنغاري: أوروبا دخلت مرحلة التحضير للحرب مع روسيا    «حق الله في المال» موضوع خطبة الجمعة اليوم    بمناسبة عيد الأضحى.. رئيس جامعة المنوفية يعلن صرف مكافأة 1500 جنيه للعاملين    السيسي من الصين: حريصون على توطين الصناعات والتكنولوجيا وتوفير فرص عمل جديدة    الحوثيون: مقتل 14 في ضربات أمريكية بريطانية على اليمن    أسعار الفراخ اليوم 31 مايو "تاريخية".. وارتفاع قياسي للبانيه    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



»الأخبار« تحاور التشكيلي الثائر د. علي حبيش
تزييف آثار مصر أخطر جرائم نظام مبارك

د. على حبىش : مصر الآن تتقاذفها تىارات غىر مفهومة وأخشى المد السلفى
زهرة الخشخاش المسروقة مزيفة.. والأصلية لم تعد من باريس
من مواليد 1/3/8491.. حصل علي بكالوريوس كلية الفنون الجميلة قسم النحت 1973 .. وماجستير الفنون الجميلة عن النحت الأفريقي 2891.. ودكتوراه النحت عن الساحات الشعبية في فن النحت المصري المعاصر عام 1988.
شغل درجة استاذ مساعد في الفنون الجميلة 1995 جامعة حلوان ثم درجة الأستاذية في النحت الميداني كلية الفنون الجميلة جامعة حلوان.
نظم عددا كبيرا من المعارض الفردية والجماعية في مصر والعالم أبرزها: بينالي الاسكندرية في دوراته المختلفة ومعرض بالاتحاد السوفيتي 1988 و بينالي أسبانيا للشباب 1970 وبينالي بنجلاديش الدولي الدورة العاشرة 2002.
صمم أول تمثال عن تقرير المصير للدولة الفلسطينية عام 1989.. وأقام شعار محافظة المنوفية في مدخل مدينة قويسنا علي طريق مصر إسكندرية الزراعي.. وشعار محافظة القليوبية علي طريق مصر إسكندرية الزراعي. حصل علي العديد من الجوائز منها: جائزة يوم الأرض 1975.. الجائزة الأولي في الافتتاح الثاني لقناة السويس.. جائزة معرض منجزات الزعيم جمال عبد الناصر 1973.. جائزة صالون الاسكندرية الأول.. جائزة الاقتناء بمتحف أمير الشعراء أحمد شوقي.. وجائزة الصحراء والعنصر الجديد عن تمثاله الأرض.
مظهره وهيئته وعبق صومعته - نقصد مكتبه بقسم النحت في كلية الفنون الجميلة بالزمالك-.. لحيته وهندامه والمنحوتات بين يديه وخلفه وعليها تغيرات الزمن وأحوال الطقس واسكتشاته يحملها تحت إبطه أينما كان.. كل هذا يجعلك لا يمكن أن تصفه إلا بالفنان.. إنه الدكتور علي حبيش أستاذ النحت الميداني بكلية الفنون الجميلة أو التشكيلي الثائر أو فنان الانتفاضة وهو اللقب القريب إلي قلبه ويعتز به.
فند في حوار تجاوز الساعتين مع "الأخبار" جرائم النظام السابق في حق الفن والحركة التشكيلية.. وكشف عن أخطر خطة لتزييف الآثار المصرية الأصلية وإعادتها بتزييف متقن من المعارض الخارجية.. مؤكدا أن لوحة زهرة الخشخاش المسروقة من متحف محمد محمود خليل ليست أصلية بل مزيفة.
روي ذكرياته مع زهران شهيد دنشواي والمصري القبطي إبراهيم سليمان بطل المقاومة الشعبية في الدفرسوار بالسويس.. واختص "الأخبار" بالكشف عن هديته لشهداء ثورة يناير المبدعة وهي منحوتة لمصر تلبس ثوب الزفاف ويخرج منها شهداء ميدان التحرير.
