يقف كل من المتطرفين العلمانيين والمتشددين الإسلاميين في خندق واحد حين يحصرون مفهوم الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في الملابس فقط، في حين أن المفهوم يعد المقصد الأعلي للإسلام، وذلك رغم اختلاف توجه أحد الفريقين نحو حرية العري والآخر إلي الاحتشام. إذ يتسع الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر لقضايا أشمل وأهم كمحو الإرهاب من الأرض ومحاربة الفساد والاستبداد والرشوة وسرقة المال العام (لو أن فاطمة بنت محمد سرقت لقطعت يدها) »حديث شريف» وعدالة توزيع الثروة (حتي لا يكون دولة بين الأغنياء منكم) »قرآن كريم» ومحاربة الظلم وإشاعة العدل والمساواة بين الناس (الضعيفُ فيكم قويٌّ عندي حتي أرجعَ إليه حقَّه، والقويّ فيكم ضعيفٌ عندي حتي آخذَ الحقَّ منه) »أبو بكر الصديق»، كل ذلك يدخل ضمن هذا المفهوم. لكن يصر العلمانيون علي أن يجعلوا الهجوم علي الحجاب هو قضيتهم في وقت يعاني فيه الناس الأمرين لتدبير معايشهم. وبعض العلمانيين يغالون فيهاجمون المفهوم علي إطلاقه لا الزي فقط ويسقطونه علي جماعة تراقب ملابس الناس في الطرقات، وهو ما لا يعرفه الإسلام فليس هناك شرطة للدين. وعلي الجانب الآخر شغل فستان »رانيا يوسف» الفاضح الكثير من الإسلاميين والمحامين في الوقت الذي تركوا فيه مشاكل أشد وطأة تكدر حياة الناس يوميا. حقيقة أن الحجاب فريضة، لكن تحقيق العدل والحرية مقدم عليه فشتان ما بين الفرع والأصل. لهذا أميل إلي ما قاله د.ناجح إبراهيم »لو تصالح العلمانيون مع الدين والإسلاميون مع الدنيا فسوف تهنأ مصر بسلام اجتماعي». اللهم اهد الطرفين فاتفاقهم - رغم الخلاف - في فروع القضايا ليس رحمة.