رُب صدفة خير من مائة مقال! كتبت وكتب غيري عن أوضاع التأمين الصحي، ولأكثر من مرة في فترة وجيزة اشرت في يومياتي بالاخبار إلي ما يوجع قلب الحجر، من جراء معاناة ضحايا الامراض المزمنة، وناشدت د. هالة زايد وزيرة الصحة أن تصدر تعليماتها بتعديل نظام تجديد صرف الدواء كل 3 شهور، بعد أن كان لمدة عام ثم 6 شهور، للحد من تحميل ضحية المرض المزمن مالا يطيق، في سبيل تأمين حصوله علي الدواء. وفجأة ألتقي بالوزيرة لا يفصلني عنها إلا بضعة سنتيمترات، أثناء افتتاح معرض القاهرة الدولي للكتاب أمس الأول. اعتبرت الصدفة فرصة يجب استثمارها، بنقل صرخة ضحايا الأمراض المزمنة للوزيرة مباشرة. شرحت لها المسألة في إيجاز، ونقلت إليها صورة أمينة ودقيقة لما تشهده عيادات التأمين الصحي من مآس يلاقيها من يصاحبهم المرض عقوداً، ودائماً ما يتم النظر إليهم بمنطق غير المستحق لحصته التموينية، والأمر يصبح أكثر تعقيداً حين يكون الدواء المقرر له باهظ الثمن! أصغت د. هالة لكلماتي، ولمست تفاعلاً إنسانياً راقياً، ووعدت بالاتصال فور الانتهاء من مشاركتها في افتتاح المعرض بالدكتورة سهير عبد الحميد رئيس هيئة التأمين الصحي، حتي تضع محل اعتبارها ما استمعت إليه، للتخفيف من معاناة مزدوجة مرة من طول عشرة المرض، والأخري ما يلاقونه من تعقيدات عند صرف الدواء. بانتظار مبادرة إيجابية بعد تدخل الوزيرة، تعيد البسمة والاحساس بالانسانية لكل مريض يحتاج للعلاج المستمر، لأن مرضه مزمن، ولا رجاء للشفاء منه إلا بمعجزة في زمن بلا معجزات.