انطلقت امس فعاليات الدورة الخامسة لمؤتمر اخبار اليوم الاقتصادي والذي يمثل احد اهم الفعاليات الاقتصادية في مصر خلال السنوات الخمس الاخيرة..اعتدنا ان تكون المؤتمرات مكلمة وشعارات وتوصيات تحفظ في الأدراج..ولكن هذا المؤتمر تحديدا هو جسر تواصل حقيقي بين الحكومة ومجتمع الاعمال..يتم خلاله عرض رؤية الحكومة خلال المرحلة القادمة والاستماع لشكاوي ومتاعب مجتمع الاعمال مع وضع الأفكار والحلول للمساهمة في خلق شراكة حقيقية بين القطاع الخاص والدولة المصرية لتحقيق تنمية حقيقية تنعكس بالإيجاب علي المواطن المصري الذي تحمل وبكل عزيمة وصبر توابع برنامج الإصلاح الاقتصادي.. في الدورة الخامسة للمؤتمر تركنا مساحة اكبر لمجتمع الاعمال ليساهم في وضع برنامج المؤتمر لانه هو القطاع المحرك للاقتصاد والتشغيل وضخ الاستثمارات..قد تكون الدورة الحالية فرصة للحكومة للوقوف علي بعض المشاكل التي أدت إلي إغلاق بعض المصانع وتوقف رجال الاعمال عن ضخ استثمارات جديدة رغم ان الظروف أصبحت مواتية للجميع للعمل في مصر بعد حالة الاستقرار السياسي والاجتماعي التي تتمتع بها الدولة في هذه المرحلة..لو تعاملت الحكومة مع مقررات المؤتمر علي انها أوراق سيكون مكانها الأدراج وسيظل القطاع الخاص المصري يعاني من عدم سماع صوته وبطبيعة الحال سيبقي الوضع كما هو عليه..ولو استمر القطاع الخاص في البحث عن المكاسب الشخصية فقط بعيدا عن مصلحة الدولة سيظل الوضع أيضا كما هو عليه..الهدف من المؤتمر ان يستمع كل طرف إلي الاخر بكل عقلانية وان تكون مصلحة الدولة المصرية في المقدمة.. اعتقد ان عنًوان المؤتمر هذا العام وهو التصنيع..طريق المستقبل..قادر علي تقديم رؤية متكاملة للدولة المصرية عن حال الصناعة باعتبارها قاطرة التنمية الحقيقية..وتفاعل واستجابة وزير الصناعة المهندس عمرو نصار لمطالب الصناع المشروعة قد يساهم في تغير المشهد الاقتصادي ويستكمل برنامج الإصلاح بكل نجاح..الزملاء في اخبار اليوم الذين يشاركون في الإعداد والتجهيز للمؤتمر يبذلون جهدا كبيرا للحفاظ علي كل مكتسبات الدورات السابقة ويحاولون ابتكار الجديد أملا في استمرار المؤتمر لتظل أخبار اليوم صرحا عملاقا بفضل ابنائها المخلصين..كل الشكر للزملاء الذين شاركوا في خروج المؤتمر بهذه الصورة المتميزة والتي تعكس قدرة ومكانة مؤسستنا الحبيبة..وكل الشكر لشركاء النجاح من رجال الاعمال والصناع الذين شاركوا بالوقت والفكر لبلورة الأفكار وتحويلها إلي جلسات عمل قد تكون خارطة طريق مستقبلية للصناعة المصرية..وأتمني ان تستمع الحكومة بكل اهتمام لشكاوي ومطالب مجتمع الاعمال وان يكون المؤتمر بداية شراكة حقيقية بين الحكومة والقطاع الخاص المصري الوطني الذي وقف بجانب الدولة في اصعب الظروف وواصل العمل رغم كل الصعاب التي مرت بها مصر في عهد الخونة..نلتقي في الدورة السادسة العام القادم بإذن الله لو كان في العمر بقية.. وتحيا مصر..