شاركت منذ شهرين في معرض نظمه المركز الثقافي الروسي عن ثورة 25 يناير.. ماذا قدمت من إبداعك؟
شاركت في هذا المعرض الذي شارك فيه الفنان مصطفي بكير والفنان السويسري دوريان كلير ب 35 عملا نحتيا وهي أعمال خشبية وطرق معادن وبوليستر وأهمها منحوتتا الشهيد وثورة مصر وبورتريه لكل من الزعيم الراحل جمال عبد الناصر والرئيس الراحل أنور السادات.
ألم تعمل بورتريها للرئيس السابق محمد حسني مبارك ؟
لم يحدث ذلك .. ببساطة لأنني لم أكن أحبه.
لكنك كنت أمينا مساعدا للحزب الوطني المنحل في محافظة القليوبية ورئيسا للجنة الثقافة فكيف لا تحب رمز هذا الحزب؟
لم أكن عضوا بالحزب الوطني في القليوبية بل فقط دعيت للمساعدة في اللجنة الثقافية للحزب وعملت لهم اختبارا وفشلوا فيه بالثلاثة.. لكن الثابت والحقيقي أنني كنت عضوا في الأمانة العامة للحزب الناصري وعضوا في اللجنة المركزية لحزب التجمع فأنا تربية منظمة الشباب.
هنا تل أتريب
نعود للاختبار الذي أجريته للحزب الوطني علي حد تعبيرك ما حكايته؟
كلنا نعرف منطقة تل أتريب الأثرية في منطقة بنها وكان هناك مخطط لاستصدار قرار بأنها ليست منطقة أثرية ويجب استغلالها كمبان امتدادا لمدينة بنها .. في ذلك الوقت تقدمت بخطاب للدكتور يوسف والي القيادة الكبيرة في الحزب الوطني لوقف هذا المخطط يستند لرأي خبير آثاري بولندي بأن تل أتريب منطقة آثرية متكاملة الأركان.. وبعد فترة استفسرت من الدكتور والي عن الخطاب والموضوع فأخبرني أن الأوراق التهمها حريق كان قد شب في مبني التليفزيون.. بعدها قطعت صلتي بالحزب ولجنته الثقافية ولم أكن قد انضممت فعليا إليها.. والحقيقة أن هناك أناسا كثيرين كويسين لم يمكثوا في الحزب الوطني بل تركوه بسبب التجاوزات الكثيرة.
وماذا حدث للمنطقة الأثرية في تل أتريب؟
تحولت إلي مبان، أي غابة من الأسمنت وعليها الآن مباني جامعة بنها.
تقول إن النظام السابق والحزب الوطني المنحل تجاوزاته كثيرة.. فهل لنا أن نعرف ما اقترفه بحق الفن؟
أولا كانت هناك محاباة بغض النظر عن القيمة الفنية بدليل أن مقتنيات فاروق حسني في متحف الفن الحديث كانت عام 1988 وقبل توليه وزارة الثقافة 250 جنيها فقط تم تعديلها من قبل لجنة التقييم بعد دخوله التشكيل الوزاري إلي 100 ألف جنيه.. وفي الوقت الذي كانت فيه مقتنيات فاروق حسني ب 250 جنيها كانت مقتنياتي بقيمة 650 جنيها.
مقتنياتك ومقتنياته .. هل لنا أن نعرف حكاية هذه المقتنيات؟
لكل فنان إبداعات فنية يعرضها علي وزارة الثقافة لشرائها منه ووضعها في متحف الفن الحديث ويتم تقييمها من قبل لجان المقتنيات.. وبمرور الزمن تزداد قيمة هذه المقتنيات.. وعلي سبيل المثال مقتنيات الفنان حامد ندا كانت قيمتها في الستينيات 150 جنيها .. الآن تتجاوز قيمتها 250 ألف جنيه.
