فقدت الحركة التشكيلية الأسبوع الماضي الفنان سعيد خطاب والنحات فاروق ابراهيم والفنان سعيد خطاب واحد من الفنانين الذين أسهموا في إحداث نهضة فنية وثقافية. ليس فقط في مصر, بل وفي العديد من الدول العربية أيضا فقد أسس وتولي عمادة المعهد العالي للفنون المسرحية في مصر والكويت, وساهم في إنشاء قسم المسرح بكلية الآداب بجامعة السلطان قابوس بعمان, وتخرج علي يديه أجيال من الفنانين, وهو فنان آثر أن يعطي لأجيال متعاقبة من الشباب خبرته علي حساب تقديم معارض لأعماله وهو إختيار صعب لأنه يعكس عدم الأنانية وحب العطاء ومن خلال تلاميذه إستطاع في الحقيقة أن يترك أثرا علي صفحة الفن من خلال هؤلاء الشباب والذي تحول كثيرا منهم الي فنانين مبدعين لهم مكانتهم علي ساحة الفن التشكيلي وقد أعطي أيضا مجالات متعددة مثل المسرح وغيرها الكثير من خبراته مما جعل الفن التشكيلي أداة أساسية في العمل المسرحي وفي غيره من أعماله التي عمل بها فهو دائما يضع نصب عينيه أن الفن التشكيلي هو المحور الأساسي. وقد نجح في ذلك كثيرا. وكانت تجربته مع طلبته بالغة الثراء فهو يجوب بهم المناطق الجغرافية المختلفة وخلال تعليمه لهم يرسم الإسكتشات التي أثارت الإعجاب وأصبحت هي نفسها عملا فنيا. وهو فنان بكل معني الكملة عاش في محراب الفن ومن أجله ويشهد له المجالات العديدة التي عمل بها والأجيال التي علمها مما جعله يقف بشموخ بين جيل الأساتذة. أما أعمال الفنان سعيد خطاب بالألوان المائية فهي شاهدة علي أستاذيته, وفن البورتريه هو واحد من الفنون الصعبة وقليل من لمع في مجالها, وإذا كان هذا الفن بالألوان المائية فالأمر أكثر صعوبة, وإبداعات الفنان سعيد خطاب في مجال البورتريه أعمال تتسم بدقة الخطوط وليونتها وبراعة خلط الألوان حتي يكاد الوجه في الصورة ينطق وتكاد تحس بالحركة وليس الثبات, أما المنظر الطبيعي فانه ساحة ثرية لتعبير الفنان من خلال رؤية وأفق تجمع بين الماضي والحاضر من خلال العمارة والأطلال وتجمع بين المادة والخضرة فهو يستطيع في العمل الواحد أن يجمع بين التضاد وذلك في نعومة تتسم بها طبيعة الألوان. سعيد خطاب من مواليد1922 حصل علي دبلوم الفنون التطبيقية قسم الزخرفة1941 م, ودبلوم معهد التربية العالي للمعلمين قسم التربية الفنية1943, قام ببعثة دراسية علمية عملية إلي المملكة المتحدة في الفترة من1946 إلي1950 لدراسة التصميم والتصوير والتربية الفنية وحصل علي دبلوم وزارة المعارف البريطانية في التصميم( دكتوراه بالعادلة)1949, ودبلوم وزراة المعارف البريطانية في التصوير الزخرفي1949, ودراسات وشهادات في تاريخ الفنون والتربية من جامعة لندن.1950 شغل عضو هيئة التدريس بكلية الفنون التطبيقية خلال المدة من1950 إلي1958 وقام بتدريس مواد التصميم وتاريخ الاختصاص وذلك في قسم الزخرفة وبعض أقسام الكلية. د. فاروق ابراهيم كما فقدت الحركة التشكيلية النحات المرموق الدكتور فاروق إبراهيم أستاذ النحت بكلية الفنون الجميلة والعميد السابق لها ونقيب التشكيليين وصاحب تمثال عمر مكرم والشهيد عبدالمنعم رياض وغيرهما والذي إستطاع أن يحقق لنفسه أسلوبا فريدا في المنحوتات الصغيرة والمتوسطة مستخدما الفخار والخشب والبوليستر في تشكيلها, وهي تتميز بموسيقية الخطوط الانسيابية وملامح الوجوه المصرية في كتل قوية التماسك تتخللها فراغات محسوبة وهو أيضا نحات مشاريع كبيرة. في مجال النحت الميداني. بينما تأتي المرأة في أعماله موحية معبرة تحمل حسا أسطوريا, تلتف أجساد بعضهن بأوشحة تنساب عليهن بنعومة شديدة, علي الرغم من خشونته وحدة خطوطه, ويلاحظ بجانب ذلك وجد أعمال نحتية أخري تبدو مسطحة شديدة التبسيط والاختزال. وللفنان فاروق إبراهيم العديد من الأعمال المنفذة في الميادين منها: تمثال الشاعر حافظ ابراهيم وطلعت حرب بحديقة الحرية بالقاهرة, وتمثال طلعت حرب بالميدان المسمي باسمه بأسيوط, وتمثال الاديب عباس محمود العقاد بأسوان, وتمثال رأس حورس بطريق مطار مصر الجديدة, وتمثال عمر مكرم بميدان التحرير, وتمثال الزعيم أحمد عرابي بالميدان المسمي باسمه بالتل الكبير, وتمثال الرئيس حسني مبارك بمعهد إعداد القاده بحلوان, مجلس الشعب, وتمثال' خطوة لمصر' بقاعة المؤتمرات الدولية الكبري بمدينة نصر, وتمثال لمحمد محمود باشا بحديقة متحفه, وتمثال ميداني للفريق عبد المنعم رياض في الميدان المسمي باسمه بالقاهرة ولوحة العبور ل6 أكتوبر بمحطة مترو الانفاق( السادات), ولوحة نحت بارز بمحطة مترو الانفاق( مبارك) ولوحة تمثل كفاح شعب بورسعيد في بانوراما6 أكتوبر. بالإضافة الي تناول الفنان فن البورتريه في مجال النحت فجاءت أعماله بملامحها معبرة عن الشخصية لمجموعة من الادباء والشخصيات المصرية العامة مثل( العقاد, كمال الملاخ, أنيس منصور, طه حسين, حسني مبارك, طلعت حرب, أنور السادات). ان ما أنجزه الفنان من أعمال نحتية جدارية بمساحات كبيرة بالأماكن العامة وما تحمله من مضامين بصورة واقعية مبسطة قد ساهمت في توعية وتثقيف الجماهير الغفيرة المتحركة والمارة بهذه الاماكن العامة وذلك لسهولة قراءتها والتعرف علي أشكالها ومعانيها ومضامينها. فاروق إبراهيم من مواليد القاهرة1937 حصل علي بكالوريوس كلية الفنون الجميلة1962, وماجستير في فن النحت كلية الفنون الجميلة1972, ودكتوراه ودرجة الأستاذية من أكاديمية سان فرناندو بمدريد بسبانيا.