سمعنا منذ فترة ليست بالقليلة عن نجاح جهود الأستاذ د. مصطفي السيد - العالم المصري العالمي الكبير الذي يعمل في جامعات الولاياتالمتحدةالأمريكية والذي أصرَّ أن يشرك زملاءه من علماء مصر في أبحاثه التي أثارت اهتمام الدوائر العلمية والطبية في العالم والتي ثبت نجاحها في الشفاء الكامل من هذا المرض الخبيث في التجارب التي تمت علي الفئران، يتم في الوقت الحالي إجراء التجارب علي حيوانات أخري أكبر من الفئران مثل القطط والكلاب وهو ما أوضحه د. مصطفي في محاضراته القيمة التي ألقاها في مؤتمر هام تم عقده في كلية الصيدلة بجامعة الأهرام الكندية برئاسة الأستاذ د. فاروق إسماعيل. بدأ د. مصطفي حديثه عن التجربة بأن نجاحها كان في القضاء علي خلايا الأورام السرطانية التي تتركز في منطقة محدودة. شرح د. مصطفي تجربته بوضوح كبير والتي تبدأ بتكسير معدن الذهب إلي دقائق علي شكل قضبان متناهية الصغر حجمها ما بين 50 إلي 150 نانو (النانو هو أصغر وحدة تمكن الإنسان من التوصل إليها 10- 9 من المتر ). يتم حقن الورم بسائل يحتوي علي دقائق الذهب في السرطان في الخلايا السرطانية التي يتم تدميرها بتسليط ثم أشعة ضوئية ذات الموجات تحت الحرارية، وتتكون في المنطقة هالة سوداء. من النتائج الهامة والمشجعة لهذه التجربة أن الخلايا السرطانية لا تعود للتكوين مرة أخري في حين أنه في بعض العمليات الجراحية المعروفة تعود أحياناً الخلايات السرطانية للنمو مرة أخري. لمعرفة ماذا يحدث بالضبط علينا أن نتعرف علي عدة أشياء أولها لماذا الذهب بالذات.. ولهذا سببان أولهما أن الذهب معدن معروف أنه لا يصدأ أي لا يتفاعل كيميائياً مع ما حوله من مواد وهو ما يحدث في جسم الإنسان فلا خوف من أي آثار قد تحدث نتيجة أي تفاعلات. ثاني الأسباب هو أن للذهب خاصية هامة وهو امتصاص الموجات تحت الحمراء التي تسلط علي المنطقة المصابة ويحول طاقة الموجات تحت الحمراء إلي طاقة حرارية ترفع درجة حرارة الخلايا السرطانية إلي حوالي 40٪ درجة مئوية وتدمرها تماماً، من أهم أسباب نجاح هذه التجربة أنها تمنع سريان الخلايا السرطانية إلي باقي الجسم بما لها من قدرة الحركة وهو ما يحدث عادة ويسبب الوفاة، وذلك بأن الحرارة المتولدة في هذا العلاج تقضي علي مسببات الحركة وهي قضبان متناهية الصغر توصف بأنها أرجل وأيدي الخلايا السرطانية فتمنعها من الحركة. كانت هناك وقت إجراء البحوث عدة نقاط تحتاج إلي مزيد من البحث مثل ماذا يحدث لدقائق الذهب بعد ذلك، هل تظل ثابتة في مكانها أم تسري في الجسم؟. كان أمل العلماء أن يتخلص منها الجسم مع مخرجاته الطبيعية لكن ذلك لم يحدث، فتتبع العلماء حركة دقائق الذهب فاكتشفوا أنها تسري إلي الكبد أو الطحال أو الكلية... لم يظهر أي تغييرات في معدلات الوظائف الطبيعية لهذه الأعضاء أو تغيير في شكلها ولم يحدث للفئران أي آثار سلبية للتجربة وحتي الآن ولمدة ثلاث سنوات تقريبا. ويشارك علماء مصر من زملاء وتلاميذ د. مصطفي السيد في المركز القومي للبحوث التابع لأكاديمية البحث العلمي وكذلك في قسم الحيوان بكلية العلوم بجامعة القاهرة في الأبحاث التي مازالت تجري علي الحيوانات الأكبر من الفئران مثل الكلاب والقطط ولم تنته بعد، وإذا ثبت نجاحها في هذه المرحلة هنا فقط يمكن تجربتها علي الإنسان في المرحلة التي يطلق عليها التجارب السريرية وهو ما يشكل بعدا أخلاقيا يجب الالتزام به.