عفوا.. نري في هذه التجاوزات انعكاسا لعلاقتك الشخصية مع فاروق حسني الذي يبدو الود فيها مفقود؟
هذا ليس صحيحا فهناك تجاوزات مهمة وخطيرة ولا علاقة لها بالأمور الشخصية.. فعندما قرر فاروق حسني إرسال مقتنيات متحف محمد محمود خليل للعرض في معرض نانت في باريس.. وكان ذلك علي ما أعتقد عام 1996.. رفض غالبية الفنانين وأنا منهم هذه الخطوة باعتبارها طريقا لتزييف آثارنا لكنه أصر وحدث ما كنا نتخوف منه وعادت لوحة زهرة الخشخاش الشهيرة من باريس مقلدة ومزيفة وليست الأصلية.. ومن هنا أؤكد أن اللوحة التي سرقت من المتحف أخيرا ليست أصلية بل مقلدة.. وما حدث في معرض نانت حدث خلال تجول آثارنا في اليابان وأمريكا وغيرها فالآثار تعود مقلدة بنفس الهيئة والحجر.. والخطورة في الأمر أننا لا نمتلك التقنية أو الأجهزة وحتي الكوادر البشرية القادرة علي كشف تزييف هذه الآثار.
هذا الحديث يظل كلاما مرسلا لادليل عليه؟
بل هناك دليل فقد طلب رئيس قسم الآثار في كلية الآثار بجامعة القاهرة فحص كافة الآثار المصرية بعد عودتها من الخارج لكن فاروق حسني رفض ذلك.. لقد حذرنا مجتمع الفنانين فاروق حسني من خطورة هذه العملية قلنا له: هل تستطيع أن تأتي بلوحة الجيوكندا علي سبيل المثال من متحف اللوفر وتعرضها في القاهرة؟ الإجابة بالطبع لا فهذا مستحيل.. فالجبل لا ينتقل للزائرين بل الزائرون هم الذين يأتون إليه.. هكذا يجب أن تكون الآثار.
لشهداء يناير
من أحدث إبداعاتك تمثال شهداء ثورة مصر التي تسعي لوضعه في ميدان التحرير.. ما فكرته؟
فكرة هذا التمثال طرقت ذهني قبل الثورة بسنوات.. لا داعي للاستغراب ففي انتفاضة الشعب الفلسطيني ذهب الشاب الفلسطيني محمود العنواسي متأبطا ذراع عروسه بثوب زفافها لحفل الزفاف.. وفي ذلك الوقت حدثت الانتفاضة ترك عروسه وذهب للمشاركة في الانتفاضة.. طالته أيادي الغدر فاستشهد.. ونزلت عروسه بثوب الزفاف لتضمه بين أحضانها.. سجلت هذا المشهد في اسكتش سريع لكنه لم يبرح مخيلتي.. وعندما سقط شهداء ثورة 25 يناير المبدعة أحسست أن مصر ترتدي ثوب زفاف عروس العنواسي ونزلت لميدان التحرير لتحتضن شهداءها. التمثال عبارة عن شهيد يطلع من جنب مصر العروس وهو ممتد مثل تمثال الرحمة لمايكل أنجلو.
وماذا عن مرحلة التنفيذ؟
بدأت التنفيذ اعتبارا من 11 فبراير يوم التنحي حيث عملت التمثال من الصلصال ثم صببته بالجبس ثم صببته بالفايبر ثم تلوينه بالتأثير النحاسي.. والمطلوب ليكون جاهزا لوضعه في أحد الميادين صبه بالنحاس أو البرونز في إيطاليا أو أي مكان في الخارج فتقنية سبك التماثيل ليست موجودة عندنا بالكفاءة والجودة المطلوبة.. ولدينا تجربة تمثال الشهيد عبد المنعم رياض الذي تم سبكه محليا ولم تكن النتيجة علي المستوي المطلوب.. وعملية السبك لا تعتبر مكلفة فهي لا تتجاوز 150 إلي 200 ألف جنيه.
هل لنا في المزيد من الوصف لتمثال شهداء ثورة مصر؟
التمثال ارتفاعة ثلاثة أمتار وعرضه متر ونصف المتر وقاعدته جرانيتية طولها متران ونصف المتر وبها مجسمات فرعونية ينقش بداخلها أسماء شهداء الثورة.
في رأيك ما الميدان الأنسب لهذا التمثال.. وهل عرضته بالفعل علي الجهات الرسمية؟
المفروض أن يتوسط هذا التمثال ميدان التحرير فهو مكان الأحداث والمكان التي سالت فيه دماء شهدائنا الذكية.. بجانب أن هذا المكان له جانب مهم من ذكرياتي الشخصية.. فقد كنت ضمن المشاركين في الحركة الطلابية عامي 1972 و1973 أيام الرئيس السادات واعتقلت في معتقل القلعة مع عدد من النشطاء السياسيين مثل الكاتب الكبير أحمد بهاء الدين والشاعر أحمد فؤاد نجم ونبيل الهلالي وأحمد فؤاد قاعود وحمدين صباحي.
نعود للتمثال هل عرضته علي الجهات الرسمية؟
الحقيقة لم أعرضه بعد لكن في خطتي عرضه علي المجلس الأعلي للقوات المسلحة فقد كنت أتطلع لأن يفتتحه المشير محمد حسين طنطاوي في ميدان التحرير خلال احتفالات نصر أكتوبر المجيد.. فقد شاركت بأعمالي في معرض البانوراما العام الماضي في احتفالات نصر أكتوبر ولدي ستة أعمال لشهداء مصر عموما كلها من المعدن المطروق أو الخشب.
رحلتك مع النحت تمتد لأكثر من 30 عاما .. ما أقرب منحوتاتك إلي قلبك وعقلك؟
أعتز بمنحوتة زهران شهيد دنشواي الذي يجسد الفلاح المصري في نضال الشعب ضد الإنجليز وهذا التمثال موجود بالفعل في قرية دنشواي.. أيضا أعتز بمنحوتة الأرض وهي موجودة في متحف الفن الحديث وأخذت عليها جائزة من معرض يوم الأرض حيث عرض هذا التمثال بجانب أعمال الفنان الكبير محمود مختار.. وهناك تمثال المسيح يصلب من جديد وهو من البرونز وموجود في قاعة المؤتمرات في مدينة نصر.. وهو عن المصري القبطي إبراهيم سليمان بطل المقاومة الشعبية في الدفرسوار بالسويس والذي استشهد علي سور قسم الأربعين في السويس وظل فترة علي وضع استشهاده وكأنه مصلوب.. وأعتز بتمثال آخر موجود في متحف أمير الشعراء أحمد شوقي وهو عن انتصارات أكتوبر المجيدة.. وهو عبارة عن مصرية تمسك بندقية وفي الخلفية قلعة استشهد عليها جندي مصري. أيضا من منحوتاتي التي أعتز بها تمثال تقرير المصير وهو موجود بمتحف الفن الحديث وهو عن الشعب الفلسطيني وعرض في معرض الانتفاضة الفلسطينية وأعجب به الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات.. والتمثال عبارة عن أم فلسطينية تجلس علي كرسي بلدي من خشب شعر البنت أو الصفصاف.. تمسك مجموعة من الأوراق الفلسطينية وهي التي بيدها الحل فهي التي تربي الأطفال علي التمسك بأرض فلسطين التاريخية.. وهي التي تلقنهم قيمة الشهادة.. وتجد من خلفها مجموعة من الأطفال الصغار بواسطة النحت البارز.
المد السلفي
أطلقوا عليك التشكيلي الثائر وكذلك فنان الانتفاضة.. فكيف تري مصر الآن.. وكيف تنظر لمستقبلها؟
مصر الآن تتقاذفها تيارات كثيرة وغير مفهومة وهناك مد سلفي مدمر ففي أفغانستان أقدمت حركة طالبان علي تحطيم التماثيل الآثارية وهذا ضد الحضارة فخليفة المسلمين عثمان بن عفان زار هذه المنطقة ورأي آثارها ولم يحطمها.. والمفروض أن تكون القوات المسلحة حاسمة في هذه الفترة من المد الثوري ولابد وأن يكون هناك رأس لقيادة الثورة وتشكيل مجلس لإدارة الثورة يضع برنامجا قوميا يمشي عليه كل المواطنين.. بدلا من ترك البلاد لمجموعات من الدكاكين المرتبطة بالخارج.. وبهذه الطريقة فإني أتوقع أن تأتي الانتخابات المقبلة بمجلس بقيادة الإخوان المسلمين.
وما رأيك فيما يثار من انتقادات حول قانون الطوارئ؟
تطبيق قانون الطوارئ في الوقت الحالي حتمي ونحن جميعا نري كل يوم ما يستدعي ذلك.. ابني الأكبر رئيس مباحث وشقيقه في الأمن المركزي ويتحدثان عن مناطق مثل كوم السمن تتداول فيها المخدرات علنا .. ومنذ أيام تعرض دبلوماسي عربي لحادث سرقة سيارته علي الطريق الصحراوي وغيرها من حوادث كثيرة تجعل استمرار هذا الوضع طريقا لحدوث ما لا يحمد عقباه.. حال مصر الآن يجسده بيت شعر لأمير الشعراء أحمد شوقي يقول: نحن نجتاز موقفا.. تعصر الآراء فيه.. وعصرة الرأي تردي.
وماذا عن المستقبل؟
المطلوب أن يختار المجلس العسكري مجلسا لقيادة الثورة من القيادات الوطنية عسكريين ومدنيين ولا يكون هناك فصل بين المجلس العسكري والمدنيين.. وأتساءل هنا لم لا يمنح حق التصويت للعسكريين أليسوا مواطنين يجب عليهم المشاركة في اختيار قياداتهم.. أيضا من المفروض إعادة توزيع الثروة عبر نظام الضرائب التصاعدية وهذا خير علاج للمطالبات والاحتجاجات الفئوية.. علينا كذلك دفع ضريبة الدم لشهداء الحروب عبر منح أسر الشهداء أراضي في المناطق الجديدة.. علينا أيضا بناء القدوة في نفوس شبابنا خاصة في القري التي هي أكبر مصدر للإرهاب.. لماذا لا نعمل تماثيل لأبطالنا من شهداء القوات المسلحة مثل الشهيد إبراهيم الرفاعي وغيره وتوضع في القري التي ولدوا فيها لتكون نماذج مشرفة تبني القدوة للشباب.
أفريكانو
مصر تتجه حاليا للعودة لامتدادها الإفريقي ورسالتك للحصول علي الماجستير كانت عن النحت الإفريقي.. لماذا النحت الإفريقي بالذات؟
الأفارقة أنتجوا فنا إنسانيا من الدرجة الأولي وأثر الفن الإفريقي في أوروبا بأسرها وكما يقال قرع الطبول في إفريقيا نسمع صداه في باريس.. هذا الفن اجتاح أوروبا فقد تأثر به بيكاسو وهنري ريمور وجوجان لهذا عملت رسالة الماجستر عن الفن الإفريقي وأهديتها لمعلم التربية الفنية الذي علمني في المرحلتين الإعدادية والثانوية والذي لا يمكنني نسيانه وهو الأستاذ أديب طياب.. وهذا يجعلنا نتحسر علي ما آلت إليه الأنشطة في مدارسنا هذه الأيام.. والفن الإفريقي يرتبط بالقبائل وكل قبيلة لها أسلوبها في النحت فهناك في جنوب السودان قبائل الشيلوك والبامبارا ويقولون إن التمثال الإفريقي تتجسد فيه روح الشجرة التي صنع منها فهي نار ووقود وغازات فروع الشجرة تدخل في القناع.. هناك النحت كما يعتقدون قادر علي شفاء المرضي والأقنعة تطرد الأرواح الشريرة من البيوت وهذا المفهوم سائد حتي الآن في مناطقنا الريفية.. والفن الإفريقي يشمل كل الخامات فهو بلاستيك مع معادن وجلد وخشب وريش وخيش.. أيضا تميز النحت الإفريقي بالنحت البارز أي التشريط بمعني عدم الاهتمام بالتشريح العادي بل بما هو داخل الشخص.
لك تجارب في عالم الرسم الكاريكاتيري.. هل لنا التعرف علي أبرزها ؟
الحقيقة أنني لم أستعد برسومات كاريكاتيرية لكني سأحاول رسم أحدثها بالكلمات بمساعدتكم بالطبع: إنه رسم للإذاعية الرائدة آمال فهمي حيث التقت وزير الخارجية القطري في برنامجها الشهير "علي الناصية".. سألته في النهاية: تحب تسمع إيه؟ أجاب: أحب أسمع أغنية "الأرض بتتكلم عبري".. رسم آخر لبنيامين نتنياهو مصوبا بندقيته.. وعليه تعليق: هنا قاعدة النتن ياهو للتنشين علي العرب.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.